الفن الخليجي المعاصر يتألق في قلب نيويورك.. منحوتة إبداعية ضخمة للفنانة الكويتية منيرة القادري في سنترال بارك
نجحت الكثير من الفنانات الخليجيات بترسيخ بصماتهن بقوة في المشهد الفني العالمي، حيث قدّمن رؤى معاصرة وأعمال فنية إبداعية تجاوزت الحدود الجغرافية.. ومن بين هذه الأسماء البارزة تبرز الفنانة الكويتية منيرة القادري، التي نجحت عبر أعمالها النحتية والبصرية في إعادة صياغة رموز ثقافية وتاريخية، لتقدّم قراءة جديدة لعالم الخليج وامتداداته، وتؤكد حضور المرأة الخليجية كصوت مؤثر في الحراك الفني الدولي.. وها هي الآن تضع بصمة عالمية جديدة من خلال منحوتة إبداعية ضخمة حملت مُسمى "الشمس الأولى" FIRST SUN والتي تحتضنها حديقة سنترال بارك في مدينة نيويورك.
منحوتة الفنانة منيرة القادري FIRST SUN في سنترال بارك في نيويورك
كشفت الفنانة منيرة القادري عن منحوتتها الضخمة FIRST SUN في سنترال بارك في مدينة نيويورك، المستوحاة من بحثها في الفن المصري القديم، وهي منحوتة ضخمة من الألومنيوم المطلي، تُجسّد شخصية هجينة تجمع بين الإنسان وحشرة الخنفساء، حيث أعادت الفنانة القادري تخيّل الإله المصري القديم "خبري" كنصب تذكاري معاصر، ولتُبرز من خلال هذا العمل الفني الفجوة الحديثة بين البشر والعالم الطبيعي، كتذكير بالثقافات القديمة التي كانت تُبجّل فيها الحيوانات، ما يعكس اهتمامها بكيفية استكشاف البشرية للمجهول من خلال العلم والدين والأساطير والفن.
ويبلغ ارتفاع المنحوتة التي قدمتها القادري حوالي 5 أمتار، وجاءت كتمثال نصفي عملاق بلون عنابي بشعر طويل ووجه مغطى بخنفساء مسطحة قزحية الألوان، حيث استلهمت هذا العمل من زيارة لها لمقبرة الفرعون رمسيس الأول في مصر، حيث صادفت لوحةً للإله ذي الوجه الشبيه بالجعران، وأدهشتها حقيقة أنه في لحظة ما من تاريخ البشرية كانوا يبجلون حتى الحشرات لتكون آلهة بينهم، فأرادت أن تعيد هذا النوع من التفكير البيئي القديم من خلال هذا التمثال الضخم الإبداعي الغامض، والذي سيبقى معروضا في سنترال بارك في مدينة نيويورك حتى أغسطس 2026، قبل أن ينتقل إلى تورنتو، كجزء من الموسم الافتتاحي لـ Lassonde Art Trail’s في خريف 2026.
الفنانة منيرة القادري.. مسيرة فنية متميزة على مستوى عالمي
تمتلك الفنانة منيرة القادري مسيرة فنية متميزة من خلال بصماتها الفنية المتنوعة على مستوى عالمي، وتتنوع ممارسة الفنانة القادري، التي وُلدت في السنغال وتلقت تعليمها في اليابان وتقيم حاليًا في برلين، بين النحت والأعمال الفنية المُركّبة وصناعة الأفلام والعروض الأدائية، وتعتمد في الأساس على البحث في التاريخ الثقافي لمنطقة الخليج، فيمت تأتي قراءتها لـ "الثقافة البترولية" من خلال سيناريوهات تخيلية تستقيها من الخيال العلمي والسير الذاتية والممارسات التقليدية والثقافة الشعبية، فتقدّم أعمالًا غير معتادة ومتحررة من القوالب.
ونثرت إبداعاتها الفنية من خلال إقامتها لمعارض فردية عدة حول العالم، منها "طفو البنزين" (2024) في "هال فيريير" بفرنسا، و"المياه المسكونة" (2023) في "يو سي سي إيه دون" بالصين، و"ممرات متحوّلة" (2023) في "كونستهاوس بريجينز" بالنمسا، و"الربع المقدس" (2022) في متحف جوجنهايم بلباو بإسبانيا، و"رؤية مصقولة" (2022) في متحف بلافر للفنون بهيوستن في الولايات المتحدة، و"الربع المقدس" (2020) في "هاوس دير كونست" بميونيخ في ألمانيا، و"صبغة الإمبراطورية" (2019) في "كونستفيرين جوتينجن" بألمانيا، و"الحرفة" (2017) في "جاز وركس" بلندن، و"محاولات لقراءة العالم بشكل مختلف" (2017) في "سترووم دنهاخ" بهولندا، و"محوّل" (2014) في جاليري السلطان بالكويت.
كما شاركت الفنانة منيرة القادري في معارض جماعية مختارة، ومن أبرزها معرض "مَكْنَنَة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي" في مركز الدرعية لفنون المستقبل بالسعودية (2025)، و"ديزرت إكس العُلا" بالسعودية (2024)، وبينالي سيدني الرابع والعشرين بأستراليا (2023–2024)، وبينالي بوراس الثامن في السويد (2024)، وبينالي الشارقة 15 بالإمارات (2023)، والتريينالي الخامس عشر للأعمال النحتية الصغيرة في فيلباخ بألمانيا (2022)، وبينالي آسيا للفن في تايوان (2021)، و"إكسبو دبي 2020" بالإمارات (2021).
الصور من حسابات الفنانة منيرة القادري و Public Art Fund، من تصوير Nicholas Knight.
