جود السفياني لـ"هي": الفن بطبيعته يواكب العصر والذكاء الاصطناعي يفتح لنا آفاقا جديدة
في هذا اللقاء الخاص مع مجلة "هي"، وعلى هامش خوضها جلسة تصوير مستوحاة من عالم الذكاء الاصطناعي، تأخذنا الفنانة السعودية جود السفياني في رحلة صادقة وعميقة داخل عالمين متداخلين: الدراما والذكاء الاصطناعي. كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في حياتها اليومية وفي فنّها؟ وهل ترى أن الـ AI يهدد مهنتها كممثلة في ظل ابتكار البدائل الذكية؟ في هذا الحوار، نكتشف رؤيتها، وهواجسها، وأحلامها التي تمزج بين الإبداع الإنساني والفني وذكاء المستقبل.

جود السفياني والذكاء الاصطناعي
بداية، هل تـتـــذكــريــــن أول مـــرّة سمــــــعــت فيــهــــا عن الــــذكاء الاصطناعي؟ وما كان انطباعك وقتها؟
بصراحة، عندما سمعت عنه للمرة الأولى، شعرت بأنه شيء بعيد عنا وأقرب إلى الخيال العلمي. لكن مع الوقت، أدركت أنه أصبح يشكل جزءا مهما من حياتنا وبتنا نعتمد عليه في أمور كثيرة.
كيــــف تستـــخـدميــنـــه في حيـــاتــــك اليـــوميـــــة؟ وهل تعتمدين على تطبيقات أو أدوات معينة؟
أستخدمه في الكثير من الأمور في يومياتي، سواء الصغيرة أو الكبيرة: من تنظيم وقتي وأفكاري، إلى المساعدة في التحضير لعملي كممثلة. كما يسهم في تفاصيل حياتي اليومية مثل التذكير بالمواعيد أو تدوين الملاحظات، أي أنه يلعب دور المساعد الشخصي.
ما رأيك في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والفن؟
الفن بطبيعته يواكب العصر، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح لنا آفاقا جديدة في الكتابة والإخراج وحتى في الإبداع. لكن في المقابل، علينا أن نكون حذرين كي لا يطغى على الحس الإنساني، ولا يجب أن نعتمد عليه بصورة عمياء بل بطريقة مدروسة وذكية.
هل ترينه يشكل تهديدا حقيقيا للممثلين؟
قد يتمكن الذكاء الاصطناعي من خلق "ممثلين افتراضيين" ومشاهد افتراضية قريبة من الواقع، لكنه لا يستطيع تعويض الإحساس والروح الإنسانية التي ينقلها الممثل الحقيقي. الجمهور يرتبط بالمشاعر أولا وأخيرا وباسم الفنان وحضوره والعلاقة الخاصة التي يشكلها مع جمهوره.
هل سبـــق أن استــخـــدمت الـــــذكاء الاصطناعي للتحضير لأدوارك؟
نعم، استخدمت بعض الأدوات لتحليل النصوص واستكشاف أبعاد الشخصيات، وساعدني ذلك في النظر إلى الأدوار من زوايا مختلفة.

إذا عُرضت عليك المشاركة في عمل كامل من إنتاج الذكاء الاصطناعي، فهل ستوافقين؟
سأوافق إذا كان المشروع يقدّم فكرة جديدة ويطرح تساؤلات عميقة حول علاقتنا بالتكنولوجيا الحديثة وتقنياتها. أحب خوض تجارب جديدة بشرط أن تكون ذات مغزى، وأن تقدّم رسالة معينة.
ما الذي يعجبك ويقلقك في الذكاء الاصطناعي؟
يعجبني التطور السريع والفرص الإبداعية التي يفتحها، حيث نعيش سباقا يوميا مع جديد الذكاء الاصطناعي ونتعرف إلى استخداماته المدهشة فعلا. أما ما يقلقني، فهو احتمالية أن يحل مكان الإنسان، ويؤدي وظائفه بصورة كاملة، إن لم نعرف كيف نوازن في استخدامه.
هل تعتمدين على مساعدة مثل Siri أوChatGPT؟
بكـــل تـــأكيــــد !CHAT GPT فـــهـــو صـــديــقـــي الحــاضــــر دائـــمــــا، ويساعدني في ترتيب أفكاري أو تحضير النصوص والمشاهد.
أعـــتــقــد أنـــه أصبــــــح التطبيق الأكثر استخداما في عصرنا هذا، ولا يمكن الاستغناء عنه.
كيف تتوقعين مستقبل الفن مع الذكاء الاصطناعي؟
أتوقع أن يشهد مزيجا بين الإبداع البشري والتقني، وهو ما سيؤدي إلى ظهور أشكال جديدة من الفن.
هل تؤيدين تعليم الذكاء الاصطناعي في المدارس؟
نعم، أراه ضروريا، لأنه أصبح جزءا من حياتنا. تماما كما نتعلم اللغات، يجب أن نتعلم لغة التقنية. وهذا الأمر أصبح متوافرا، سواء من خلال دورات متخصصة أو في المناهج.
ما نصيحتك للفنانين الذين يخشون استخدام الذكاء الاصطناعي؟
أقول لهم: لا تخافوا منه، بل اجعلوه أداة بأيديكم، لا بديلا عنكم.
بكلمة واحدة، كيف تصفين علاقتك بالذكاء الاصطناعي اليوم؟ هل هي تحدٍّ، أم صداقة، أم تعاون؟
"تعاون"، لأنه يكملني، لكنه لا يغنيني.
ماذا تخبريننا عن جلسة تصوير الذكاء الاصطناعي التي خضعت لها أخيرا، وكيف تصفين الأجواء؟
كانت تجربة غريبة وممتعة مع فريق عمل محترف من وكالة MBC TALENT. شعرت كأنني أمثّل في فيلم خيال علمي، حيث تداخلت الأجواء بين الفن والتقنية، وكنت واثقة أن النتائج ستكون جميلة وخيالية.
جود السفياني والدراما السعودية
كيف ترين تطور الدراما السعودية في السنوات الأخيرة؟ وما الذي تغيّر فعلا؟
قطعت الدراما السعودية شوطا كبيرا في فترة قصيرة. اليوم نرى أعمالا بجودة عالية تُعرض على منصات عالمية، وتصل إلى جمهور واسع، وتحقق نسب مشاهدة عالية جدا، ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العربي أيضا. هذا التطور يعود إلى التغيير في رؤية المنتجين وتوجههم، إضافة إلى البيئة المساعدة في توفير مناخات للإبداع في السعودية.
بصفـتـــك ممـثــلـــة سعــوديـــة شابــــة، ما أبــــرز التحديات التي واجهتك في بداياتك؟ وهل تجاوزتها اليوم؟
في البداية، واجهت صعوبة في كسر الصورة النمطية بصفتي ممثلة جديدة. لكن مع الوقت، تعلمت كيف أثبت نفسي من خلال الأدوار التي قدمتها، وصنعت هُوية خاصة بي.

مــع بروز المنصات الرقمية كشاهد و"نتفليكس" وغيرها، هل تــــريـــن أن الـــدرامــــا السعـــوديــــة استـــفـــادت من هــذا التحوّل؟
هذه المنصات شكّلت برأيي فرصة ذهبية للدراما السعودية، لتصل إلى جمهور عالمي. اليوم، نرى أن الدراما السعودية حققت قفزة نوعية من خلال الأعمال التي تعرض على هذه المنصات، ولا سيما عبر "شاهد" التي قدمت مسلسلات سعودية رائعة في السنتين الأخيرتين.
ما الدور تعتبرينه الأقرب إلى قلبك حتى الآن في مسيرتك الفنية؟
كل شخصية لها مكانة خاصة، لكن شخصية "سارة" في مسلسل "حالات نادرة" أثرت بي كثيرا، لأنها حملت رسالة إنسانية عميقة.
كيف ترين طرح قضايا المرأة في الدراما السعودية؟
أصبح الطرح أكثر جرأة من قبل، لكن لا يزال الطريق طويلا. نحتاج إلى نصوص تعكس واقع المرأة بصدق ووعي أكبر.
ما معاييرك في اختيار الأدوار؟
أبحث عن النصوص التي تحمل معنى وتضيف لي كممثلة، ولا أقبل المشاركة من أجل الظهور فقط.
هل ترغبين في المشاركة بعمل تاريخي؟
بالتـــأكيـــد! من أحــــلامــــي أن أجــــســـد شخـــصــيـــة من التــــاريـــــخ السعودي، مثل أميرة أو امرأة تركت أثرا في المجتمع.
ما جديدك في التمثيل؟
أعمل حاليا على مشروعين: مسلسل وفيلم. الأول يحمل بعدا إنسانيا عميقا، والثاني أكثر جماهيرية. وسيكون هناك تنوع كبير في الشخصيات التي أجسدها.