
أخصائية البشرة مريم عبد الغني تكشف لـ "هي" كيف يمكن أن يكون تطبيق السيروم طقسًا للتأمل
هل تعلمين أن البشرة لا تقرأ الوصفات الطبيعية التي تُطبقيها على سطح أنسجتها فحسب، بل تقرأ حالتكِ الداخلية؟. بالتأكيد لآنها مرآة تعكس أفكارك، مشاعركِ، وعاداتكِ اليومية.
عمومًا، ما لا تخبركِ به منتجات العناية بالبشرة؛ أنكِ قد تنفقين الأموال على السيرومات الفاخرة والأقنعة السحرية، لكن سرّ البشرة المشرقة يكّمن في شيء أعمق هو "الهدوء الداخلي".عندما تكونين في حالة توتر، يطلق جسدكِ موجات من الالتهاب تُسرّع الشيخوخة، تُفاقم الحبوب، وتُضعف حاجز البشرة. لكن ماذا لو استطعتِ تحويل روتين العناية ببشرتك إلى بوابة للسلام؟.
وللتوضيح، تخيّلي معي أن كل لمسة لوجهكِ تكوني فيها حاضرةً تمامًا، كل نفسٍ تطلقينه يُذيب التوتر، وكل دقيقة تُخصصينها لنفسكِ تُعيد لبشرتكِ حيويتها المفقودة. هذا ليس سحرًا، بل علمٌ يُثبت أن "التنفس الواعي يملأ خلايا بشرتك بالأكسجين، فيختفي الشحوب"، من خلال التأمل والرعاية الذاتية اللذان يعتبران بمثابة أقوى "سيروم طبيعي"، حيث الاسترخاء العميق يُقلل الهالات السوداء أكثر من أي كريم، أما الامتنان واللطف الذاتي فيُحفزان الكولاجين أفضل من المصل الأغلى!.
من هذا المنطلق، هيا نغوص معًا عبر موقع "هي" في أبسط الطرق لتحويل روتينك الجمالي إلى طقسٍ يومي للتأمل، حيث يصبح كل كريم، كل لمسة، كل نفس، خطوة نحو بشرتكِ المثالية من الداخل أولًا، بناءً على توصيات أخصائية العناية بالبشرة والشعر مريم عبد الغني من القاهرة.

ما هي أهمية التأمل والرعاية الذاتية على صحة البشرة؟

ووفقًا لأخصائية البشرة مريم، البشرة الصحية لا تبدأ بالكريمات الفاخرة، بل بالسلام الداخلي؛ لأن التأمل والرعاية الذاتية ليسا مجرد أدوات للاسترخاء، بل هما أساسيان لصحة البشرة على المستويين الجسدي والعاطفي، ويؤثران بشكل عميق عليها من خلال التالي:
تقليل التوتر يجعل البشرة أكثر صفاءً
بما أن زيادة الكورتيزول (هرمون التوتر) قد تؤدي إلى إصابة الجسم بالالتهابات، مما يُساهم ذلك في ظهور مشاكل جلدية متنوعة، خصوصًا "تفاقم حب الشباب، الإكزيما، والصدفية"؛ فإن التأمل يخفض مستويات الكورتيزول، مما يقلل من الاحمرار، الحساسية، وانتفاخ العينين الناتج عن الإجهاد.
تعزيز حاجز البشرة الواقي
يُضعف التوتر المزمن الحاجز الجلدي، مما يجعل البشرة أكثر جفافًا وعرضة للتلف؛ وبالتالي الرعاية الذاتية مثل "النوم الكافي، الترطيب العميق" تدعم إنتاج الكولاجين وتحافظ على رطوبة البشرة.
تحسين الدورة الدموية
يزيد التنفس العميق أثناء التأمل من تدفق الأكسجين والدم إلى البشرة، مما يعطيها توهجًا طبيعيًا ويُحفز تجديد الخلايا، كما أن تدليك الوجه أثناء تطبيق السيروم (بوعي) يُنشط الأوعية الدموية، مما يقلل من الهالات السوداء.
وقف العادات الضارة بالبشرة
يلمسن الكثيرات وجوههن (أو يفركونها) عند القلق، مما ينقل البكتيريا ويسد المسام؛ وبالتالي التأمل سيزيد الوعي بهذه العادات ويُقللها.
التوازن الهرموني
يُخل التوتر بتوازن الهرمونات مثل "الإستروجين والتستوستيرون"، مما قد يسبب زيادة الزيوت أو الجفاف؛ إلا أن ممارسات مثل "اليوجا والتأمل" ستُنظم إفراز الهرمونات بشكل غير مباشر.
البشرة كمرآة للصحة الداخلية
هل تعلمين أن الجلد يتذكر "الإجهاد المتراكم الذي يظهر عبر التجاعيد المبكرة، فقدان المرونة، أو الشحوب؟؛ وبالتالي الرعاية الذاتية اليومية (حتى لو كانت 5 دقائق) ستُعيد شحن طاقة الخلايا وتُبطئ الشيخوخة بشكل طبيعي.
كيف تحوّلين تطبيق السيروم أو قناع الوجه إلى طقس للتأمل والرعاية الذاتية؟

أكدت أخصائية الشرة مريم، أنه يُمكنكِ تحويل تطبيق السيروم أو قناع الوجه إلى طقسٍ للتأمل والرعاية الذاتية؛ وذلك عندما تتعاملين مع التطبيق كفرصة للتواصل مع نفسكِ بدلًا من كونه مجرد خطوة روتينية في العناية بالبشرة، من خلال بعض الطرق الفعالة لتحويل هذه اللحظة إلى تجربة تأملية مُغذية للجسد والروح؛ وذلك على النحو التالي:
هيّئي لنفسكِ للجو التأملي
- أطفئي الأضواء الساطعة، وأشعلي شمعة معطرة أو استخدمي مصباحًا خافتًا.
- شغّلي موسيقى هادئة "أصوات الطبيعة، نغمات بوذية، أو موسيقى أمبيانت".
- اجعلي المكان دافئًا ومريحًا، ربما ببطانية ناعمة أو وسادة مريحة.
تنفّسي بوعي قبل البدء
- اجلسي بشكل مريح، ضعي يديكِ على ركبتيكِ، وأغمضي عينيكِ.
- خذّي 3 أنفاس عميقة (شهيق من الأنف لمدة 4 ثوانٍ، زفير من الفم لمدة 6 ثوانٍ).
- ركّزي على إطلاق التوتر مع كل زفير.
طبّقي السيروم بوعي كامل
- تحسسي ملمس المنتج على أصابعكِ أولًا "عند وضع السيروم أو القناع"، ولاحظي درجة حرارته، قوامه، ورائحته.
- استخدمي حركات تدليك بطيئة ودائرية مع تركيز انتباهكِ على كل منطقة من الوجه (الجبهة، الخدود، حول العينين)، وتخيّلي أنكِ "ترسمين" هدوءًا على بشرتك.
- إذا كنتِ تستخدمين قناعًا ورقيًا، استلقي واغمضي عينيكِ، وتخيّلي أن القناع يغلفكِ بطبقة من الطمأنينة.
تأملي أثناء الانتظار
- ركّزي أثناء انتظار امتصاص السيروم أو جفاف القناع، على أحاسيس جسمكِ "وزنكِ على الكرسي، لمسة الهواء على وجهكِ، أو رائحة المنتج".
- يمكنكِ تكرار عبارة تأملية مثل "أنا أعتني بجسدي بلطف"، أو هذه لحظتي لأكون حاضرة".
- إذا تدفقت الأفكار، لاحظيها من دون حكم ثم أعيدّي تركيزكِ إلى تنفسكِ.
اختمي تطبيق السيروم أو القناع بالامتنان
- عند الانتهاء، المسي وجهكِ بلطف واشعري بتغير ملمس البشرة.
- خذّي لحظة لتشعري بالامتنان لهذا الوقت الذي خصصتيه لنفسكِ
- كرّري كلمة أو جملة إيجابية مثل "أنا أستحق العناية والجمال من الداخل والخارج".
لماذا الدمج بين التأمل والرعاية الذاتية وبين العناية بالبشرة مفيد؟

وبحسب أخصائية البشرة مريم، لأنالدمج بين العناية الجسدية والعاطفية بصفة عامة يحوّل الروتين اليومي للعناية بالبشرة إلى ممارسة "مايندفولنس" التي تُذكّرك بأهمية البطء؛ كما أن هذا الدمج يُعزز تأثير المنتجات، فعندما تكوني مسترخية، تتحسن الدورة الدموية مما قد يعزز امتصاص المكونات النشطة. فضلًا عن ذلك، سيُعيد الدمج الاتصال بالجسد لأنناغالبًا ما نهمل "الإحساس" ببشرتنا وسط انشغالات الحياة.
على الهامش.. نصائح عملية لدمج التأمل مع العناية بالبشرة
- اقنعي نفسكِ أن هذه اللحظة لكِ "للعطاء، وليس للأداء"
- استخدمي الزيوت العطريةمثل "زيت اللافندر أو زيت البابونج" في روتينكِ لتعزيز الاسترخاء
- اختاري عبارات تكرارية أثناء وضع الكريم مثل "بشرتي تستحق الحب"، " أن أتحرر من التوتر مع كل لمسة".

وأخيرًا، تأكدي أن البشرة مرآة الروح، وعندما تعتنين بها بنية الحب، فإنكِ تروي أعمق من سطح الجلد.لأنكِ ستعتنين بجلدكِ وروحكِ كوحدة واحدة، كذلك كلما استثمرتِ في هدوئكِ، كلما انعكس ذلك على إشراقتكِ. لذا جربي أن تجعلي الطرق الفعالة سالفة الذكر طقسًا مقدسًا لنفسكِ، وستلاحظين كيف تحوّلين العناية ببشرتكِ من واجب إلى متعة تشبه الحمام الدافئ للروح.