
جمالك مع التحدي: كيف تعتنين بشعرك خلال علاج سرطان الثدي؟
خلال رحلة العلاج من سرطان الثدي، تمرّ المرأة بمرحلة حساسة تتداخل فيها الجوانب الصحية والنفسية والجمالية معاً. فالتغيّرات التي يفرضها العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لا تقتصر على الجسد فحسب، بل تمتد إلى المظهر الخارجي، وأبرزها تساقط الشعر الذي غالباً ما يكون تجربة مؤلمة على الصعيد النفسي. لكن في المقابل، يمكن تحويل هذه المرحلة إلى فرصة للاهتمام بالنفس بطرق جديدة وأكثر لطفاً. إذ إن العناية بالشعر أثناء العلاج من سرطان الثدي ليست مجرد مسألة جمالية، بل هي فعل حبّ للذات ورسالة طمأنينة بأن الجمال الحقيقي لا يزول، بل يتجدّد مع القوة الداخلية والإصرار على الشفاء.
لذلك، إليك روتيناً متكاملاً ومفصلاً للعناية بالشعر وفروة الرأس خلال رحلة العلاج، مع نصائح عملية من خبراء الجلد والشعر، لتبقي جميلة وواثقة مهما كانت التحديات.
كيف يؤثر العلاج على الشعر ولماذا يحدث التساقط؟
العلاج الكيميائي يستهدف الخلايا سريعة الانقسام في الجسم للقضاء على الخلايا السرطانية، لكن هذه الخاصية تشمل أيضاً خلايا بصيلات الشعر. وهنا يبدأ تساقط الشعر عادة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من بدء العلاج.
قد يكون التساقط تدريجياً أو مفاجئاً، ويشمل شعر الرأس والحاجبين والرموش أحياناً، حسب نوع الأدوية المستخدمة.
لكن الخبر السار أن هذه الحالة مؤقتة تماماً، فغالباً ما يبدأ الشعر بالنمو مجدداً بعد انتهاء العلاج، ويعود أقوى وأكثر صحة مع الوقت.
من المفيد أن تتذكّري أن بصيلات الشعر لا تموت، بل تدخل في فترة "سبات مؤقت"، لتستعيد نشاطها لاحقاً.

التحضير النفسي قبل بدء العلاج
التحضير المسبق يسهم في التخفيف من الصدمة النفسية ويمنحكِ إحساساً بالتحكم والسيطرة على المرحلة.
- اختيار قصة شعر أقصر:
قصّ الشعر قبل بدء العلاج بفترة قصيرة يساعد على تقليل التعلق بالشعر الطويل ويُسهل التكيف مع التغيّرات. كما أن الشعر القصير يتساقط بشكل أقل وضوحاً، مما يخفف من الضغط النفسي.

- العناية بفروة الرأس مسبقاً:
ابدئي بتدليك فروة الرأس يومياً بزيوت خفيفة مثل زيت الجوجوبا أو زيت الأرغان لتعزيز الدورة الدموية وتقوية البصيلات قبل العلاج. - التوقف عن العلاجات الكيميائية:
من المهم التوقف عن استخدام الصبغات، الكيراتين، أو أي معالجة حرارية قبل العلاج، لأنها تضعف الشعر وتزيد من حساسية الفروة. - الاستشارة مع الطبيب أو اختصاصي الجلدية:
قبل اعتماد أي منتج أو زيت، استشيري الطبيب المختص للتأكد من أنه لا يتفاعل مع الأدوية أو يسبب تهيجاً للجلد.
روتين العناية اليوميأثناء العلاج
في هذه المرحلة، الهدف الأساسي هو حماية فروة الرأس وتهدئتها أكثر من محاولة منع التساقط، إذ لا يمكن إيقاف العملية نهائياً، ولكن يمكن جعلها أقل إزعاجاً.
اختيار منتجات لطيفة ومناسبة
- استخدمي شامبو خالٍ من الكبريتات والعطور والبارابين.وابحثي عن تركيبات طبيعية تحتوي على مكونات مثل الألوفيرا والبابونج وزيت الأفوكادو.

- استبدلي البلسم العادي ببلسم خفيف غني بالبانثينول لترطيب الفروة دون إثقالها.
- تجنبي استخدام السيرومات أو الزيوت الثقيلة التي قد تسدّ المسام.
أسلوب الغسل الصحيح
- استخدمي ماءً فاتراً بدل الساخن لتجنّب جفاف الفروة.
- اغسلي الشعر بلطف، مع تدليك خفيف بأطراف الأصابع فقط، دون فرك أو سحب.
- جففي الشعر بمنشفة قطنية ناعمة عن طريق الضغط الخفيف وليس الفرك.
العناية بفروة الرأس الحساسة
- عند الشعور بالحكة أو الجفاف، ضعي طبقة رقيقة من زيت جوز الهند العضوي أو كريم مهدئ بالألوفيرا.
- في حال تهيّج الجلد، يمكنك استخدام كمّادات باردة أو رذاذ ماء حراري لتلطيف الإحساس.
تجنّبي الحرارة والتسريحات المشدودة
- لا تستخدمي مجفف الشعر أو المكواة الحرارية إطلاقاً خلال هذه الفترة.
- اختاري تسريحات ناعمة أو غطاء رأس مريح مصنوع من الحرير أو القطن العضوي.
- ابتعدي عن أي توتر على فروة الرأس مثل الضفائر أو ذيل الحصان المشدود.
العناية بفروة الرأس بعد تساقط الشعر
حين يبدأ الشعر بالتساقط، قد تشعرين بعدم الارتياح تجاه ملمس الفروة أو مظهرها. وهنا تأتي أهمية العناية اللطيفة اليومية.
- التنظيف المستمر:
حتى بعد تساقط الشعر، يجب الاستمرار في غسل الفروة مرتين أسبوعياً لإزالة العرق والزيوت. استخدمي غسولاً لطيفاً خالياً من الكحول. - الترطيب اليومي:
طبّقي كمية صغيرة من زيت اللوز الحلو أو زبدة الشيا المخففة للحفاظ على رطوبة الجلد ومنع التشقق.

- الحماية من الشمس والبرد:
الفروة المكشوفة أكثر حساسية لأشعة الشمس، لذا استخدمي واقي شمس مخصص لفروة الرأس أو غطاء خفيف عند الخروج. في الشتاء، ارتدي قبعة مبطنة بالقطن لتجنب البرودة المباشرة.
الدعم النفسي والجمالي خلال العلاج
الجمال لا يقتصر على الشعر وحده، بل ينبع من الداخل أيضاً. لذلك من المهم العناية بالجوانب النفسية بالتوازي مع الجمالية.
- اختيار غطاء رأس أنيق:
الطرحات والأوشحة الحريرية بألوان مشرقة تضيف لمسة أنثوية وتزيد الثقة بالنفس. يمكنك تنسيقها مع أزيائك اليومية لإطلالة متجددة. - تجربة الشعر المستعار:
اختاري باروكة مصنوعة من شعر طبيعي خفيف تسمح بمرور الهواء لتجنّب تهيج الفروة. - العناية بالحاجبين والرموش:
إذا لاحظتِ تساقط الحواجب أو الرموش، يمكنكِ استخدام أقلام حواجب طبيعية أو رموش مؤقتة خفيفة غير لاصقة كيميائياً.
ولا تنسي أن ابتسامتكِ وشجاعتكِ هي أكثر ما يعكس جمالكِ الحقيقي.
عند بدء نمو الشعر من جديد
بعد انتهاء العلاج الكيميائي، يبدأ الشعر بالنمو مجدداً خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر. لكن الشعر الجديد قد يكون مختلفاً في البداية، أحياناً أنعم أو أكثر تجعداً أو أغمق لوناً أو أبيض، وهو ما يُعرف بـ"تأثير الكيماوي الجديد".
خطوات العناية المثالية بالشعر الجديد:
- اغسلي الشعر بماء فاتر وشامبو طبيعي خفيف خالٍ من العطور.
- استخدمي سيروم نباتي خفيف يحتوي على فيتامين E والبانثينول لدعم مرونة الشعر الجديد.
- تجنّبي الصبغات والمعالجات الحرارية في أول 6 أشهر بعد العلاج.
- قصّي الأطراف كل 6 أسابيع لتحفيز النمو المنتظم.
- احرصي على تناول أطعمة غنية بالبروتين والحديد مثل البيض، العدس، السبانخ، والسلمون، إضافة إلى المكملات التي يصفها الطبيب.
التغذية كجزء من روتين العناية بالشعر أثناء العلاج
التغذية السليمة توازي أهمية العناية الخارجية. إذ يحتاج الجسم خلال العلاج إلى دعم إضافي لبناء خلايا جديدة بما فيها خلايا الشعر.
- الأطعمة الغنية بالبيوتين والزنك: مثل المكسرات، البيض، والأفوكادو.
- مصادر أوميغا 3: مثل السمك والكتان لتغذية فروة الرأس.
- الترطيب الداخلي: اشربي كميات كافية من الماء والسوائل الدافئة للحفاظ على مرونة الجلد.