
التقاليد الموسيقية السعودية والفرنسية تلتقي في مشهد فني استثنائي.. حفل روائع الأوركسترا السعودية في قصر فرساي العريق
في أمسية فنية استثنائية تلاقت فيها التقاليد الموسيقية السعودية والفرنسية، تألق قصر فرساي العريق باحتضانه لحفل "روائع الأوركسترا السعودية"، والذي استمتع من خلاله الحضور بتجربة موسيقية فريدة داخل تحفة معمارية تعد من أبرز معالم التاريخ العالمي، في ليلة جمعت سحر الموسيقى بروعة المكان، وسط أجواء مبهرة، فما بين ألحان تستحضر ملامح التراث السعودي وأغانٍ نابضة بالشجن والجمال، جمعت هذه الليلة الموسيقية بين الفن السعودي الراقي والأجواء الملكية الأوروبية، امتدادا لما تشهده كل محطة جديدة لروائع الأوركسترا السعودية من اتساع في آفاق الإبداع عبر أصالة التراث الموسيقي السعودي وجمال ألحانه.
حضور نخبة من الشخصيات في حفل روائع الأوركسترا السعودية في قصر فرساي العريق

امتدادا لجهود هيئة الموسيقى بتنظيم حفل "روائع الأوركسترا السعودية" في العواصم العالمية، استضاف قصر فيرساي في باريس المحطة الثامنة لهذا الحفل الاستثنائي، حيث عادت الأوركسترا والجوقة الوطنية للمملكة العربية السعودية إلى المسرح الفرنسي، بمشاركة أوركسترا الأوبرا الملكية، في أمسية فنية استثنائية شهدت حضور لافت لنخبة من الشخصيات السعودية والعالمية رفيعة المستوى.

وكان في مقدمة الحضور في حفل روائع الأوركسترا السعودية في قصر فيرساي صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، والذي أعرب عن سعادته بحضور السيدة الأولى بريجيت ماكرون، ولقاءه لوزيرة الثقافة لدى جمهورية فرنسا السيدة رشيدة داتي، لهذه الليلة التي امتزجت فيها الفنون السعودية بالفرنسية، مؤكدا على أن الشراكة الثقافية القائمة بين البلدين الصديقين تمضي قدماً.

ووفقا للحساب الرسمي لسفارة فرنسا في المملكة العربية السعودية، فلقد حظي الحفل أيضا بحضور نخبة من الشخصيات السعودية رفيعة المستوى، ومن أبرزهم الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، وزير التجارة، والأمير تركي بن فيصل آل سعود، والأميرة هيفاء آل مقرن، سفيرة المملكة لدى مدريد، فيما أشارت السفارة إلى أن هذه الأمسية جسدت تلاقي التقاليد الموسيقية السعودية والفرنسية في مشهد فني استثنائي، مؤكدة بأنها كانت أكثر من مجرد حفل موسيقي، بل هي احتفالية بالصداقة والحوار، وتجسيد للفن كلغة كونية تنسج جسرًا حيًا بين المملكة العربية السعودية وفرنسا.
التقاليد الموسيقية السعودية والفرنسية تلتقي في مشهد فني استثنائي

حمل هذا الحفل الموسيقي الاستثنائي مزيجًا من الأصالة والابتكار، وجمع الإبداع السعودي بتاريخ قصر فرساي العريق وسط أجواء مبهرة، ومثل محطة مميزة في رحلة روائع الأوركسترا السعودية، حيث قدمت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي خلال هذا الحفل أعمال موسيقية أبرزت للعالم جمال التراث الثقافي والتنوع الفني في تاريخ الموسيقى السعودية، وذلك بمشاركة نخبة من أبرز فناني وفنانات الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، ومن أبرزهم السوبرانو السعودية ريماز العقبي والتي تعد واحدة من أوائل مغنيات السوبرانو الأوبرالي في الساحة السعودية الفنية، والتي أطربت مسامع الحضور بمقطوعة أوبرالية باللغة الفرنسية تحت قيادة المايسترو هاني فرحات.

كما شهد الحفل مشاركة أوركسترا "دار الأوبرا الملكية" لتقديم مقطوعات موسيقية فرنسية تماشياً مع التراث التاريخي لقصر فرساي، وكذلك تم تقديم فقرة موسيقية مشتركة تدمج بين الثقافتين السعودية والفرنسية، وعلى أغنية الشانزليزيه تناغمت روائع الأوركسترا السعودية مع الموسيقى الفرنسية في انسجام مبهر، والتي قُدّمت بتوزيع موسيقي يحمل لمسات سعودية واضحة، كما تضمّن البرنامج ميدلي للأفلام الفرنسية، قدمت فيه الأوركسترا نُسخًا جديدة لعدد من المقطوعات السينمائية الشهيرة، ومجموعة من الأغاني السعودية الحديثة بصيغة أوركسترالية، وبالتعاون مع هيئة الموسيقى بوزارة الثقافة السعودية، ازدانت الأمسية بعروض أدائية مميزة نظمتها هيئة المسرح والفنون الأدائية، أبرزت أربع صور تراثية أصيلة من الفنون الاستعراضية السعودية، وهي: الخبيتي، المجرور، الرفيحي، والخطوة.

ويمثل هذا اللقاء المرموق امتدادًا لمحطة تأسيسية بارزة، إذ شهد مسرح الشاتليه في باريس في أكتوبر 2022 أول ظهور دولي للأوركسترا والجوقة الوطنية السعودية، حيث كشفا أمام الجمهور عمق الإرث الموسيقي السعودي وعراقته.. أما اليوم، فقد جاء قصر فرساي ليجسد ذروة هذا المسار الفني المتألق.
وزير الثقافة ونظيرته الفرنسية يوقّعان برنامجًا تنفيذيًا للتعاون الثقافي في باريس

وعلى هامش إقامة حفل روائع الأوركسترا في العاصمة الفرنسية باريس، التقى صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، في قصر فيرساي، وزيرة الثقافة لدى جمهورية فرنسا السيدة رشيدة داتي، وذلك خلال زيارة سموّه الرسمية لجمهورية فرنسا لتعزيز التعاون الثقافي القائم بين البلدين الصديقين.
وتضمن اللقاء توقيع سُمو وزير الثقافة، ونظيرته الفرنسية برنامجًا تنفيذيًا للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة والقصر الكبير ممثلة بوزارة الثقافة الفرنسية، كما تناول العلاقات الثقافية القائمة بين البلدين الصديقين في مختلف القطاعات الثقافية، ومن أبرزها الموسيقى، والأفلام، والتراث، والمتاحف، والأزياء، والمكتبات، والمسرح والفنون الأدائية، والفنون البصرية، ومن بينها تفعيل البرنامج التنفيذي بين هيئة الأفلام، والمركز الوطني للسينما والصور المتحركة في فرنسا "CNC" في مجال تطوير أساليب التعليم لصناعة الأفلام.

كما شهد اللقاء الذي حضره من الجانب السعودي نائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز، ومساعد وزير الثقافة الأستاذ راكان بن إبراهيم الطوق، مناقشة البرامج التنفيذية التي تم التوقيع عليها في إطار زيارة فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2024م، وتستهدف هذه البرامج تعزيز التبادل الثقافي الدولي، إلى جانب توسيع آفاق الشراكة الثقافية المتنامية بين المملكة وجمهورية فرنسا.
وفي إطار التطلع إلى بناء مجال موسيقي نابض بالحياة وشامل وفعّال، بوصفه جزءًا أساسيًّا من المشهد الثقافي المستمر في المملكة، وقعت هيئة الموسيقى مع "فيلهارموني باريس"، برنامجًا تنفيذيًا للتعاون في مجال الموسيقى، وذلك بحضور صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، وذلك في إطار مذكرة التفاهم المبرمة بين وزارتي الثقافة في البلدين عام 2021م.
