لحماية بشرتك في الصيف ..إليك من "هي" الفرق بين أشعة UVA وUVB  وأهمية واقيات الشمس واسعة الطيف

ستظل الواقيات الشمسية واسعة الطيف بمثابة درعكِ الخفي ضد عدوّين يلاحقان ملامحكِ الطبيعية، فما القصة؟. تخيلي معي هذا المشهد: "أشعة شمس دافئة تلامس بشرتكِ عبر نافذة مكتبكِ، أوأثناء قيادة سيارتكِ في يوم غائم.. لا حروقَ، لا إحمرارَ، لا خطرَ مرئيًا.لكن في الخلفية، أشعة UVA تخترق زجاج النافذة مثل "اللصوص"، تتسلل إلى طبقات بشرتكِ العميقة، تُمزّق الكولاجين، تُشعل شرارة الشيخوخة المبكرة، وتُخلّف وراءها بقعًا داكنة وتجاعيدَ لا ترحم. بينماأشعة UVB تتربص في الظهيرة، كقناصة يطلقون رصاصات "الحروق" ويسرقون نضارة بشرتك.

بناءً على هذا المشهد، أؤكد لكِ أنا محررة مجلة هي "رحاب عباس" حقيقة صادمة، ربما لا تعرفيها من قبل؛ آلا وهي كالتالي: "90 % من تجاعيدكِ وبقعكِ الداكنة سببها أشعة UVA التي تخترق السحب والزجاج، وتصيبكِ حتى وأنتِ في الداخل!؛ أما واقي الشمس العادي (غير واسع الطيف) فهو كحارس نائميقاوم فقط حروق UVB الظاهرة، ويترك بشرتكِ فريسة سهلة لـ UVA المدمرة.

ولمزيد من المعلومات حول الفرق بين أشعةUVA  وUVB  وأهمية الواقيات الشمسية واسعة الطيف؛ تتّبعي السطور القادمة عبر موقع "هي"؛ للاستفادة من توصيات استشاري الأمراض الجلدية الدكتور طلال عبد الرحيم من القاهرة.

لماذا الواقيات الشمسية واسعة الطيف الأفضل لصحة البشرة؟

ووفقًا للدكتور طلال، نشرت المجلة الدولية للأمراض الجلدية دراسة حديثة تؤكد أن "التعرض اليومي للأشعة فوق البنفسجية من دون حماية يكافئ تدخين 15 سيجارة يوميًا في تسريع شيخوخة الجلد وخطر السرطان". وبالتالي الواقيات الشمسية واسعة الطيف هي الأفضل؛ فهي بمثابة الدرع المزدوج الذي يصد هجوم UVA الخفي وUVB  الظاهر معًا، والتأمين المجاني ضد الشيخوخة المبكرة، والحارس الشخصي للحمض النووي من أجل مقاومة خطر سرطان الجلد بنسبة 50 % حسب منظمة الصحة العالمية.

ما هو الفرق الأساسي بين أشعة UVA وUVB ؟

وتابع دكتور طلال، يُعتبر فهم الفروق بين هذين النوعين من الأشعة فوق البنفسجية أساسيًا لحماية البشرة بشكل صحيح، وذلك على النحو التالي:

أشعة UVA.. أشعة الشيخوخة

• النسبة من أشعة الشمس: 95 %.
• الطول الموجي: طويل (315–400 نانومتر).
• عمق الاختراق: تصل إلى الأدمة (الطبقة العميقة)؛ مما يتلف الكولاجين والإيلاستين، ويسبب تجاعيد مبكرة وبقعًا داكنة.
• الشدّة على مدار اليوم: ثابتة طوال اليوم، وتخترق السحب؛ وتظل نشطة طوال العام وحتى في الأيام الغائمة أو من خلال النوافذ.
• التأثيرات: شيخوخة الجلد، تجاعيد، بقع داكنة، سرطان جلد "ترتبط بسرطانات الجلد مثل الميلانوما يُسبب تلف الحمض النووي في الخلايا".

أشعة UVB.. أشعة الحروق

• النسبة من أشعة الشمس: 5 %.
• الطول الموجي: متوسط (280–315 نانومتر).
• عمق الاختراق: تصل إلى البشرة (الطبقة السطحية).
• الشدّة على مدار اليوم: ذروتها بين 10 صباحًا إلى 4 مساءً (لا تخترق الزجاج). كما إنها تكون أقوى في الصيف وفي المرتفعات العالية، وترتبط بشكل مباشر بسرطان الخلايا "الحرشفية والقاعدية".
• التأثيرات:حروق الشمس، احمرار، سرطان جلد. علمًا أنها "تحفز إنتاج فيتامين D عند التعرض المعتدل، لكن الإفراط فيها يدمر خلايا الجلد".

لماذا الواقيات الشمسية واسعة الطيف  (Broad Spectrum)ضرورية؟

أوضح دكتور طلال، أن جميع واقيات الشمس لا توفر حماية متكافئة ضد كلا النوعين من الأشعة. وبالتالي تكمن هنا أهمية المنتجات "واسعة الطيف"؛ كونها تحجب كلًا من UVA  و UVB، بينما تقاوم الواقيات التقليدية فقط أشعة UVB المسؤولة عن الحروق.الجدير بالذكر، أنه يُشار إليها عادةً بعبارة Broad Spectrum على العبوة، مع وجود رمز UVA داخل دائرة في بعض المنتجات الأوروبية.

أما بالنسبة عن سؤالنا لماذا هي ضرورية؟ فقد أكد دكتور طلال الحقائق التالية:

• هي بمثابة الحماية الشاملةمن شيخوخة الجلد بنسبة 90 %، وتُجنب البشرة الأضرار الخفية.
• تُكافح الإصابة بسرطانات الجلد بنسبة 80 %  "التي تنتج عن التعرض المشترك لـ"UVA وUVB  ".

كيف تختارين الواقي الشمسي الأمثل؟

أشار دكتور طلال، إلى ضرورة توافر المعايير التالية عند اختيار الواقيات الشمسية؛ وذلك على النحو التالي:

• 50 SPF كحد أدنى:يحجب 98 % من أشعة UVB.
• مكونات فعالة ضد UVA : ابحثي عن أكسيد الزنك (Zinc Oxide) أو أفوبنزون (Avobenzone)  لقدرتهما على امتصاص UVA .
• مقاوم للماء:للحفاظ على الفعالية أثناء التعرق أو السباحة (إعادة التطبيق كل 40–80 دقيقة).
• تجنب المنتجات المضللة المكتوب عليها 43 %: فهي لا توافق مستوى الحماية الصحي للبشرة.

 كيف تدمجي الواقي الشمسي في روتينكِ اليومي؟

أكد دكتور طلال، على ضرورة اتباع الإرشادات التالية ضمن روتينكِ اليومي، وذلك على النحو لتالي:

• اختاري منتجًا واسع الطيف (Broad Spectrum)دومًا على مدارالعام.
• ضعّي كمية كافية " نصف ملعقة صغيرة" للوجه والرقبة.
• لا تهملي " الشفاه، الأذنان، ظهر اليدين".
• ضعّي الواقي الشمسي بعد المرطب وقبل المكياج.
• طبقّي الواقي الشمسي قبل الخروج بمدة لا تقل عن 30 دقيقةحتى تمتصه البشرة.
• أعِيدّي التطبيق كل ساعتين، وخصوصًا إذا كنت في الخارج.
• استخدمي كريمات يومية أو أساسات تحتوي على SPF كمكمل فقط (لا تكفي وحدها).
• استخدمي النظارات الشمسية، القبعات عريضة الحواف، والملابس المضادة للأشعة فوق البنفسجية.
• تعرّضي 15 دقيقة للشمس 3 مرات أسبوعيًا فقط للاستفادة من فيتامين D من دون خطر.

على الهامش.. حقائق صادمة تدفعكِ للالتزام بتطبيق الواقيات الشمسية

• تظهر 50 % من سرطانات الجلدعلى الجانب الأيسر للوجه (بسبب قيادة السيارة من دون حماية).
• يُضاعف التلوث البيئي  والأشعة فوق البنفسجية تلف الكولاجين بنسبة 134 % (دراسة Journal of Investigative Dermatology).
• يُقلص الواقي الشمسي اليومي التجاعيد العميقة بنسبة 24 % خلال 4 أشهر (تجارب سريرية لـ L'Oréal.
• الأشعة فوق البنفسجية أقوى بنسبة 80% على الثلج كس من الأشعة عن الجليد.
• 80 %من أشعة UVA التي تخترق السحب قد تكون الأشعة أخطر في الأيام الضبابية.
• جميع أنواع البشرة معرضة لـسرطان الجلد وشيخوخة مبكرة (رغم اختلاف المعدلات).

وأخيرًا، باختياركِالواقيات الشمسية واسعة الطيف واستخدامها بطريقة صحيحة، ستحمي بشرتكِ من الشيخوخة المبكرة، الحروق، ومخاطر السرطان بشكلً فعًال؛ ولا تنسي فحص ملصقات المنتجات بدقة، فالحماية الحقيقية تبدأ من الفهم العلمي الدقيق.