
جمعية زهرة وست الدار.. يرويان حكاية "العِلم في ظلال اللون الوردي"
بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي، وبرعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية زهرة، أقيمت فعالية "العِلم في ظلال اللون الوردي" بالتعاون مع بوتيك ست الدار بقيادة المؤسسة لبنى الغرير، لتجسّد رسالة وعي تجمع بين الفن والعطاء.
شهدت الفعالية حضور صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبدالعزيز إلى جانب عدد من عضوات الجمعية ومجموعة من الشخصيات البارزة في المجتمع السعودي من مجالات مختلفة، تأكيداً على أهمية التكاتف المجتمعي في دعم رسائل الوعي، وتجسيداً للروح الوطنية التي تحتفي بالإنسان قبل كل شيء.

قدّمت الفعالية التي احتضنها متجر ست الدار بمطل البجيري مزيجاً من الفن والوعي ودعماً للموهبة المحلية. من خلالها، عبّرت المصممة نوف السديري عن دعمها لقضية التوعية بسرطان الثدي عبر مجموعة من العبايات الوردية التي حملت بصمتها الأنيقة ورسالتها الإنسانية، وخصّص ريع المجموعة بالكامل لدعم أنشطة الجمعية ومبادراتها في نشر الوعي والفحص المبكر.
ولأن الفعالية ولدت من روح الأصالة السعودية، شاركت جمعية حِرفه عبر حضور حرفيتين سعوديتين جسدتا الحرف التراثية بحضور حي؛ الأولى تغزل النول بخيوط الصبر والجمال، والثانية تشكل الفخار بيديها لتمنح الطين حياة جديدة. في كل زاوية من المكان، كان هناك حوار بين الحرفة والإنسان والرسالة.
من جذور العطاء إلى شجرة الوعي
احتوت الفعالية على عرضٍ سردي بصري لرحلة جمعية زهرة منذ تأسيسها، انطلق من قلب الدرعية حيث يتجسّد العطاء كقيمة متجذّرة في الإنسان والمكان. انتقل الزوّار عبر محطات توثّق مسيرة الجمعية من بداياتها الأولى عام 2001، حين زُرعت بذرتها كفكرة صغيرة، إلى أن أصبحت اليوم شجرة وعيٍ مثمرة تمتد جذورها في أرض الوطن وتتشعب أغصانها بالعطاء والعمل.

قصص تلهم… حين يتحول الألم إلى رسالة
وخلال الفعالية، حضرت عدد من أعضاء الجمعية اللواتي جسدن الشجاعة في أبهى صورها، حيث شاركن قصصهن بروح صادقة ومُلهمة. مثل بسمة الغازي، فحكايتها كانت انعكاساً للعطاء الذي تمنحه جمعية زهرة لناجياتها.
وصفت الجمعية بأنها عائلتها الثانية في رحلة التعافي، وقالت إن أيامهم المليئة بالحب والعمل أعادت إليها الثقة بالحياة. كل مبادرة كانت تصلها كرسالة أملٍ خالصة، تؤكد أن الشفاء لا يكون بالجسد فقط، بل بالروح التي تُروى بالمحبة والدعم.
أما قصة الدكتورة سعاد عالم، فكانت جزءاً محورياً من فعالية "العِلم في ظلال اللون الوردي" حين أُصيبت والدتها بمرض سرطان الثدي قررت أن تجعل من التجربة نقطة تحول لا انكسار.

أنشأت وحدة أبحاث سرطان الثدي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، لتكون نواة لعمل وطني مستمر في نشر الوعي والمعرفة.ومن هناك بدأت بتنظيم محاضرات توعوية بالتعاون مع جمعية زهرة، لتزرع أول نداء للفحص المبكر في قلوب النساء.
شجرة الوعي اليوم
من تلك القصص الفردية نمت زهرة عبر السنين لتصبح شجرة وعي مثمرة، تمتد جذورها في الوطن، وتتشعب أغصانها بالعطاء والعمل، وثمارها تتجلّى في 19 حملة وطنية للتوعية وصلت إلى أكثر من 2 مليون شخص في مختلف مناطق المملكة، إلى جانب برامج دعم وتمكين للناجيات قدّمت خلالها أكثر من 31,918 خدمة إنسانية.
كما أولت اهتماماً خاصاً بالكوادر الصحية عبر برامج تدريبية استفاد منها أكثر من 34,178 متدرباً، وأسست 5 مراكز دائمة للفحص المبكر إلى جانب 96 حملة متنقلة وصلت إلى الفئات الأقل وصولاً للخدمات الصحية.

وفي مجال البحث العلمي، دعمت الجمعية 54 دراسة علمية أسهمت في تطوير المعرفة الطبية حول سرطان الثدي، إلى جانب شراكات مثمرة مع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، ما جعل من زهرة نموذجاً رائداً في العمل المجتمعي المتكامل.
من الدرعية انطلقت البذرة، ومن تعاون ست الدار وزهرة تفتحت البتلات، لتؤكد أن الوعي حين يُزرع في أرض العطاء، يثمر جمالاً لا يزول.
حقوق جميع الصور تعود إلى صفحة جمعية زهرة عبر الانستغرام