على هامش مهرجان البحر الأحمر.. مخرجات سعوديات وضعن بصماتهن الخاصة في السينما السعودية الجديدة
في المشهد السينمائي السعودي الذي يزدهر عاماً بعد عام، تبرز أسماء مخرجات سعوديات استطعن أن يضعن بصماتهن بوضوح ضمن برنامج "السينما السعودية الجديدة" للأفلام القصيرة، والذي يحتفي بأفضل ما تقدمه المواهب الوطنية من أفلام قصيرة، ويقدّم البرنامج هذا العام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025 نخبة من الأعمال الإبداعية التي تنتمي إلى مدارس سينمائية مختلفة، والتي تضم باقة من الأفلام التي تعكس تنوّع القصص السعودية وغناها الثقافي والإنساني، والتي تؤكد حجم الشغف والطاقة والطموح لدى صانعات الأفلام السعوديات.. لنتعرف على هؤلاء المخرجات اللواتي يقدمن أعمال أصيلة ورؤى جريئة، ويروين قصصاً تنبض بالهوية المحلية وتستكشف قضايا معاصرة تمس المجتمع والمنطقة والعالم، ليشكلن جزءاً محورياً من ملامح السينما السعودية الجديدة.
رماس الحازمي مخرجة فيلم أمهات يبكين أيضاً

"رماس الحازمي" كاتبة سيناريو، ومخرجة، ومنتجة تطوير سعوديّة، يمتدّ عملها ليشمل الأفلام القصيرة، والأفلام الوثائقيّة، والمشاريع التّجاريّة، قامت بكتابة وإخراج أكثر من اثني عشر عملًا، ومنها "كونديشيونيل"(2025)، و "مامز كراي تو(2025)"، وساهمت في عمل "يستورداي آفتر " 2024، كما شاركت أيضاً في تحدّي الأفلام لمدة 48 ساعة، والّذي أقيم ضمن مهرجان البحر الأحمر السّينمائيّ الدّوليّ في عام 2025 ، تتخصّص الحازمي في كتابة وتطوير القصص الّتي تركّز على الشّخصيّات، كما تعمدُ إلى تقليص الفجوة بين المنظورين المحلّيّ والدّوليّ، وهي مستمرّة في صياغة أفلام روائيّة طويلة، ومسلسلات وأفلام قصيرة.
وتضع رماس الحازمي بصمة خاصة لها خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025، فهي مخرجة فيلم "أمّهات يبكينَ أيضًا" ضمن الأفلام التي سيتم عرضها في برنامج السينما السعودية الجديدة للأفلام القصيرة، والذي تدور أحداثه حول "ليلى" وهي أم جديدة تقطن في فلورنسا، تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، حيث يتملكها إحساس الوحدة القاتلة في شقتها بينما يتجول زوجها في المدينة تاركاً إياها تائهةً بين مهمة الاعتناء بطفلها واحتمال فقدانها لذاتها.
لنا قمصاني مخرجة فيلم المشهد

الكاتبة والمخرجة السعودية المتعددة المواهب "لنا قمصاني" إحدى الأسماء السعودية المتميزة، فهي حاصلة على درجة البكالوريوس المسرحي من الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد أثّرت على المشهد المسرحيّ في المملكة العربيّة السّعوديّة، من خلال استعراض تراثها الثّقافيّ الغنيّ عبر عروض مسرحيّة معاصرة، مستخدمة في ذلك المواهب المحلّيّة والعناصر الثّقافيّة، كما ظهرت في العديد من الأعمال المسرحيّة السّعوديّة، مثل "جميل جدًّا"، و"بيكامينغ"، و"ياستوردي أفتر تومورو"، وشاركت في فيلم "هجرة" الّذي عُرض في مهرجان البندقيّة السّينمائيّ عام 2025، ولا يزال العديد من أفلامها القصيرة، بما في ذلك "ذو رايد" و"ضياء شمسي" يُعرض في مهرجانات حول العالم، كما أخرجت "مونولوج غزّة" والفيلم القصير "ذو سين",
وتأتي بصمة المخرجة لنا قمصاني في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025 من خلال مشاركة فيلمها "المشهد" في برنامج السينما السعودية الجديدة للأفلام القصيرة، ويروي الفيلم قصة عائلة "يوسف خليل" الفلسطينية التي بقيت عالقة وتكافح للبقاء تحت أنقاض مبناهم الذي تعرض للقصف لمدة ثلاثة أيام متتالية في غزة.
رواد خالد مخرجة فيلم حقيبة عمل

"رواد خالد" هي صانعة أفلام من الرّياض، وتخرّجت في تخصّص السّينما، والرّسوم المتحرّكة (الأنيمايشن) من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرّحمن، وهي شغوفة بابتكار قصص مؤثّرة تلامس الجمهور، وتعالج الموضوعات الاجتماعيّة، مستخدمة الفيلم والرّسوم المتحرّكة كوسيلة للتّعبير الإبداعيّ.
وتتضمن مشاركة رواد خالد في مهرجان البحر الأحمر 2025 من خلال عرض فيلمها "حقيبة عمل" في برنامج السينما السعودية الجديدة للأفلام القصيرة، وتدور أحداث الفيلم حول قصة شاب يكافح من أجل العمل، ليجد نفسه يطارد حقيبته التي تطير في أجواء مدينة الرياض، فيكتشف في هذه المغامرة جمال مدينته وكيف يستعيد التوازن لحياته.
لجين سلام مخرجة فيلم صرخة نملة

"لجين سلام" صانعة أفلام، وكاتبة تقيم في جدّة، وتستمتع بسرد القصص من خلال عدسة مسرحيّة وسرياليّة، وغالبًا ما تُسلّط الضّوء على الطّبيعة الهشّة للتّجربة الإنسانيّة، وتعد السينما بالنّسبة لها طريقة لمزج الخيال بالواقع، وخلق عوالم تبدو غريبة ومألوفة جدًّا في آن واحد، كما تهدف من خلال عملها إلى استكشاف سُبل جديدة لدفع حدود السّرد القصصيّ، مع البقاء متجذّرة في العاطفة والحقيقة.
ومن خلال فيلم "صرخة نملة" تشارك المخرجة لجين سلام رؤيتها الإخراجية ضمن عروض برنامج السينما السعودية الجديدة للأفلام القصيرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025، ويعد هذا الفيلم من نوع الميلودراما ويستكشف موضوعات الحرية، والهوية الذاتية، وتعقيدات الروابط الأسرية في المجتمع السعودي المعاصر، وتدور أحداثه حول "رؤى" التي تغادر منزل عائلتها بحثاً عن الاستقلال الذاتي، لتجد نفسها غارقةً في ذلك الشعور.
ماريا صائم الدهر مخرجة فيلم السمكة الذهبية

"ماريا صائم الدهر" هي طالبة متخصّصة في الرّسوم المتحرّكة (الأنيمايشن)، قامت بإخراج فيلم "ذا غولدن فيش"، وكان إنتاج هذا الفيلم بالنّسبة لها تجربة شخصيّة ومُلهمة، مليئة بالتّحديّات واللّحظات المُجزية على حدٍّ سواء، حيث تجاوزت حدودها الإبداعيّة طوال العمليّة، وتعلّمت قيمة الصّبر، واكتشفت حبّها لسرد القصص من خلال الرّسوم المتحرّكة.
وتدور أحداث فيلم "السمكة الذهبية" الذي سيعرض في برنامج السينما السعودية الجديدة للأفلام القصيرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025، في مدينة جدّة السّاحليّة، حيث ينطلق الصّيّاد الماهر "مهنّد" في رحلة للقبض على سمكة ذهبيّة ضخمة حَلُمَ بها طوال حياته، ومع ذلك، تأخذ رحلته منعطفًا غير متوقّع، إذ يواجه العديد من التّحدّيات الّتي تجرفه عبر المحيط الواسع.
الصور من موقع وحسابات مهرجان البحر الأحمر السينمائي والمخرجات.