شيخوخة بشرتك طبيعية أم مبكرة؟ إليك الأجوبة لـ "هي" مع الدكتورة ديفينا حاصباني

مع تزايد الاهتمام بصحة البشرة وتأثيرات نمط الحياة على مظهرنا الخارجي، تبرز الحاجة لفهم الفرق بين ما يُعرف بالشيخوخة الطبيعية وتلك التي تُصنّف بالمبكرة. وفي حوار خاص مع مجلة "هي"، توضح الأخصائية في الأمراض الجلدية والتجميل، الدكتورة ديفينا حاصباني، الفروقات الجوهرية بين هذين النوعين من التقدم في العمر، وتُسلّط الضوء على أبرز العوامل التي تسرّع من شيخوخة البشرة، إلى جانب النصائح الذهبية للوقاية والعناية السليمة. فكيف يمكنك فعلاً تأخير التجاعيد والحفاظ على النضارة لأطول فترة ممكنة؟

ما هي الشيخوخة الطبيعية والشيخوخة المبكرة ؟

الشيخوخة الطبيعية وفق الأخصائية في الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة ديفينا حاصباني هي عملية بيولوجية تحدث بشكل تدريجي مع مرور الزمن، حيث تبدأ وظائف الجسم، بما فيها البشرة، بالتباطؤ بشكل طبيعي. وتُعد هذه المرحلة جزءاً لا يتجزأ من دورة الحياة. أما الشيخوخة المبكرة، فهي حالة تبدأ فيها علامات التقدم في السن بالظهور في وقت أبكر مما هو متوقع، نتيجة لتأثيرات خارجية وعوامل بيئية وسلوكية ضارة يمكن تجنبها أو الحد منها.

ما الفرق بين الشيخوخة الطبيعية والمبكرة؟

• الشيخوخة الطبيعية: تبدأ عادة في أواخر الثلاثينات أو بداية الأربعينات، وتظهر على شكل خطوط تعبير خفيفة، نقص في مرونة الجلد، وجفاف طفيف.
• الشيخوخة المبكرة: قد تبدأ في سن العشرينات أو بداية الثلاثينات، وتظهر عبر تجاعيد واضحة، بقع داكنة، ترهل ملحوظ، وبشرة باهتة.

العوامل الرئيسية التي تسرّع من ظهور علامات الشيخوخة

تشير الأخصائية في الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة ديفينا حاصبانيإلى أن هناك عدة عوامل تساهم بشكل كبير في تسريع عملية شيخوخة البشرة، وأهمها:

1. التعرض المفرط لأشعة الشمس

• الشمس مسؤولة عن حوالي 90% من علامات شيخوخة الجلد المبكرة، فهي تؤدي إلى تكسر الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينان المسؤولان عن مرونة البشرة وتماسكها.

• التعرض المستمر دون حماية يؤدي إلى ظهور التجاعيد، التصبغات، وفقدان نضارة البشرة.
• لهذا السبب، تشدد الدكتورةديفينا على أهمية استخدام واقي شمس يومي طوال العام، حتى في الأيام الغائمة أو داخل السيارة.

2. التدخين

• يحتوي الدخان على مواد سامة تقلل من تدفق الأوكسجين إلى خلايا البشرة وتضعف إنتاج الكولاجين.
• يسبب التدخين شحوب الجلد وظهور التجاعيد الدقيقة حول الفم والعينين.

3. قلة النوم

• النوم غير الكافي يضعف من قدرة الجسم على تجديد الخلايا، ويؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول الذي يسرّع من تلف الخلايا.
• تظهر آثار قلة النوم سريعاً على الوجه، مثل الانتفاخ، الهالات السوداء، والبهتان.

4. التغذية غير المتوازنة

• النظام الغذائي الفقير بالفيتامينات والمعادن يؤثر سلباً على صحة الجلد.
• نقص مضادات الأكسدة مثل فيتامين C و E يسرّع من ظهور علامات التقدم في السن.

5. التوتر المزمن

• الإجهاد يسبب زيادة في المشاكل الخارجية داخل الجسم، ما يساهم في تسريع عملية الشيخوخة وتدهور مظهر البشرة.

6. التلوث البيئي

• الجسيمات الدقيقة والملوثات الجوية تلتصق بالبشرة، فتسدّ المسام وتسبب الالتهابات، مما يؤدي إلى شيخوخة مبكرة للبشرة إذا لم تتم إزالتها وتنظيف الوجه بانتظام.

هل يمكننا تأخير علامات الشيخوخة؟

نعم، وبشكل فعّال، تؤكد الدكتورة ديفينا أن الوقاية دائماً أفضل من العلاج.ويمكن تأخير علامات التقدم في السن باتباع روتين وقائي متكامل يشمل:

- حماية البشرة من الشمس

استخدام واقي شمس واسع الطيف SPF 30 أو أكثريومياً، مع إعادة تطبيقه كل ساعتين عند التعرض المباشر للشمس.

- اتباع روتين عناية بالبشرة منتظم

روتين صباحي ومسائي مدروس يمكنه أن يُحدث فرقاً واضحاً في صحة الجلد مع مرور الوقت.

• في النهار:
  • تنظيف لطيف للوجه
  • استخدام فيتامين C مضاد أكسدة يحارب مشاكل البشرة
  • تطبيق واقي الشمس

• في الليل:
  • تنظيف عميق لإزالة الشوائب والمكياج
  • استخدام سيروم يحتوي على مكونات نشطة مثل الريتينول والببتيدات، اللذان يساعدان في تجديد خلايا البشرة وتحفيز الكولاجين.

- التغذية السليمة

التركيز على تناول الأطعمة الغنية بـ:

• الأحماض الدهنية الأساسية أوميغا 3
• فيتامين C وE
• الزنك والسيلينيوم
• وشرب كميات كافية من الماء يومياً

- نوم كافٍ وعميق

يوصف النوم أحياناً بـ "نوم الجمال" (Beauty Sleep) لأنه وقت الذروة لعمل البشرة على تجديد نفسها. خلال النوم:

• تنتج البشرة الكولاجين والإيلاستين.
• تنشط الدورة الدموية.
• تتجدد خلايا الجلد.

قلة النوم تؤثر فوراً على مظهر الوجه وتجعله أكثر عرضة للتجاعيد والبهتان.

- الإقلاع عن التدخين

يُعتبر خطوة أساسية ليس فقط لصحة الجسم العامة، بل للحفاظ على شباب البشرة أيضاً.

لماذا نهتم بروتين صباحي ومسائي؟

تفصل الدكتورة ديفينا بين أهمية منتجات النهار ومنتجات الليل، لأن احتياجات البشرة تختلف باختلاف وقت اليوم:

• في الصباح: نحمي البشرة من العوامل الخارجية مثل الشمس، التلوث، والجفاف.

• في الليل: نستغل فترة الراحة لتغذية الجلد بمكونات فعالة تُعيد بناء الخلايا وتعالج الأضرار المتراكمة.

خطوات مدروسة لتأخير شيخوخة البشرة

عندما نستخدم واقي الشمس، فنحن في الواقع نمتلك أحد أهم الأسلحة لمكافحة علامات الشيخوخة. الوقاية تبدأ من عمر مبكر، وغالباً ما يُنصح باستخدام واقي الشمس اليومي منذ مرحلة العشرينات، حتى قبل ظهور أي علامات واضحة.

لكن عندما تبدأ العلامات الأولى للشيخوخة بالظهور، وغالباً ما يكون ذلك بعد عمر 25 أو 30 عامًا، نبدأ بإضافة مكونات محددة ضمن روتين العناية، بحسب نوع العلامات التي نلاحظهاسواء كانت تصبغات، خطوط دقيقة، تجاعيد، أو ترهل بسيط في الجلد.

المفتاح هو المتابعة الدقيقة لحالة البشرة، والتدخل المناسب بمكونات فعّالة تعالج المشاكل الناتجة عن التقدّم في العمر، مثل مضادات الأكسدة، الريتينول، الببتيدات، أو حمض الهيالورونيك، وكلها تساهم في تجديد البشرة وتحسين مظهرها على المدى الطويل.

حساب الطبيبة على انستغرام: Dr Divina Hasbani – Dermatologist