ما هو فيلر الشعر وهل يمنحك خصلات كثيفة ولامعة؟
في ظل الثورة المستمرة في عالم العناية بالشعر، لم تعد الحلول التقليدية كالكريمات أو الزيوت وحدها كافية لإصلاح التلف العميق الناتج عن الصبغات، التصفيف المفرط، أو التقدم في العمر. وهنا برزت تقنية الفيلر للشعر Hair Filler Treatment كابتكار يجمع بين العلم والجمال، ليعيد إلى الشعر شبابه من الداخل ويمنحه مظهراً ممتلئاً وصحياً ولامعاً كما لو كان قد وُلد من جديد.
فما هي هذه التقنية؟ وكيف تعمل على استعادة قوة الشعرة من الجذور حتى الأطراف؟ وما الفرق بين أنواعها؟ إليكِ كل ما تحتاجين معرفته بالتفصيل.

ما هي تقنية الفيلر للشعر؟
الفيلر للشعر هو علاج تجميلي طبي يهدف إلى ملء ألياف الشعرة من الداخل بمكونات فعالة ومغذية تعمل على ترميمها وتحسين ملمسها ولمعانها.
تستمد التقنية اسمها من "الفيلر" المستخدم في الطب التجميلي للبشرة، حيث يتم حقن مواد تملأ الفراغات وتعيد التماسك، لكن في حالة الشعر، يتم تطبيق المبدأ بطريقة مختلفة تناسب تركيبة الألياف الشعرية.
يتكوّن الفيلر من خليط متوازن من البروتينات، الأحماض الأمينية، حمض الهيالورونيك، الكيراتين، والبيبتيدات النشطة، وهي عناصر مصممة لتخترق الشعرة وتملأ الفراغات الناتجة عن التلف والتقصف. ومع الاستخدام المنتظم، يستعيد الشعر سمكه الطبيعي وقوته ولمعانه الذي يفقده بمرور الوقت.

آلية عمل الفيلر داخل الشعرة
لفهم كيف يعمل الفيلر، يجب أن نعرف أولاً أن الشعرة مكوّنة من ثلاث طبقات رئيسية:
- القشرة الداخلية (Cortex):وهي المسؤولة عن مرونة الشعر ولونه وقوته.
- اللحاء (Medulla):الجزء الأعمق الذي يمنح الشعرة سماكتها.
- الطبقة الخارجية (Cuticle):التي تحمي الطبقات الداخلية من العوامل الخارجية.
عندما يتلف الشعر بسبب التصفيف أو المواد الكيميائية، تتكسر الروابط داخل القشرة، وتصبح الطبقة الخارجية مفتوحة، مما يجعل الشعر هشاً وجافاً.
لذا يقوم الفيلر بملء هذه الفجوات داخل الشعرة بمركبات مغذية تعمل على إعادة ترميم الألياف المكسورة وإغلاق الطبقة الخارجية، فتستعيد الشعرة مرونتها ولمعانها الطبيعي.
وبذلك، لا يكتفي الفيلر بإعطاء مظهر مؤقت كما تفعل بعض العلاجات السطحية، بل يعالج البنية الداخلية للشعر بشكل حقيقي.
أنواع الفيلر للشعر
تتوافر تقنية الفيلر بعدة أنواع، تختلف حسب الهدف من استخدامها، ويمكن تلخيصها في ثلاثة أقسام رئيسية:
الفيلر العلاجي (Medical Hair Filler)
يُستخدم في العيادات بإشراف أطباء الجلد أو خبراء الشعر، وغالباً ما يُطبق بطريقة الحقن الدقيقة في فروة الرأس.
يحتوي على مكونات محفزة لنمو الشعر مثل البيبتيدات الحيوية والفيتامينات، ويهدف إلى تحفيز البصيلات وتنشيط الدورة الدموية.
يناسب الحالات التي تعاني من تساقط الشعر أو ضعف الكثافة، ويُعتبر علاجاً طبياً فعّالاً وآمناً عند إجرائه في مراكز متخصصة.

الفيلر التجميلي (Cosmetic Hair Filler)
يُستخدم في صالونات التجميل، ويُطبّق على طول الشعر فقط دون الحقن.
تركيبته تحتوي على الكيراتين وحمض الهيالورونيك والأحماض الأمينية التي تغذي الشعرة وتملأ الفراغات داخلها.
يمنح الشعر مظهراً ناعماً ولامعاً ومرناً، ويُعد مثالياً لمن ترغب في تحسين مظهر الشعر فوراً قبل المناسبات.
فيلر تكثيف الشعر (Volumizing Hair Filler)
يجمع بين العناية الجمالية والتحفيز الخفيف لنمو الشعر، وهو مصمم لتكثيف الخصلات الرقيقة والهشة.
يُطبق موضعياً أو بحقن خفيفة حول المناطق الخفيفة من فروة الرأس، ويُظهر نتائج تدريجية في زيادة السماكة والامتلاء.
كيفية تطبيق الفيلر خطوة بخطوة
تُطبّق تقنية الفيلر للشعر بخطوات دقيقة ومدروسة تضمن أقصى استفادة من المكوّنات المغذية، وتختلف التفاصيل قليلاً بحسب نوع الفيلر المستخدم، لكن المراحل الأساسية تسير وفق تسلسل محدد يمنح الشعر مظهراً صحياً فورياً.
تبدأ الجلسة عادةً بتنظيف عميق للشعر باستخدام شامبو خاص يُزيل بقايا الزيوت والمنتجات العالقة، فالشعرة النقية تكون أكثر استعداداً لامتصاص المكوّنات العلاجية. بعد هذه الخطوة التمهيدية، ينتقل الخبير إلى تطبيق الفيلر.
في حال كان الفيلر تجميلياً، يُوزَّع الكريم أو السيروم بالتساوي على كامل الشعر من الجذور حتى الأطراف بفرشاة دقيقة، مع الحرص على تغطية كل خصلة لضمان ترميم شامل ومتجانس. أمّا إذا كان الفيلر علاجياً، فيتمّ حقنه داخل فروة الرأس بواسطة إبر دقيقة جداً، وهي عملية شبه غير مؤلمة تهدف إلى تغذية البصيلات وتحفيز النمو من الداخل.
بعد ذلك تأتي مرحلة الامتصاص، حيث يُغطّى الشعر بقبعة حرارية أو يُعرَّض لبخار دافئ لمدة تتراوح بين عشرين وثلاثين دقيقة. تساعد الحرارة في فتح مسامات الشعرة والسماح للمكونات الفعّالة بالتغلغل بعمق داخلها. عند انتهاء الوقت، يُغسل الشعر جيداً لإزالة أي بقايا زائدة من المنتج، ثم يُجفّف بلطف دون استخدام حرارة عالية للحفاظ على الرطوبة والمرونة المكتسبة.
وفي النهاية، تكون النتيجة فورية وواضحة منذ الجلسة الأولى،شعر أكثر سلاسة ولمعاناً، خصلات تبدو ممتلئة بالحيوية، ولمسة ناعمة تنساب بسهولة دون تشابك أو جفاف.
فوائد الفيلر للشعر
إصلاح التلف العميق:
يعيد بناء الطبقات الداخلية للشعر، فيبدو أقوى وأقل عرضة للتكسر.
ترطيب طويل الأمد:
حمض الهيالورونيك الموجود في الفيلر يعمل على جذب الرطوبة وحبسها داخل الشعرة، مما يمنحها نعومة مستمرة.
زيادة الكثافة والحجم:
الشعرة تمتلئ من الداخل، فتبدو أكثر سماكة وامتلاءً، وهو ما يمنح الشعر مظهراً أكثر صحة.

حماية من الحرارة والعوامل البيئية:
يشكّل الفيلر طبقة واقية تحمي الشعر من الشمس والتلوث وأدوات التصفيف اليومية.
نتائج فورية وطويلة الأمد:
تظهر النتيجة من الجلسة الأولى وتستمر عادة بين 3 إلى 6 أشهر حسب نوع الشعر والعناية اللاحقة.
متى يُنصح باستخدام الفيلر؟
- عند ملاحظة ضعف في الكثافة أو زيادة تساقط الشعر.
- بعد فترات من الصبغ أو الفرد الكيميائي.
- إذا كان الشعر جافاً، باهتاً، أو خشناً بشكل ملحوظ.
- في حالات فقدان المرونة أو تقصف الأطراف المتكرر.
كما يُعد خياراً رائعاً قبل المناسبات الخاصة، لأنه يمنح الشعر تجديداً فورياً ولمعاناً طبيعياً دون الحاجة إلى مستحضرات ثقيلة.
الأضرار والآثار الجانبية المحتملة
رغم فعالية الفيلر العالية، إلا أنه لا يخلو من بعض التحذيرات التي يجب معرفتها:
الحساسية أو التهيج:
بعض النساء قد تعاني من رد فعل تحسسي تجاه مكونات معينة، لذا من الأفضل بإجراء اختبار على خصلة صغيرة قبل الجلسة الكاملة.
تساقط مؤقت للشعر:
في حالة الحقن، قد يحدث تساقط خفيف مؤقت نتيجة تحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس.

ثقل مفرط أو مظهر دهني:
عند استخدام كمية كبيرة من الفيلر الموضعي، قد يبدو الشعر أثقل من المعتاد.
نتائج مؤقتة:
يحتاج الفيلر إلى إعادة تطبيق كل بضعة أشهر للحفاظ على النتيجة، خاصة إذا كان الشعر معرضاً للحرارة أو الصبغات.
نصائح للحفاظ على نتائج الفيلر
- استخدمي شامبو خالٍ من الكبريتات للحفاظ على الترطيب داخل الشعرة.
- تجنبي التصفيف بدرجات حرارة مرتفعة مباشرة بعد الجلسة.
- لا تستخدمي الزيوت الثقيلة أو الأقنعة التي قد تزيل الطبقة الواقية للفيلر.
- جددي الجلسة كل 4 إلى 6 أشهر للحفاظ على حيوية الشعر.
مصدر صورة نجوى كرم من حسابها على إنستاغرام.