تقنية شد الوجه بالخيوط الذهبية.. هل تحقّق النتائج الموعودة؟

في عالم الجمال المتطوّر، تبحث المرأة اليوم عن حلول فورية، آمنة، وأنيقة لاستعادة شباب وجهها دون الحاجة إلى جراحة. وبينما تتصدّر تقنيات الشدّ غير الجراحي المشهد التجميلي، تبرز الخيوط الذهبية كواحدة من أكثر الابتكارات إثارة للجدل والإعجاب في آنٍ معاً. فهذه التقنية تجمع بين الفخامة والفعالية، وتَعِد بنتائج مرئية وفورية في شدّ البشرة وتحفيز الكولاجين. ولكن، هل هي فعلاً كما يُروّج لها؟ وهل تناسب جميع أنواع البشرة والأعمار؟ لذلك، تكشف لكِ "هي" التفاصيل الكاملة حول تقنية شد الوجه بالخيوط الذهبية، من فوائدها إلى محاذيرها.

ما هي الخيوط الذهبية؟ ولماذا سُمّيت بهذا الاسم؟

الخيوط الذهبية هي خيوط دقيقة جداً، غالباً ما تكون مصنوعة من مادة قابلة للذوبان في الجلد، لكنها مغطاة بطبقة رقيقة من الذهب النقي. تُزرع هذه الخيوط تحت الجلد بواسطة إبر دقيقة بهدف تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وشدّ الأنسجة المترهلة، وبالتالي منح البشرة مظهراً أكثر شباباً وتماسكاً.

سُمّيت "ذهبّية" ليس فقط لأنها مغطاة بالذهب، بل لأن نتائجها توصف بأنها "فاخرة"، خصوصاً في قدرتها على تحسين ملمس البشرة وتوهّجها مع مرور الوقت، دون الحاجة إلى جراحة أو فترة نقاهة طويلة.

كيف تعمل تقنية شد الوجه بالخيوط الذهبية؟

عند إدخال الخيوط الذهبية تحت الجلد، يبدأ الجسم بالتفاعل معها على أنها مادة "محفّزة"، فيُطلق عملية ترميم طبيعية تُعرف بالتحفيز الذاتي للكولاجين.ومع مرور الأسابيع، تبدأ البشرة بالتماسك حول الخيوط، مما يُحدث تأثيراً شدّاً طبيعياً تدريجياً.

فالنتائج عادةً تكون على مرحلتين:

• فورية: تظهر بعض علامات الشد مباشرة بعد الإجراء.
• تدريجية: تستمر البشرة في التحسن على مدى 2 إلى 6 أشهر، مع زيادة مرونة الجلد وإشراقه.

من هي المرشحة المثالية لهذه التقنية؟

شد الوجه بالخيوط الذهبية لا يُناسب كل النساء، لكنه يُعتبر مثالياً للنساء:

• ما بين عمر30 إلى 55 عاماً.
• اللواتي يعانين من ترهلات خفيفة إلى متوسطة في الوجه أو الرقبة.
• الراغبات بنتائج طبيعية بدون اللجوء إلى الجراحة.
• اللواتي لا يملكن وقتاً للتعافي بعد عمليات جراحية.

ما المناطق التي يمكن علاجها بالخيوط الذهبية؟

يمكن استخدام هذه التقنية في عدة مناطق، من بينها:

الخدود المترهلة

تُستخدم الخيوط الذهبية لرفع الخدود التي فقدت تماسكها بمرور الوقت، ما يمنح الوجه مظهراً ممتلئاً ومشدوداً بدون الحاجة إلى فيلر.

الفك السفلي وتحديد خط الفك

تساعد الخيوط في نحت زاوية الفك بفعالية، خاصة لدى من يعانين من ترهل خفيف أو عدم وضوح في خط الفك الطبيعي، مما يعيد التوازن لمحيط الوجه.

الرقبة

تُعتبر منطقة الرقبة من أوائل المناطق التي تُظهر علامات التقدم في السن، والخيوط الذهبية تُستخدم لشد الجلد المترهل فيها وتحسين ملمسها دون جراحة.

الجبهة والحاجبين لرفع بسيط

يمكن إدخال الخيوط الذهبية لرفع الحاجبين بشكل ناعم وطبيعي، ما يُعطي نظرة أكثر انتعاشاً ويقلل من مظهر التعب أو ارتخاء الجفن العلوي.

زوايا الفم

تُستخدم الخيوط لرفع الزوايا المتدلية للفم التي تعطي مظهراً حزيناً أو متجهّماً، مما يساعد في استعادة التعبير الطبيعي والمريح للوجه.

كم تدوم النتائج؟ وهل يمكن تكرار الجلسة؟

عادةً، تدوم نتائج الخيوط الذهبية ما بين 12 إلى 18 شهراً، وقد تختلف المدة حسب نوع البشرة، أسلوب الحياة، والعناية اللاحقة. يمكن تكرار الجلسة بعد سنة إلى سنة ونصف حسب توصية الطبيب، مع الحفاظ على برنامج عناية بالبشرة داعم.

ما الآثار الجانبية؟

رغم أن التقنية غير جراحية، إلا أنها تحتاج إلى يد خبيرة. من أبرز الآثار الجانبية المحتملة:

• تورم أو كدمات خفيفة بعد الإجراء تزول خلال أيام.
• شعور بوخز أو شدّ عند التعبير بالوجه.
• حدوث التهابات أو تحسس، خاصة إذا لم تُستخدم خيوط أصلية أو تم الإجراء في عيادة غير مؤهلة.

مقارنة بين الخيوط الذهبية والخيوط العادية

عند الحديث عن تقنيات شد الوجه بالخيوط، تبرز المقارنة بين الخيوط الذهبية والخيوط العادية كعامل حاسم لاختيار ما يناسب بشرتكِ واحتياجاتكِ الجمالية. فالخيوط الذهبية تتميّز بقدرتها الأقوى على تحفيز إنتاج الكولاجين في أعماق البشرة، ما يجعل تأثير الشد أكثر فعالية واستدامة، مقارنة بالخيوط العادية التي تمنح تحفيزاً متوسطاً.

أما على مستوى اللمعان الطبيعي والتوهّج، فتتفوق الخيوط الذهبية بوضوح، إذ تمنح البشرة إشراقة ملحوظة نتيجة تفاعل الذهب مع الخلايا وتجديدها. في المقابل، تُعد الخيوط العادية أقل قدرة على تعزيز هذا البريق الطبيعي.

أما من حيث مدة النتائج، تمتد فعالية الخيوط الذهبية إلى ما يقارب 18 شهراً، بينما تدوم نتائج الخيوط العادية عادةً بين 9 إلى 12 شهراً، مما يجعل الذهبية خياراً أكثر استقراراًوطويل الأمد.

وأخيراً، تُعرف الخيوط الذهبية بأنها غالباً آمنة للبشرة الحساسة، بفضل خصائص الذهب المضادة للالتهابات والتحسس، في حين تعتمد أمان الخيوط العادية على نوعها وجودتها، ما يتطلب تحرياً دقيقاً واختياراً مسؤولاً للطبيب والعيادة.

بين تقنية الخيوط الذهبيةوتقنية الهايفو

تختلف تقنية الخيوط الذهبية عن الهايفو في آلية العمل ونتائجها. فالهايفو يعتمد على الموجات فوق الصوتية لشد الأنسجة العميقة دون أي تدخل تحت الجلد، بينما تقوم الخيوط الذهبية على زرع خيوط دقيقة تحفّز الكولاجين وتشدّ البشرة من الداخل.

النتائج في الخيوط الذهبية تظهر بشكل فوري تقريباً، فيما يحتاج الهايفو إلى شهرين أو أكثر ليُظهر تحسنه الكامل. كما تمنح الخيوط امتلاءً خفيفاً ومظهراً مشدوداً، مقابل شد عميق وغير مرئي في الهايفو.

تتفوّق الخيوط الذهبية في إضفاء نضارة ولمعان طبيعي على البشرة، وهي أكثر دقة في معالجة الترهلات السطحية، في حين يُعد الهايفو أفضل للرفع العميق ويحتاج إلى جلسات دورية للحفاظ على النتيجة.

نصائح بعد عملية الشد بالخيوط الذهبية

تحتاج مرضى شد الوجه بالخيوط عادة إلى أسبوع أو أسبوعين من أجل الشفاء. من ناحية أخرى، يعد التعافي من رفع الخيط أمراً سهلاً نسبياً. ولكن قد تكون حركة الوجه محدودة في الأسبوعين الأولين، وقد يكون من غير المريح الضحك أو الابتسام لفترة قليلة.