عارضات تمردن على معايير الجمال التقليدية وهذه أسرار إشراقة بشرتهن

في الماضي، كان مفهوم الجمال في صناعة الموضة والأزياء محصوراً في إطار ضيّق للغاية، قوام نحيف يكاد يقترب من الهشاشة، بشرة ناصعة البياض، ملامح متناغمة على النمط الغربي، وغياب أي اختلافات تُعتبر "خارجة عن المألوف". هذا الواقع جعل آلاف النساء يشعرن أنهن غير كافيات، وأن معايير الجمال بعيدة المنال.

لكن العقد الأخير حمل معه ثورة حقيقية على هذه القواعد الجامدة، ثورة تقودها مجموعة من عارضات الأزياء اللواتي أثبتن أن الجمال ليس قالباً واحداً، بل هو تنوّع غني يعكس قصص النساء وتجاربهن الفردية. ومن بين هؤلاء برزت أسماء مثل أدوا أبواه، آشلي غراهام، وويني هارلو اللواتي لم يكتفين بالظهور على منصات العرض، بل قدمن رسالة عميقة عن تقبّل الذات وتوسيع مفهوم الجمال.

أدوا أبواه وإعادة تعريف الجمال الأفريقي

أدوا أبواه من أصول غانية، واجهت منذ بداياتها انتقادات بسبب ملامحها الأفريقية الحادة وشعرها القصير جداً الذي جعلها مختلفة عن الصورة النمطية للعارضة "الكلاسيكية". ومع ذلك، أثبتت أن اختلافها هو سر قوتها، وأصبحت اليوم وجهاً أساسياً في حملات علامات كبرى مثل Dior وMarc Jacobs.

آشلي غراهام والجسم الممتلئ

في وقت كان فيه عالم الأزياء يحتفي حصراً بالنحافة المفرطة، جاءت آشلي غراهام لتثبت أن الأنوثة الحقيقية تكمن في الثقة بالجسم. جسمها الممتلئ لم يمنعها من تصدّر أغلفة أهم المجلات العالمية.

كذلك دفعت غراهام العلامات التجارية إلى إدخال مقاسات أكبر في عروضها وحملاتها الدعائية. وبذلك، ساهمت في جعل الموضة أكثر شمولية وأقرب إلى واقع النساء في حياتهن اليومية.

ويني هارلو تحويل البهاق إلى علامة مميزة

ويني هارلو، العارضة الكندية التي تعاني من البهاق، لطالما اعتُبرت مختلفة في مجتمع لا يرحم. لكنّها حولت اختلافها إلى بصمة أيقونية، وأصبحت من أكثر العارضات طلباً في العالم.

ظهرت في عروض Victoria’s Secret، وشاركت في حملات كبرى مع Tommy Hilfiger . ويني لم تكسر فقط الصور النمطية حول الجمال، بل ألهمت ملايين النساء حول العالم ليحببن جلودهن كما هي، حتى مع العيوب أو الاختلافات.

أسرار روتين العناية بالبشرة لدى عارضات الأزياء

لا يقتصر اهتمام عارضات الأزياء على المحافظة على رشاقتهن ولياقتهن الجسدية فحسب، بل إن البشرة النضرة والمشرقة تُعد بالنسبة لهنّ مفتاح الجمال الحقيقي الذي يرافقهن على المنصات وخلف الكواليس على حدّ سواء. لذلك، يعتمدن على قواعد أساسية ثابتة في روتينهن اليومي للعناية بالبشرة، بعضها قد يبدو بسيطاً لكنه في الواقع يصنع فارقاً واضحاً مع مرور الوقت.

إليكِ أبرز خطوات جمالية تتبعها النجمات والعارضات للحفاظ على إشراقة بشرتهن:

الترطيب هو سر النعومة

تؤمن العارضات بأن الترطيب لا يقل أهمية عن أي خطوة أخرى في روتين الجمال. فشرب الماء بانتظام واستخدام الكريمات المناسبة هما الأساس، لكن الكثيرات منهن لا يستغنين عن رذاذات الترطيب لإضفاء جرعة من الانتعاش الفوري. هذه الخطوة، وإن اعتبرها البعض رفاهية، إلا أنها غنية بالفيتامينات والمعادن التي تغذي البشرة وتجعلها أكثر مرونة وحيوية، خصوصاً لصاحبات البشرة الجافة.

إزالة المكياج بعمق

بينما تكتفي الكثير من النساء بمناديل أو غسول سريع، تعتمد عارضات الأزياء تقنية التنظيف المزدوج لضمان إزالة جميع الشوائب. تبدأ الخطوة باستخدام زيت منظف لتذويب المكياج، ثم يتبعها غسول مائي أو رغوي لإزالة ما تبقى من بكتيريا وأوساخ عالقة في المسام. بهذه الطريقة، تتنفس البشرة بحرية وتبقى صافية بعيداً عن علامات التعب والانسداد.

السيروم لا غنى عنه

السيروم يعتبر سلاح العارضات السري، لأنه يحتوي على تركيز عالٍ من المكونات النشطة التي تعالج مشكلات محددة مثل الجفاف، البقع الداكنة، أو فقدان الإشراقة. وبما أن تركيبته خفيفة، فإنه يخترق البشرة بعمق ليمنح نتائج أسرع وأكثر فعالية. حتى كمية صغيرة منه يومياً كفيلة بإحداث فرق واضح على المدى الطويل.

استخدام الغوا شا

من بين الأدوات الجمالية التي اجتاحت روتين العناية الحديث، برزت أحجار الغوا شاكخيار مفضل لدى الكثير من العارضات مثل هايلي بيبر. فهذه التقنية الصينية القديمة تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحفيز التصريف اللمفاوي، مما يقلل الانتفاخ ويمنح البشرة مظهراً مشدوداً ومتألقاً. ولنتيجة مثالية، يُفضل استخدامها بعد تطبيق السيروم أو الكريم لتسهيل انزلاق الأداة وتعزيز امتصاص المستحضرات. وللمسة إضافية من الانتعاش، تلجأ بعض العارضات إلى حفظها في الثلاجة.

الواقي الشمسي… الدرع الحامي

رغم بساطة هذه الخطوة، إلا أنها الأكثر أهمية على الإطلاق. فالتعرض المستمر لأشعة الشمس يُسرّع عملية الشيخوخة ويؤدي إلى ظهور الخطوط الدقيقة وفرط التصبغ. لذلك، تحرص العارضات على وضع الواقي الشمسي يومياً، حتى في الأيام الغائمة أو خلال فصل الشتاء. إنه يحمي البشرة على المدى الطويل من أضرار لا يمكن عكسها بسهولة.

حيلة أو روتين تفعها كل من هذه العارضات للعناية ببشرتها

أدوا أبواه

أدوا تحب إبقاء روتينها بسيط جداً، حيث تركز على الترطيب الداخلي والخارجي.تشرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم، وتستخدم كريمات غنية بالترطيب مع زيوت طبيعية خفيفة مثل زيت الأرغان. كما تؤمن أن البشرة تحتاج قبل أي شيء إلى الترطيب لتبدو صحية.

آشلي غراهام

آشلي لا تتهاون مع تنظيف بشرتها بعد المكياج، خصوصاً أنها تعمل لساعات طويلة تحت الإضاءة. لذا تعتمد على التنظيف المزدوج زيت منظف ثم غسول رغوي، وبعدها تستخدم سيروم ليلي مغذٍ مع كريم غني قبل النوم، حتى تستيقظ ببشرة متجددة.

ويني هارلو

بسبب إصابتها بالبهاق، ويني شديدة الحرص على استخدام الواقي الشمسي يومياً حتى داخل الأماكن المغلقة. تقول دائماً إن الواقي الشمسي ليس مجرد منتج جمالي، بل علاج وقائي أساسي يحافظ على توازن بشرتها ويمنع تفاقم مشكلاتها.

مصدر صور العارضات من حسابهن على إنستاغرام.