تمشيط الشعر الرطب: هل يسبّب التكسّر فعلًا؟ إليك النصائح الصحيحة
هل تمشيط الشعر وهو مبلّل عادة صحيحة أم خطأ شائع نقوم به من دون أن نشعر؟ بين نصائح الجدّات، وتعليمات خبراء التصفيف، وتجاربنا اليومية في الحمّام، يبقى الشعر الرطب “منطقة رمادية” لا نعرف دائمًا كيف نتعامل معها. والحقيقة أن الشعرة في هذه اللحظة تكون في أكثر حالاتها حساسية، ما يجعل أي حركة خاطئة كفيلة بأن تترك أثرًا طويل الأمد على قوّتها ولمعانها. في السطور التالية، نغوص معك في فريق "هي" بهدوء في التفاصيل: لماذا يضعف الشعر عند تبلّله؟ ومتى يصبح تمشيطه خطوة ذكية… ومتى يتحوّل إلى خطأ مكلف؟ لنفهم الصورة كاملة قبل أن نمسك بالمشط من جديد.
ـ لماذا يكون الشعر في أضعف حالاته وهو رطب؟
عزيزتي، قبل أن نجيب عن سؤال “هل يجوز تمشيط الشعر الرطب؟” لا بدّ أن نفهم الأساس العلمي الذي يحدث داخل الشعرة نفسها.
في حالته الطبيعية، تكون الشعرة محاطة بطبقة الـ Cuticle، وهي قشور صغيرة متراصّة تحمي الداخل وتعمل كدرع واقٍ. لكن عندما يتشرب الشعر الماء، تتفتح هذه القشور قليلاً، تمامًا كما يتفتح باب ناعم من الخشب عندما يمتص الرطوبة. هذا الانفتاح يجعل الشعرة أكثر ليونة، لكن ليس بالمعنى الإيجابي، بل بالمعنى الذي يجعلها ضعيفة أمام أي شدّ أو ضغط.
ولكي تتخيلي الأمر بوضوح، تخيّلي شريطًا مطاطيًا قديمًا؛ عندما تتمدّدينه ببطء وهو جاف يحتمل الشدّ، لكن عندما تبللينه يصبح أكثر هشاشة، وقد ينقطع من منتصفه. هكذا هي الشعرة عندما تكون رطبة: تتمدد بنسبة قد تصل إلى 30% من طولها الطبيعي، مما يجعل هيكلها الداخلي عرضة للتشرّخ والانقسام.
ومن أجل منظور تعليمي أعمق، دعينا نذكر مثالًا عمليًا: عندما تضعين البلسم على شعرك في الحمّام وتشعرين أنّ الخصلات “تنزلق” بسهولة بين أصابعك، فذلك بسبب أن الماء جعل الشعرة أكثر طراوة، لكن هذه الطراوة لا تعني قوّة، بل معناها أنك تتعاملين مع خصلة أكثر عرضة لأن تتكسّر إذا لم تُعامَل بلطف. لهذا السبب نسمع كثيرًا عن الفتيات اللواتي يشتكين من “شعرات قصيرة متناثرة في مقدّمة الرأس” أو تقصّف عنيد عند الأطراف—وغالبًا يكون السبب التعامل الخاطئ مع الشعر وهو رطب.
ـ متى يكون تمشيط الشعر الرطب صحيحًا؟
رغم حساسية الشعر الرطب، إلا أن تمشيطه ليس ممنوعًا تمامًا—بل يعتمد على الطريقة، ونوعية الأداة، وخامة الشعر. وهنا تأتي توصيتنا لكِ: ننصحكِ عزيزتي أن تتعاملي مع الشعر الرطب بوصفه “خامة فاخرة” تحتاج إلى أدوات راقية وطقوس دقيقة، وليس شيئًا نجرّده بقوة.
يكون تمشيط الشعر الرطب صحيحًا في حالات معيّنة أهمها:
1. الشعر الكيرلي أو المموّج
هذا النوع من الشعر يُفضَّل تمشيطه وهو رطب مع بلسم أو كريم تصفيف، لأن تمشيطه وهو جاف يؤدي إلى انتفاش قوي وفقدان نمط التموج الطبيعي. كثير من نجمات هوليوود صاحبات الشعر الكيرلي مثل Zendaya يعتمدن هذه الطريقة دائمًا، حيث يسرّحن الشعر بعد وضع كريم مرطّب لتثبيت الكيرلز وجعلها مرنة وخالية من العقد.
2. بعد وضع منتج يساعد على الانزلاق
كريم التصفيف أو الـ Leave-in Conditioner يعملان كطبقة حماية حول الشعرة، مما يقلل الاحتكاك، وبالتالي يقلل التكسّر. فكّري في هذا المنتج على أنه “قفّاز حريري” يمكّن المشط من المرور بسلاسة.
3. استخدام الأدوات الصحيحة
المشط ذو الأسنان الواسعة أو الفرشاة المخصّصة للشعر المبلل مثل Wet Brush هما الخيار الأمثل. تمنع هذه الأدوات سحب الشعر بقوة، وتسمح بتمرير لطيف يراعي نعومة الشعرة. وهذا تمامًا ما تعتمد عليه نجمات الشرق الأوسط اللواتي يشتهرن بخصلات لامعة وطويلة—مثل يارا ونانسي عجرم—حيث يؤكد خبراء شعرهن أن السرّ يكمن في الأدوات المناسبة وطريقة التعامل الهادئة.
باختصار، تمشيط الشعر الرطب يصبح صحيحًا عندما نقدّم له “مراسم العناية” المناسبة، فلا نجرّه بعنف ولا نفكّ عقده بيد غير صبورة.
ولكي أقرّب لك الصورة، إليك بعض العادات الصحية التي تتبعها نجمات عالميات للحفاظ على شعرهن بعيدًا عن تكسّر الشعر الرطب:
Jennifer Lopez لا تمشط شعرها مباشرة بعد الاستحمام، بل تلفّه بمنشفة مايكروفايبر لمدة 15 دقيقة لامتصاص الماء الزائد قبل لمسه بأي أداة.
Kim Kardashian تعتمد قاعدة “التمشيط البطيء”، حيث تبدأ بفك التفاف الخصلات بأصابعها أولًا قبل استخدام أي مشط. هذه الخطوة وحدها تقلّل من التقصف بنسبة كبيرة.
النجمات العربيات مثل سيرين عبدالنور وهيفاء وهبي معروفات بعادة تجنّب تمشيط الشعر المبلل أثناء السفر أو بعد جلسات التصوير؛ لأن الشعر يكون مرهقًا وأكثر حساسية، فيفضّلن الانتظار حتى يصل إلى مرحلة “رطب-جاف” قبل لمسه.
متى يكون تمشيط الشعر الرطب خطأ؟
أما عن المرحلة التي يتحول فيها تمشيط الشعر الرطب إلى خطأ جسيم، فهي اللحظة التي يتمّ فيها التعامل معه كأنه في قوّته الكاملة. وهنا نقول لكِ: ننصحكِ عزيزتي بتجنّب تمشيطه على الإطلاق في هذه الحالات:
1. عند استخدام فرشاة عادية
الفرش التقليدية تُمسك بالشعر من جذوره، ومع هشاشته وهو رطب، يؤدي ذلك إلى تكسرات صغيرة تظهر لاحقًا كبصيلات قصيرة متقصفة.
2. عندما يكون الشعر شديد الجفاف أو تالفًا
الشعر الضعيف أساسًا يصبح صعب الاحتمال عندما يُبلّل؛ كأنه قطعة حرير رقيقة منقوعة بالماء—أي حركة قاسية قد تُمزّقه من الداخل.
3. عندما نبدأ من الجذور بدل الأطراف
هذه الخطوة هي أكثر ما يوقع الفتيات في فخ التقصف. لأن البدء من أعلى الخصلات يعني دفع كل العقد نحو الجانبين، ما يؤدي إلى انكسار عدد كبير من الشعيرات.
