دليلك من "هي" حول أكثر الأمراض الجلدية انتشارًا بين المراهقات وكيفية التعامل معها

لاشك أن فترة المراهقة هي وقت رائع للنمو والتغيير الجذري للصحة العقلية والجسدية في آن واحد. وبالتالي ستظل البشرة جزءًا من هذه التحوالات التي تعيشها كل مراهقة على حدا.

لذا لا يمكن إهمال البشرة أوترك العناية بها للسنوات القادمة، بل يجب استثمار هذه الفترة لتعزيز جمالها الطبيعي ووقايتها من الأمراض الجلدية التي قد تلاحقها بدءًا من هذه المرحلة فصاعدًا.

من هذا المنطلق، سأطلعكِ عبر موقع "هي" على دليلًا شاملًا عن الأمراض الجلدية الأكثر انتشارًا بين المراهقات، وأسبابها وكيفية التعامل معها، بناءً على توصيات كل من استشاري الطب النفسي محمد فتحي و استشاري الأمراض الجلدية الدكتور خالد عبد الهادي من القاهرة.

لماذا تُعد مرحلة المراهقة أكثر تأثيرًا على صحة البشرة وما هي الأسباب الرئيسية وراء ذلك؟

ووفقًا للدكتور محمد، لأن البشرة تتعرض إلى مزيج معقد من التغيرات الجسدية، الهرمونية، النفسية، والاجتماعية التي تحدث كلها في وقت واحد؛ مما يجعلها حساسة جدًا في حياة الفتاة أو الشاب، وليس للفتاة فقط. أما عن الأسباب الرئيسية التي تجعل هذه المرحلة حساسة للغاية؛ فهي كالتالي:

العاصفة الهرمونية (التغيرات الكيميائية)

يبدأ الجسم في إنتاج هرمونات جنسية مثل "الإستروجين والبروجسترون عند الفتيات، والتستوستيرون عند الذكور" بكميات كبيرة.هذه الهرمونات لا تؤثر فقط على النمو الجسدي، ولكنها تؤثر مباشرة على المراكز المسؤولة عن المشاعر والعواطف في الدماغ.هذا يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة، حيث يُمكن أن تشعر المراهقة أو المراهق بالسعادة الشديدة ثم الحزن أو الغضب المفاجئ في فترة قصيرة من دون سبب واضح أحيانًا.

التغيرات الجسدية السريعة والمفاجئة

يبدأ الجسم في التغير بسرعة من خلال (ظهور علامات البلوغ، تغير الصوت، نمو الشعر، تغير في شكل الجسم ووزنه). هذه التغيرات يُمكن أن تسبب الإحراج، القلق، أو انعدام الثقة في النفس. وهنا تشعر المراهقة بأنها تحت المجهر وأن الجميع يلاحظون هذه التغيرات، مما يزيد من حساسيتها.

البحث عن الهوية والذات.. من أنا؟

تبدأ المراهقة في هذه المرحلة، بسؤال نفسها عن "مكانها في العالم، من هي، وما هي قيمهها ومعتقداتها). هذا البحث يكون محيرًا ويصاحبه صراع داخلي بين رغبتها في الاستقلالية عن الأسرة وبين حاجتها إلى دعمهم وحبهم. هذا الصراع يجعلها عاطفية وحساسة لأي نقد أو توجيه، لأنها قد تفسره على أنه هجوم على استقلاليتها أو شخصيتها الناشئة.

الضغط الاجتماعي والمدرسي

تزداد أهمية الأصدقاء والانتماء للمجموعة، ويصبح الخوف من الرفض أو الإقصاء الاجتماعي كبيرًا. كذلك يُمكن أن تتحول أي مشكلة مع الأصدقاء أو أي فشل دراسي إلى دراما عاطفية كبيرة في نظر المراهقة.

تطور الدماغ

ينشط الجزء المسؤول عن العواطف والاندفاع (اللوزة الدماغية) بقوة في المراهقة.بينما الجزء المسؤول عن التفكير المنطقي، اتخاذ القرارات، والتحكم في القشرةلا يزال في طور النضج حتى منتصف العشرينات. وبالتاليعدم التوازن في تطور الدماغ خلال هذه المرحلة يجعل المراهقات يتعاملن مع المواقف بمشاعر قوية أولًا قبل أن يستخدمن المنطق، مما يفسر ردود أفعالهن المبالغ فيها أحيانًا.

وهنا أوضح دكتور محمد، أن كل الأسباب السالفة الذكر قد تُحدث تأثيرًا مباشرة أو غير مباشر على صحة البشرة، مما يجعل أهمية التعامل معها والاهتمام بأنسجتها الداخلية والخارجية من خلال روتين صحي متوازن أمرًا حتميًا للحفاظ على شبابها وجمالها الطبيعي خلال المراحل العمرية المتقدمة. كما أكد دكتور محمد، أن العناية ببشرة المراهقة هي شكل من أشكال احترام الذات والحب لها.

ماذا عن الأمراض الجلدية الأكثر انتشارًا بين المراهقات؟

من ناحية أخرى، أوضح دكتور خالد، أن الأمراض الجلدية تُعدّ من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا بين المراهقات، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تحدث خلال هذه المرحلة العمرية؛ وأبرزها بناءً على أحدث الدراسات والإحصاءات كالتالي:

حب الشباب  (Acne Vulgaris)

هو أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا بين المراهقات، حيث يصيب حوالي 85% من الأشخاص في سن 12 إلى 24 عامًا.يظهر على شكل رؤوس سوداء، وبثور، وحبوب مليئة بالصديد، وغالبًا ما يتركز في الوجه والظهر والصدر.وذلك بسبب زيادة إفراز الدهون "التغيرات الهرمونية" مما يؤدي إلى انسداد المسام وتكاثر البكتيريا؛ وأيضًا يؤثر سلبًا على الثقة بالنفس ويسبب الإحراج، خاصة في الحالات الشديدة.

الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)

تصيب الإكزيما حوالي 24% من المراهقين والمراهقات من دون استثناء؛ وخصوصًا في بعض المناطق مثل "الإمارات العربية المتحدة". تظهر كبقع جافة وحمراء ومثيرة للحكة، غالبًا على الوجه والرقبة واليدين. وذلك بسبب عوامل وراثية ومناعية، بالإضافة إلى محفزات خارجية مثل "الطقس الحار والرطوبة والتعرق". وقد تؤدي إلى الانعزال الاجتماعي بسبب الحكة الشديدة.

الثآليل  (Warts)

عبارة عن نتوءات جلدية يسببها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وتظهر على اليدين والقدمين والوجه، وذلك بسبب العدوى الفيروسية عن طريق الملامسة المباشرة أو مشاركة الأدوات الشخصية. علمًا أنها شائعة بين المراهقات والمراهقين.

التهابات الجلد الفطرية  (Fungal Infections)

تظهر كبقع متقشرة أو ملونة على الجلد، خاصة في المناطق الرطبة مثل الإبطين ومنطقة الصدر، مثل "السعفة (Tinea) وعدوى الخميرة (TineaVersicolor)". وذلك بسبب تكاثر الفطريات، التعرق الزائد والبيئات الرطبة، وهي شائعة في الأجواء الدافئة.

القوباء (الهربس البسيط)

عبارة عن بثور مؤلمة حول الفم أو على الشفاه، يسببها فيروس الهربس، أو العدوى الفيروسية، والتي قد تظهر بسبب الإجهاد أو الدورة الشهرية أو التعرض للشمس؛ علمًا أنها معدية ويمكن أن تنتقل عبر المشاركة في الأدوات الشخصية.

المليساء المعدية  (MolluscumContagiosum)

عبارة نتوءات صغيرة وملساء على الجلد، تسببها عدوى فيروسية. تنتشر عبر التلامس المباشر أو مشاركة المناشف والملابس؛ لكن غالبًا ما تختفي من دون علاج6- 12شهرًا، ولكنها قد تستمر لفترة أطول.

التهاب الجلد الدهني  (Seborrheic Dermatitis)

هي قشور دهنية واحمرار في المناطق الغنية بالغدد الدهنية مثل "فروة الرأس والوجه". مرتبطة بالإفرازات الدهنية الزائدة والتغيرات الهرمونية.

حروق الشمس  (Sunburn)

عبارة عن التهاب جلدينتيجةالتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. وشائعة بين المراهقاتبسبب المشاركة في الأنشطة الخارجية من دون حماية كافية.

التحسس الجلدي

عبارة عن كدمات حمراء وبارزة على الجلد، تسبب الحكة كرد فعل تحسسي للأطعمة أو الأدوية أو الضغط النفسي.

الصدفية  (Psoriasis)

عبارة عن بقع حمراء مغطاة بقشور بيضاء، غالبًا على المرفقين والركبتين وفروة الرأس. تظهر نتيجة مرض مناعي ذاتي، وقد تتفاقممع الإجهاد أو الالتهابات.

ما هي أبرز النصائح للعناية ببشرة المراهقات ووقايتها من الأمراض الجلدية؟

أكد دكتور خالد، أن هذه الفترة من العمر مليئة بالتغيرات، ومنها تغيرات البشرة؛ لكن مع بعض العناية البسيطة، يمكن لأي مراهقة الحفاظ على جمال بشرتها وصحة جلدها من الأمراض المنتشرة خلال هذه المرحلة. لذا عليها باتباع النصائح التالية:

• اغسلي وجهكِ بلطف مرتين يوميًا باستخدام منتجات لطيفة.
• احرصي دومًا على استخدام الماء الفاتر بدلًا من الماء الساخن للعناية ببشرتكِ وشعركِ وجسمكِ.
• تجنبي العبث بالبثورلمنع ظهور التهابات وندبات الجلد.
• استخدمي مرطبات خالية من العطور للمساعدة في الحفاظ على حاجز الجلد الطبيعي.
• ضعي واقي الشمس يوميًا لتجنب الحروق وتلف الجلد، لا تنسي تكرير التطبيق كل ساعتين إذا كنتِ في الخارج.
• اتبعي نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن لدعم صحة الجلد.
• اغسلي وسادات النوم بانتظام.
• اهتمي بتدليك بشرتكِ يوميًا وتغذيتها بالزيوت الطبيعية المناسبة لنوعها منذ الصغر.
• اشربي الكثير من الماء يوميًا للحفاظ على رطوبة بشرتكِ وصحة جلد جسمكِ.
• ابتعدي عن القلق والتوتر قدر المستطاع، واحرصي على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة باستمرار.
• تأكدي أن الوعي بالأمراض الجلدية السالفة الذكر وعلاجها مبكرًا؛ يمكن أن يمنع المضاعفات ويحسن نوعية حياتكِ. فإذا كانت لديكِ مخاوف محددة، فمن الأفضل دائمًا التحدث مع أخصائي الأمراض الجلدية.

وأخيرًا، تذكري أن كل بشرة فريدة، وما يناسب غيركِ قد لا يناسبكِ. لذا،اعتني ببشرتكِ لكن لا تدعيها تشغلكِ عن الاستمتاع بمرحلة المراهقة الجميلة.