عدسة سعودية على منصة العالمية.. المصور إبراهيم سرحان يحصد جائزتين تقديريتين في مهرجان سيينا الدولي للتصوير
بعدسات تنقل جمال المملكة وثراء ثقافتها إلى العالم.. يواصل المصورون السعوديون تألقهم في المحافل الدولية، حيث أثبت الكثير منهم حضورهم المتميز بعدسات مبدعة حصدت الجوائز العالمية، وأكدت مكانة السعودية كمنبع للإبداع البصري ووجهة تزخر بالمواهب القادرة على المنافسة والتميّز عالمياً.. وفي تأكيد جديد على هذا الحضور الإبداعي العالمي، حصد المصور السعودي إبراهيم سرحان جائزتين تقديريتين في مهرجان سيينا الدولي للتصوير في إيطالياSiena International Photo Awards (SIPA) والذي يعد من أبرز المهرجانات العالمية في فن التصوير الفوتوغرافي.
المصور إبراهيم سرحان يحصد جائزتين تقديريتين في مهرجان سيينا الدولي للتصوير
كشف المصور السعودي المتميز "إبراهيم سرحان"، والذي عُرف بتوثيقه لتنوع الطبيعة السعودية وعمق الثقافة البدوية بعدسته، عن نيل صورتين من صوره لجائزتين تقديريتين، ضمن جوائز مهرجان سيينا الدولي للتصوير في إيطاليا، والذي يعد من أبرز المهرجانات العالمية في فن التصوير الفوتوغرافي.
ونشر المصور إبراهيم سرحان عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، مقتطفات من حفل جائزة سيينا الدولية للتصوير الفوتوغرافي في إيطاليا، وحصوله على جائزتين تقديريتين، في فئة حياة الناس والحياة البرية بالدرون، ضمن الصور المشاركة لهذا العام في المهرجان.
صور إبراهيم سرحان الفائزة في المهرجان
أوضح المصور إبراهيم سرحان تفاصيل الصور الفائزة في الحفل، حيث حملت الصورة الأولى عنوان "في تمجيد الكلمة المنطوقة" In Honor of the Spoken Word، والتي توثق مشهداً مهيباً لوقوف الصفوف حول الشعراء، كما أنها تبين مكانة الشعر لدى الإنسان العربي وكيف يجعله واقفاً على قدميه، وهي الصورة التي التقطها من حفل زواج بمدينة تنومة في منطقة عسير عام 2024.
فيما حملت الصورة الثانية عنوان "العزلة في الصحراء" Solitude in the Sands، والتي تُظهر ناقة وحيدة في صفاء وعزلة الرمال، في إحدى ساعات النهار الأخيرة بفصل الشتاء في رمال أبرق العزاف في الحناكية بالمدينة المنورة عام 2020.
صور إبراهيم سرحان ضمن الأجمل والأقوى عالميًا
يأتي حصول المصور إبراهيم سرحان على هذه الجوائز التقديرية تأكيدا على عدسته الإبداعية، حيث تُمنح الجائزة التقديرية Commended Prize للأعمال التي تميّزت بجودتها الفنية وقوة سردها البصري، والتي استحقت أن تحظى باعتراف خاص من لجنة التحكيم الدولية، حيث يجمع مهرجان Siena International Photo Awards (SIPA) سنويًا آلاف المصورين من أكثر من 160 دولة، وتُعرض فيه أعمال مختارة بعناية لتكون ضمن الأجمل والأقوى عالميًا، تحت إشراف لجان تحكيم مرموقة تضم خبراء ومصورين دوليين، وهذا يعني أن الصورة شقت طريقها من بين عشرات الآلاف من المشاركات العالمية لتقف في مصافّ مختارة، كشهادة دولية تثبت قيمتها ورسالتها، وكفرصة لفتح آفاق جديدة في فضاءات العرض والحضور الدولي.
علما بأن الأعمال الفائزة في المهرجان تُعرض في فضاءات مدينة سيينا الإيطالية المصنّفة ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي، حيث تتحول مبانيها التاريخية إلى معارض مفتوحة تحتفي بالصورة وتمنحها بعدًا ثقافيًا عالميًا، ويزداد هذا الزخم بوجود نخبة المصورين العالميين، والمهتمين بالفن، إلى جانب حضور رسمي من شخصيات ومسؤولين إيطاليين، مما يمنح الجائزة قيمة رمزية ومكانة رفيعة.
إبراهيم سرحان.. مصور سعودي مبدع
يُذكر بأن "إبراهيم سرحان" يعد مصور رائد ومتميز، ولقد برز كشخصية بارزة في سرد القصص البصرية، حيث يركز في أعماله على كشف الكنوز المخفية والغنى الثقافي للمملكة، فيما تلتقط عدسته جوهر أمة توازن بين التقاليد والحداثة، وكان قد بدأ شغفه بالتصوير منذ وقت مبكر، بدافع من رغبته في توثيق تنوع وجمال مناظر بلاده الطبيعية، وعلى مر السنين، جاب تضاريس السعودية المتنوعة، من الحقول البركانية في حرة خيبر إلى أطلال الأنباط القديمة في العلا، ليحيي القصص الكامنة في هذه المناظر الطبيعية.
ويتجاوز إبداع إبراهيم سرحان حدود المناظر الطبيعية، إذ يغوص في عمق ثقافة البدو وتقاليدهم المتطورة، ومن خلال مشاريع طويلة المدى وغامرة، يقدم صوراً أصيلة لأساليب حياة تقليدية تشهد تحولات تدريجية في ظل التغيرات السريعة للمجتمع السعودي الحديث، فيما تمنح أعماله لمحة فريدة عن حياة البدو، ملتقطاً لحظات حميمة تُبرز الصمود والفرح وروابط المجتمع.
إن تفاني إبراهيم سرحان في حفظ وإبراز تراث بلاده جعله شخصية محترمة ومؤثرة في مجال التصوير الفوتوغرافي على الصعيدين السعودي والعالمي، حيث وثقت صوره دقة تفاصيل نسيج الثقافة البدوية من خلال سرد قصصي غامر، فبقضائه فترات طويلة في المجتمعات النائية، يلتقط العلاقة الدقيقة بين البدو وبيئتهم وممارساتهم التقليدية مثل الرعي والزراعة، وتُحافظ أعماله على أسلوب حياة يوشك أن يتغير، ومن خلال فهمه العميق لتراث المملكة تمكن من عرض موضوعاته بصدق واحترام، حيث تُبرز صوره التفاعلات الاجتماعية الدقيقة والعادات الخالدة التي تُشكل الهوية البدوية، مما يبني جسوراً من الفهم الثقافي للجمهور الدولي.
