الطبيب شارل معلوف لـ"هي": هذه مميزات تقنية حقن الدهون بالوجه مقارنة بالفيلر والـ "نانو فات"

نستكمل معكم بالجزء الثاني في لقاء "هي" مع الطبيب اللبناني شارل معلوف Dr.Charles Maalouf، الإختصاصي في الجراحة التجميلية والترميمية في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي وفي المركز الوطني لمعالجة الثدي NBCC ، ما يجب معرفته عن خطوات وتفاصيل تقنية حقن الدهون الذاتية بالوجه بعدما اقتحمت هذه التقنية عالم التجميل بقوّة وباتت من إحدى الوسائل التجميلية الحديثة التي تلجأ لها المرأة لحل العديد من مشاكل وعيوب بشرتها.

- هل تشرح لنا الإختلافات بين تقنية حقن الدهون وتقنية الحشو بالفيلر؟

هناك اختلافات كثيرة بين الحشو بالفيلر وتقنية زرع الدهون. التقنية الأولى تتسم أولاً بسرعة تطبيقها في وجه المريضة حيث لا تستغرق أكثر من 10 دقائق الى ربع ساعة. وثانياً، تظهر المريضة بوجه أقل تورماً مقارنة مع تقنية تطعيم الدهون، ويمكنها ممارسة حياتها الطبيعية مباشرة بعد الخضوع للفيلر، إلا أن نتيجة صمود الفيلر هنا مؤقت ويتراوح بين مدّة عام الى سنة ونصف.

اما فيما يتعلق بعملية حقن الدهون الذاتية، فهناك منطقتين يتم العمل عليهما: منطقة استخراج الدهون، ومنطقة التطعيم. وكلاهما يسببان بعض الأوجاع للمريضة مع ظهور تورم لمدة أطول (بين 3 و4 أسابيع) مقارنة بتقنية الفيلر، المريضة ستعاني كذلك من إزرقاق منطقة الحقن والشعور ببعض الألم، وهنا يتوجب عليها الراحة في المنزل لبضعة أيام مع العناية الطبية الى ان يتقلص هذا التصبغ تدريجياً.

الإيجابية الإضافية في حقن الدهون، فهي إستفادة الوجه من الخلايا الجذعية التي تعمل على تحسين نوعية البشرة ونضارتها، فضلاً عن أن التكلفة المادية لهذه التقنية تعتبر أقل مقارنة بحقن الفيلر المتواصلة مع السنوات.

- ما الحالات التي تشكل الأفضلية فيها للفيلر على حقن الدهون في الوجه؟

الأفضلية لحقن الفيلر على الدهون تأتي بحال عدم رضى الزبونة عن النتيجة النهائية وترغب بتخفيف حجم الحشو في الوجه، وهنا يتم تذويب الفيلر بسهولة عبر حقن خاصة بوقت لا يتجاوز الـ 5 دقائق، بينما تكون مهمة شفط الدهون او تذويبه من الوجه بعد الحقن أصعب، لكنها ليست مستحيلة، فيتم استخراج الدهون بإبر رفيعة جدا تسمى "     Micro Liposuction" ، يتم بواسطتها سحب هذه الشحوم من نفس مكان التطعيم، وننتظر الى أن يخف التورّم لتكرار جلسة أخرى أو أكثر للحصول على النتيجة التي ترغبها الزبونة.

لأي أشخاص تتوجه تطعيم الدهون الذاتية في الوجه؟

هذه التقنية ليست لكل الأشخاص. فالفيلر مثلا يشكل الحل الأسهل للنساء تحت عمر الأربعين واللواتي يرغبن بنفخ الخدود او تكبير الشفاه، والحقنة هنا تتطلب 5 دقائق من الوقت بدون ألم، ولا تسبب سوى القليل من التوّرم.

اما تقنية حقن الدهون في الوجه فتتوجه أكثر نحو: المرأة التي خسرت الكثير من وزنها خلال فترة زمنية قصيرة حيث تفقد بالتالي كمية دهون كبيرة في وجهها، الأشخاص ذوي العقد الرابع من العمر وما فوق والذين يكونون قد فقدوا الكثير من الشحوم في الوجه، وبهاتين الحالتين فإن هذه التقنية هي المفضلة على الفيلر لسبيين الأول بكون الدهون المزروعة تتميز بأنها طبيعية، وثانيها بأن النتيجة تصمد مدى العمر على عكس الفيلر الذي يتطلب إعادة حقن عاماً بعد عام.

هل تستخدم تقنية حقن الدهون في تكبير الشفاه؟

بالنسبة الى الشفاه، نفضل إلى الآن الفيلر الذي يتضمن " الهيالورونيك أسيد" نظرا لأن الشفاه منطقة تتميز بنعومتها ورقتها، اما الدهن فيجعل ملمس الشفاه أكثر قساوة.

من هم الأشخاص الممنوعين من الخضوع لتطعيم الدهون في الوجه؟

جميع الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة يمكنهم الخضوع لهذه العملية، لكن هناك اعتبارات معينة على غرار الأشخاص الذين يتناولون أدوية "سيلان"، فنضطر هنا الى إيقاف هذه الأدوية لفترة قصيرة تلافياً لحدوث نزيف، اما الحالة الثانية، فلا يمكن أن يخضع للإجراء الأشخاص النحيفين الذين لا تتواجد لديهم الدهون الكافية وخاصة الرياضيين.

- بماذا تختلف تقنية حقن الدهون الذاتية عن الـ "نانو فات" " Nano Fat

تقنية "نانو فات" " Nano Fat " تتشابه مع حقن الدهون الذاتية من حيث استخراج الدهون، لكنها تختلف في تقنية معالجتها وحقنها وأهدافها. فعند خطوة معالجة الدهون في الـ "نانو فات"، علينا التأكد من موت الخلايا الدهنية للإبقاء فقط على الخلايا الجذعية والإستفادة منها بغية تحسين نوعية البشرة والتجاعيد الخفيفة.

وفيما يخص مرحلة الحقن، فإن حقن الدهون الذاتية تتم في منطقة عميقة من الجلد، بينما الـ "نانو فات" تحقن في الجلد مباشرة، وأشير الى ان الأخيرة تستخدم في منطقة العيون لتحسين وتخفيف الهالات الداكنة، الى جانب تحسين بشرة الوجه إجمالاً.

- ما النصائح التي تقدمها لكل إمرأة تقرر الخضوع لهذه التقنية؟

يتوجب عليها أولاً اختيار طبيب متمرس بالجراحة التجميلية ولديه الخبرة الواسعة، بكون نجاح هذه العملية ترتكز على التقنيّة التي يستخدمها الجراح بغية جعل الدهون المحقونة داخل الوجه تعيش، لأنه بحال لم تُطبق بالشكل الصحيح، فإن أغلبية الشحوم المحقونة تموت، وهذا يُسبب أحياناً ما يسمى " Calcification"، ونتيجته سلبية، بمعنى بأن الدهون المحقونة التي ماتت، تقسى في الوجه، ما يتطلب استخراجها، وهو شيء مزعج جداً للمريضة.

للإطلاع على الجزء الأول من المقابلة مع الطبيب شارل معلوف اضغطوا هنا.