الدكتورة ماريا فرحات يزبك اخصائية في الأمراض الجلدية في باريس.

الدكتورةماريا فرحات لـ "هي: هذه أحدث العلاجات لتساقط الشعر بينها الإكسوزومز

ندى الحاج
1 أغسطس 2025

يشكّل تساقط الشعر هاجساً جمالياً ونفسياً للمرأة، خصوصاً مع تزايد الضغوط اليومية وتبدّل العوامل البيئية التي قد تؤثر في صحة الشعر وحيويته. وفي هذا السياق، تكشف لنا في حديث خاص لموقع "هي" الدكتورة ماريا فرحات يزبك، أخصائية الأمراض الجلدية في فرنسا، أبرز الحقائق الطبية حول أسباب تساقط الشعر وطرق التعامل معه في عام 2025، مستعرضةً أحدث العلاجات التي باتت اليوم تواكب كل حالة بدقة. فمن التمييز بين التساقط الطبيعي والمرضي، إلى التقنيات الطبية الحديثة مثل حقن البلازما والإكسوزومز وزراعة الشعر، تضعنا الدكتورة يزبك أمام خريطة واضحة لفهم هذه المشكلة وحلولها المتاحة لكل امرأة تبحث عن شعر صحي وكثيف.

أفضل طرق علاج تساقط الشعر
أفضل طرق علاج تساقط الشعر

الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي اليومي وبين التساقط المقلق

توضح الدكتورة ماريا فرحات يزبك أن تساقط الشعر اليومي يعدّ ظاهرة طبيعية مرتبطة بالدورة الفسيولوجية للشعرة، حيث يمكن أن تخسر المرأة ما يصل إلى مئة شعرة في اليوم من دون أن يُعتبر ذلك مؤشراً مقلقاً. وتضيف: "حين يبدأ التساقط بتجاوز هذا المعدل بشكل واضح، كأن نلاحظ كميات كبيرة من الشعر على الوسادة عند الاستيقاظ أو في أرضية الحمام أثناء الاستحمام، يصبح الأمر مختلفاً. هنا ننتقل من مرحلة التساقط الطبيعي إلى المرحلة المرضية التي تستدعي استشارة طبيب الجلد لوضع خطة علاجية مناسبة، فقد يكون السبب هرمونياً أو غذائياً أو حتى نفسياً".

توضح الدكتورة  يزبك أن تساقط الشعر اليومي يعدّ ظاهرة طبيعية
توضح الدكتورة  يزبك أن تساقط الشعر اليومي يعدّ ظاهرة طبيعية

هل يلعب تبدّل الفصول دوراً في تساقط الشعر؟

تكشف الدكتورة يزبك أن تبدّل الفصول بالفعل يلعب دوراً مهماً في زيادة تساقط الشعر لدى بعض النساء. وتشرح قائلة: "الشعرة تمرّ بثلاث مراحل طبيعية في دورة حياتها، وخلال هذه الدورة قد تتأثر البصيلات بالعوامل الموسمية. لذلك نلاحظ عادةً زيادة في تساقط الشعر في الخريف، وبدرجة أقل في الربيع".

وتؤكد: "هذا ما يُعرف بتساقط الشعر الموسمي، وهو حالة طبيعية تستمر عادةً من أربعة إلى ستة أسابيع قبل أن يعود الشعر للنمو بشكل طبيعي من جديد، ولا تؤدي هذه الظاهرة إلى فقدان دائم للشعر".

دور الوراثة مقارنةً بنمط الحياة

تشير الدكتورة ماريا يزبك إلى أن الوراثة تلعب دوراً أساسياً في العديد من حالات تساقط الشعر، وتوضح: "الصلع الوراثي أو Androgenetic Alopecia من أبرز الأسباب الشائعة لفقدان الشعر. هذا النوع ناتج عن تفاعل معقّد بين الجينات والهرمونات، حيث تصبح بصيلات الشعر أكثر حساسية للهرمونات الذكرية، فتضعف تدريجياً مع مرور الوقت".

وتضيف: "العامل الوراثي يمكن أن يكون من جهة الأم أو الأب. لذلك فإن وجود تاريخ عائلي لتساقط الشعر يزيد من احتمالية الإصابة. والكشف المبكر مع المتابعة الطبية يساهم في الحد من تطور الحالة والسيطرة على آثارها".

أسباب أخرى تكون وراء تساقط الشعر

وتؤكد الدكتورة يزبك أن الوراثة ليست وحدها هي السبب، فهناك عوامل أخرى قد تغفل عنها النساء. وتشير إلى أنّ الخضوع لعملية جراحية أو الإصابة بارتفاع شديد في الحرارة أو حتى دخول المستشفى يمكن أن يؤدي إلى تساقط شعر مؤقت يعرف بـ Telogen Effluvium.كما تضيف: "من أكثر المراحل التي نرى فيها تساقطاً للشعر هي فترة ما بعد الولادة، نتيجة التغيرات الهرمونية. لكن هذا التساقط غالباً ما يكون مؤقتاً، ويعود الشعر إلى طبيعته بعد أشهر قليلة".

وتلفت أيضاً إلى أهمية إجراء فحوصات إذا كان التساقط كثيفاً، لأن نقص الحديد أو اضطرابات الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات الأساسية مثل فيتامين D والزنك قد تكون عوامل مساهمة بشكل كبير في المشكلة.

تؤكد الدكتورة يزبك أن الوراثة ليست وحدها هي السبب بتساقط الشعر
تؤكد الدكتورة يزبك أن الوراثة ليست وحدها هي السبب بتساقط الشعر

أبرز العوامل الخفية التي تساهم في تساقط الشعر

تشير الدكتورة يزبك إلى أهمية نمط الحياة في صحة الشعر قائلة: "الضغط النفسي المزمن والعادات الغذائية السيئة وفقدان أو اكتساب الوزن بشكل سريع تؤثر جميعها في دورة حياة الشعرة.

وتضيفأن الأنظمة الغذائية القاسية، التي تقوم على الحرمان الشديد من السعرات الحرارية أو من مجموعات غذائية معينة، فهي تسبّب نقصاً واضحاً في الفيتامينات والمعادن الأساسية، كالبروتينات والحديد والزنك وفيتامينات B، وهو ما يؤدي إلى شعر هش ومتقصف ومعرض للتساقط.

هل يمكن للأنظمة الغذائية القاسية أن تؤدي إلى تساقط الشعر؟

تؤكد الدكتورة يزبك أن الأنظمة القاسية من أبرز أسباب تساقط الشعر في العيادات اليوم. وتوضح: "عندما يُحرم الجسم من الحديد، الفيتامينات والبروتينات الأساسية، تتأثر دورة الشعر بشكل مباشر. لذلك ينصح الأطباء دائماً باتباع حمية متوازنة لتفادي فقدان الشعر الناتج عن سوء التغذية".

أهمية التحاليل قبل البدء في العلاج

وتشدد الدكتورة ماريا يزبك على أهمية التشخيص السليم قبل أي علاج، أي قبل البدء بالمكملات الغذائية أو أي علاج للشعر، يجب إجراء فحوصات دم شاملة تشمل فحص الهيموغلوبين، مخزون الحديد، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين D والزنك. هذه الفحوصات تمنحنا صورة دقيقة عن سبب التساقط وتساعدنا على وضع خطة علاجية فعّالة.

إجراء فحوصات دم شاملة تساعد على وضع خطة علاجية فعالة
إجراء فحوصات دم شاملة تساعد على وضع خطة علاجية فعالة

ما هي فوائد علاج الـ PRP للشعر؟

توضح الدكتورة ماريا فرحات يزبك أن علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) أصبح اليوم واحداً من أكثر العلاجات شيوعاً وفعالية في حالات تساقط الشعر، ولا سيما الصلع الوراثي المعروف بـ Androgenetic Alopecia. وتشرح قائلة أن هذا النوع من الصلع ينتج عن تفاعل معقد بين العوامل الجينية والهرمونية. وغالباً ما يظهر لدى النساء بعد انقطاع الطمث، لكنه قد يظهر أيضاً في مراحل عمرية أبكر.

وعن آلية العلاج، تقول: "يقوم علاج الـ PRP على أخذ عينة دم من المريض نفسه، ثم فصل البلازما الغنية بالصفائح الدموية وإعادة حقنها في فروة الرأس. هذه التقنية تعمل على تحفيز تجدد البصيلات وتحسين الدورة الدموية الدقيقة، ما ينعكس إيجاباً على نمو شعر جديد وأكثر صحة".

كما تؤكد الدكتورة يزبك أن علاج الـ PRP لا يُعتبر علاجاً وحيداً للصلع الوراثي، بل غالباً ما يُستخدم كمكمّل إلى جانب العلاجات الأساسية الأخرى. كما يمكن أن يستفيد منه حتى المرضى الذين يعانون من تساقط شعر غير وراثي، بفضل دوره في تحسين صحة فروة الرأس وتقوية البصيلات.

وتختم قائلة: "مع المتابعة والاستمرارية، يُعدّ الـ PRP خياراً آمناً وفعالاً، يساهم بشكل ملحوظ في استعادة كثافة الشعر وجودته".

عدد الجلسات وتكرارها

وعن البروتوكول العلاجي تقول: "عادةً نبدأ بثلاث جلسات متتالية بفاصل شهر بين كل جلسة، ثم ننتقل إلى جلسة داعمة كل 6 إلى 12 شهراً. غالباً يبدأ المريض بملاحظة تحسن واضح بعد الجلسة الثانية".

ماذا عن الميزوثيرابي؟

تشير الدكتورة يزبك أن الميزوثيرابي يقوم على حقن فيتامينات ومواد مغذية في فروة الرأس بهدف تحفيز النمو. لكن حتى الآن، لا توجد أدلة علمية كافية تثبت فعاليته بشكل كبير، لذلك نعتبره خياراً مساعداً وليس علاجاً رئيسياً. لأنه يركز على تغذية جذور الشعر والجلد المحيط بها، مما قد يساعد في تحسين صحة فروة الرأس، لكن تأثيره على تسريع نمو الشعر أو زيادة كثافته لا يزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث المؤكدة.

هل زراعة الشعر حل نهائي؟

توضح الدكتورة أن زراعة الشعر ليست الحل النهائي. صحيح أنها تعطي نتيجة جمالية مهمة، لكنها لا توقف أسباب الصلع الوراثي. الهرمونات تظل موجودة وقد تؤثر على الشعر المزروع. لهذا السبب ننصح دائماً بالمحافظة على العلاجات الداعمة مثل المينوكسيديل بعد العملية، وذلك للحفاظ على النتائج ومنع تساقط الشعر مجدداً. فالعناية الدائمة بعد الزراعة تُعتبر جزءاً أساسياً من خطة العلاج طويلة الأمد.

أحدث العلاجات في عام 2025

وتختم الدكتورة ماريا يزبك حديثها قائلة: "في 2025 نميز بين التساقط الفسيولوجي المرتبط بعوامل مؤقتة مثل الضغط أو نقص الفيتامينات،وحتى تغير الفصول الموسميةالتي تؤثر على دورة حياة الشعر، وبين التساقط المرضي الذي يحتاج علاجاً متخصصاً. لدينا اليوم علاجات مثل المكملات الغذائية لتعويض النقص، المينوكسيديل، جلسات البلازما PRP، والميزوثيرابي. أما أحدث التقنيات التي بدأت بالظهور فهي حقن الإكسوزومز (Exosomes)، لكنها لا تزال حديثة وقيد الدراسات ولم تعتمد بعد كعلاج أساسي".

العلاجات مثل المكملات الغذائية تعد فعالة لتعويض نقص الشعر
العلاجات مثل المكملات الغذائية تعد فعالة لتعويض نقص الشعر