عمق وأصالة الموروث الخليجي والعربي.. توسيع نطاق "السدو" وتسجيل البشت في قائمة التراث الثقافي لدى اليونسكو
في إنجازٍ ثقافي بارز يعكس عمق الموروث الخليجي والعربي وأصالته، أعلنت منظمة اليونسكو إدراج عناصر جديدة ضمن قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، في خطوة تؤكد التزام الدول الخليجية والعربية بصون تراثها الحيّ ونقله للأجيال القادمة.. فلقد كشفت منظمة اليونسكو عن توسّع نطاق إدراج حياكة نسيج السدو لدى المنظمة، كما جاء الاعتراف الدولي بـ "البشت" (العباءة الرجالية)، كعنصر جديد في قائمة التراث الثقافي غير المادي، ما يؤكد حرص الدول الخليجية والعربية على حماية الموروثات الثقافية، وضمان استدامتها ونقلها للأجيال القادمة.
توسيع نطاق ومهارات "حياكة السدو" في قائمة اليونسكو
تعد حياكة السدو واحدة من الفنون الحرفية التقليدية الإبداعية التي زاولها سكان الجزيرة العربية منذ القدم لتلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمع، فيما يوسع هذا الفن الحرفي الخليجي بتفاصيله الإبداعية تواجده على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، فلقد تم تسجيل عنصر "حياكة السدو" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة "اليونسكو"، عام 2020 في خطوة قادتها المملكة العربية السعودية والكويت، ليأتي الآن توسيع نطاق هذا الفن الحرفي بإدراج "حياكة نسيج السدو التقليدية" كعنصر جديد في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي (توسيع نطاق).
وجاء إدراج "حياكة نسيج السدو التقليدية" كعنصر جديد في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي (توسيع نطاق)، وذلك بعد انضمام قطر إلى المملكة العربية السعودية والكويت، في إطار العناية بالهوية الثقافية الخليجية وأهمية إبرازها إقليمياً وعالمياً، حيث يعد السدو من أهم تقاليد شبه الجزيرة العربية، وتمثل خطوطه الملونة الممتدة على نسق واحد فناً من فنونها العتيقة، وإحدى أهم صور التراث الإنساني الخليجي بتصاميمها المختلفة وزخارفها وألوانها.

ومن جانب أخر نجحت دولة الإمارات في نقل عنصر "السدو: مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة"، من قائمة الصون العاجل لليونسكو إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، مسجلة إنجازاً بارزاً يعكس جهود دولة الإمارات في صون تراثها الثقافي، وذلك بعد استيفاء الشروط والمعايير الدولية بفضل برامج الصون المستدام التي أثمرت في حمايته من الاندثار، وجعلته جزءاً حياً من الحياة الثقافية، هذا بالإضافة إلى إدراج "برنامج صون السدو: مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في سجل ممارسات الصون الجيدة للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو.
البشت (العباء الرجالية): المهارات والممارسات

وفي محطة مهمة في مسار حفظ التراث الخليجي والعربي، وخطوة تؤكد التزام الدول الخليجية والعربية بصون عناصرها التراثية وضمان انتقالها بين الأجيال، جاء الاعتراف الدولي في البشت (العباءة الرجالية) في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، نظرا لقيمتها الثقافية والاجتماعية كعنصر عربي مشترك.
وكشفت اليونسكو عن إدراج "البشت (العباءة الرجالية): المهارات والممارسات" كعنصر جديد في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، كتتويج للتعاون العربي في إعداد هذا الملف الذي يعكس عمق الروابط الثقافية المشتركة ويجسد حرص الدول المشاركة على حماية موروثها وضمان استدامته للأجيال القادمة، وذلك بجهود جماعية شاركت بها كلا من: المملكة العربية السعودية، وقطر، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والعراق، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية العربية السورية.

ويعد البشت رداءاً يختص به الرجال، ويشكل جزءاً من الهوية الثقافية العربية والخليجية، ويُنظر إلى البشت في المجتمع العربي والخليجي على أنه زي يكمل لباس الرجل ووقاره وحشمته، كما أنه يرمز للأصالة والاحتفاء بالتراث، ويمثل جزءا أصيلا من الهوية التقليدية في المنطقة العربية، ورمزا للهيبة والمكانة الاجتماعية والوقار، فمنذ أكثر من قرن ونصف ازدهرت صناعته ليصبح شاهدا على تاريخ المنطقة وتراثها العريق.