
دليلك الكامل لبشرة متوازنة بين شمس النهار وهواء المساء
تمر البشرة خلال شهري الربيع وأوائل الصيف بتحدٍّ كبير نتيجة التبدلات المستمرة في الطقس. فيومٌ مشمسٌ بحرارة مرتفعة، يليه مساء بارد محمّل بالرياح الجافة، وهذا التناقض السريع قد يُربك الجلد، فيفقد توازنه بين الجفاف واللمعان، أو بين الحساسية والتهيج. لذلك فإن الترطيب لم يعد خطوة تجميلية فقط، بل هو درع حماية حقيقي. لذلك إليك كيف تتأثر البشرة بتقلبات الطقس، وكيف تختارين المرطبات المناسبة صباحاً ومساءً، وفقاً لنوع بشرتك، فإليك روتيناً تفصيلياً ومتكاملاً للترطيب اليومي.

لماذا تتأثر البشرة بشدة في فترات تقلب الطقس؟
البشرة عضو حساس يتفاعل بسرعة مع العوامل الخارجية. وعندما تختلف درجات الحرارة والرطوبة خلال اليوم الواحد، يبدأ الجلد بفقدان توازنه الطبيعي. إليكِ أبرز التحديات:
- الحرارة المرتفعة في النهار تسبب تمدد المسام وزيادة إفراز الزيوت.
- أشعة الشمس فوق البنفسجية تسرّع فقدان الماء من البشرة وتضعف الحاجز الواقي.
- الهواء الجاف البارد أو الرياح في المساء تسحب الرطوبة من الطبقات السطحية للبشرة.
- الانتقال المتكرر بين أماكن باردة ومكيفة وأخرى حارة يؤدي إلى "صدمة جلدية" تسبب تشققات دقيقة وجفافاً عميقاً.
كيف تعرفين أن بشرتك تعاني من الجفاف الناتج عن تقلب الطقس؟
- الشعور بشدّ في الوجه بعد غسله.
- ظهور قشور دقيقة حول الأنف أو الفم أو فوق الحواجب.
- ملمس خشن أو غير ناعم رغم استخدام مستحضرات الترطيب.

- بهتان اللون وغياب النضارة.
- ظهور خطوط رفيعة بسبب نقص الترطيب وليس التقدم في السن.
خصائص المرطب المثالي في فترات تقلب الطقس
لا يجب أن يكون اختيار المرطب عشوائياً. فخلال أيام التقلبات، يجب أن يجمع المستحضر بين:
- الترطيب العميق والمستمر باستخدام مكونات مثل حمض الهيالورونيك، الغليسيرين.
- تعزيز الحاجز الواقي للبشرة بفضل السيراميدات أو النياسيناميد أو زبدة الشيا.
- القوام الذكي: خفيف في النهار، وأكثر كثافة ليلاً، حتى لا يسد المسام أو يزيد من لمعان البشرة.
الروتين الصباحي المفصّل لحماية البشرة من النهار المشمس وتقلبات الطقس
مع بداية يوم جديد يحمل في طياته طقساً متقلباً، من شمسٍ حارقة صباحاً إلى رياح جافة أو حتى انخفاض في درجات الحرارة بعد الظهر، تحتاج بشرتك إلى دعم حقيقي. الروتين الصباحي لا يقتصر على مجرد تنظيف وترطيب، بل هو درع متكامل يبدأ من تنظيف لطيف وينتهي بحماية قصوى من الشمس والعوامل البيئية.
الخطوة الأولى تبدأ بالتنظيف اللطيف للبشرة
في الصباح، تكون البشرة قد راكمت إفرازات وزيوتاً طبيعية خلال الليل، وربما بقايا من الكريم الليلي أو القناع الليلي. لذلك، احرصي على استخدام غسول لطيف، بتركيبة كريمية أو جل خالٍ من الكبريتات، ليزيل الشوائب دون تجريد البشرة من ترطيبها الطبيعي. فالغسول يجب أن ينظف بفعالية لكن دون أن يترك البشرة جافة أو مشدودة.

الخطوة الثانية دور الحماية من التلوث والشمس
بعد التنظيف، يأتي دور الحماية من التلوث والشمس من الداخل، عبر تطبيق سيروم مضاد للأكسدة.
السيروم المثالي في هذا الوقت هو سيروم فيتامين C، الذي يعمل على محاربة المشاكل الخارجية الناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية وتلوث الهواء، كما يعزز إشراقة البشرة ويقلل من ظهور البقع الداكنة على المدى الطويل. يمكنك أيضاً استخدام سيرومات تحتوي على الفيروليك أسيد أو مستخلص الشاي الأخضر لمزيد من الفاعلية.
الخطوة الثالثة هي الترطيب السريع بتركيبة خفيفة وسهلة الامتصاص.
في الصباح، لا تفضّل البشرة القوامات الثقيلة، خصوصاً تحت المكياج أو مع التعرّق. لذلك اختاري مرطباً بقوام جل أو لوشن، يحتوي على مكونات فعّالة مثل حمض الهيالورونيك الذي يحتفظ بالرطوبة داخل الجلد، والنياسيناميد الذي يُعزّز توازن البشرة ويقلل من احمرارها أو لمعانها الزائد. هذه الخطوة تمنح بشرتك مظهراً مشرقاً وتُحضّرها لتستقبل باقي المستحضرات.
الخطوة الرابعة: استخدام واقي شمس واسع الطيف بمعامل حماية SPF 30 أو أكثر.
في الطقس المتقلب، قد تبدو السماء ملبّدة أو خفيفة الشمس، لكن الأشعة فوق البنفسجية لا تزال موجودة وتُسبب تلفاً عميقاً في البشرة. اختاري واقي شمس يحتوي أيضاً على مكونات مرطّبة مثل الألوفيرا أو الغليسيرين، لتحصلي على حماية مزدوجة من الشمس والجفاف في آن واحد. ولا تنسي إعادة تطبيقه كل ساعتين إذا كنتِ في الخارج.

يمكنك استخدام رذاذ وجه منعش خلال النهار ليعيد ترطيب البشرة التي تتعرض للشمس أو الهواء الجاف خلال اليوم.
الروتين المسائي: لتهدئة البشرة بعد الهواء البارد والجفاف
بعد يوم طويل من التعرض للشمس، الهواء البارد، أو التلوث، تحتاج بشرتك إلى عناية مسائية ترممها وتعيد إليها توازنها الطبيعي.
ابدئي بإزالة المكياج بلطف باستخدام زيت خفيف أو ماء ميسيلار خالٍ من العطور، خاصة للبشرة الحساسة. بعدها، نظّفي وجهك بغسول لطيف مع ماء فاتر، ومن الأفضل أن يحتوي على مكونات مرطبة مثل الغليسيرين أو خلاصة الشوفان.
الخطوة التالية هي تطبيق سيروم ترميمي ليلي، مثل سيروم الببتيدات أو فيتامين B5 لتهدئة وتجديد البشرة. وإذا كنتِ معتادة على الريتينول، اختاري تركيبة خفيفة منه لتحسين ملمس البشرة وعلامات التعب.
الترطيب العميق ضروري في هذه المرحلة.فاختاري كريم ليلي غني بزبدة الشيا والسيراميد والسكوالين أو زيت الجوجوبا لحماية البشرة وتغذيتها طوال الليل.
ولمزيد من العناية، استخدمي قناعاً ليلياً مغذياً مرة أو مرتين أسبوعياً، يحتوي على الألوفيرا أو البابونج لترميم وتهدئة البشرة أثناء النوم، لتستيقظي ببشرة ناعمة ومتوازنة.
نصائح إضافية لحماية البشرة في هذا الطقس
- اشربي كمية كافية من الماء يومياً، فالبشرة المرطّبة من الداخل تُقاوم الجفاف الخارجي بسهولة.

- تجنبي الغسل المفرط للوجه، لا سيما بالماء الساخن.
- رطّبي البشرة فوراً بعد غسلها وهي لا تزال رطبة قليلاً.
- استخدمي جهاز ترطيب الجوليلاً، خاصة إذا كنتِ تنامين في غرفة مكيفة.
- اختاري المكياج المرطّب وغير الثقيل لتجنّب تشقق البشرة أثناء النهار.
خاتمة:طقس متقلّب، روتين ثابت وسر البشرة التي لا تتغير،فبين شمس النهار وهواء المساء، يبقى التوازن هو السر. لذا اختاري روتينك بعناية، واتركي بشرتك تروي حكاية ثباتك في كل فصول العام.