ليالي حتّا الثقافية… حين تتحوّل الجبال إلى مسرح للفن والتراث

ليالي حتّا الثقافية… حين تتحوّل الجبال إلى مسرح للفن والتراث

محمد حسين
14 ديسمبر 2025

بين جبال حتّا، حيث الطبيعة البكر تروي حكايات المكان، تستعد دبي لاحتضان النسخة الخامسة من "ليالي حتّا الثقافية"، في تجربة تحتفي بالهوية والتراث والفنون، وتفتح نوافذ جديدة على تاريخ المنطقة وثقافتها الأصيلة. فعالية تعود هذا العام بروح متجددة، ضمن حملة وجهات دبي وفعاليات النسخة الثانية من "شتا حتّا"، لتمنح الزوار فرصة استثنائية لاكتشاف حتّا بعيون الفن والإبداع.

احتفاء بالتراث بروح معاصرة

تنطلق "ليالي حتّا الثقافية" برؤية تسعى إلى إعادة تقديم التراث بأسلوب معاصر، يجمع بين الأصالة والتجربة الحيّة. وتأتي هذه النسخة امتدادًا لنجاح لافت حققته الفعالية في دورتها السابقة، التي حصدت جائزة «أفضل فعالية مجتمعية» ضمن جوائز فعاليات الشرق الأوسط 2025، مؤكدةً مكانتها كإحدى أبرز التظاهرات الثقافية في المنطقة.

حتّا… وجهة ثقافية تنبض بالحياة

في هذا السياق، تبرز "ليالي حتّا الثقافية" كمساحة تحتفي بتاريخ المنطقة العريق، وتسلّط الضوء على كنوزها الثقافية ومساراتها التراثية المتفردة. فهنا، لا تكتفي التجربة بالمشاهدة، بل تدعو الزوار إلى التفاعل والانغماس في تفاصيل الحياة التقليدية، بما يعكس رؤية "دبي للثقافة" في تعزيز جودة الحياة، وترسيخ حضور حتّا على الخريطة السياحية والثقافية.

عروض فنية تعكس روح المكان

من 20 ديسمبر 2025 وحتى 1 يناير 2026، تتحوّل قرية حتّا التراثية إلى مسرح مفتوح للفنون الشعبية والعروض التراثية. أهازيج الحربية، وأنغام الربابة والعود، وعروض السيرك الترفيهية، وفقاعات الصابون والبالونات، كلها تشكّل لوحة نابضة بالحياة تعكس تنوّع المشهد الفني المحلي، وتمنح الزوار لحظات من الدهشة والبهجة.

ورش وتجارب تفاعلية لجميع الأعمار

ولا تكتمل "ليالي حتّا الثقافية" دون سلسلة الورش التفاعلية التي تمزج بين المعرفة والمتعة، من ورشة القهوة التراثية التي تأخذ الزوار في رحلة مع الطقوس الأصيلة، إلى مرصد النجوم الذي يفتح أبواب السماء أمام عشاق الفلك، مرورًا بـ استوديو الإبداع الذي يتيح للزوار التعبير عن شغفهم الفني في أجواء ملهمة.

ليالي حتّا الثقافية… حين تتحوّل الجبال إلى مسرح للفن والتراث
ليالي حتّا الثقافية… حين تتحوّل الجبال إلى مسرح للفن والتراث

السينما والشعر ذاكرة تُروى من جديد

يأتي هذا فيما تحتفي فعالية "معرض السينما"، بذاكرة الصورة عبر عرض مواد أرشيفية وبرامج ومسلسلات تراثية قديمة، لتأخذ الجمهور في رحلة عبر الزمن، تستعيد ملامح المشهد الإبداعي المحلي. كما تحتضن الأمسيات الشعرية لحظات وجدانية تعبّر عن عمق الكلمة وأصالتها، إلى جانب مسابقات تراثية تضفي روح التفاعل والمنافسة.

سوق الحرف… حين يتحوّل الإبداع إلى قصة

في قلب الفعالية، يبرز سوق الحرفيين كمساحة تحتفي بالصناعات اليدوية التقليدية، حيث تلتقي مهارة الحرفي بذاكرة المكان. وإلى جانبه، تنبض السوق الشعبية بإبداعات الأسر المنتجة وأصحاب المواهب الإبداعية، مقدّمة منتجات تحمل بصمة التراث وروح الابتكار، في تجربة تدعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وتفتح آفاقًا جديدة للمشاريع المحلية.