
بينالي الفنون الإسلامية 2025: 10 معلومات تُخلد الختام وتُرسخ مكانة المملكة كمركز ثقافي عالمي
أسدلت مؤسسة بينالي الدرعية الستار على النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية، التي حملت عنوان "وما بينهما"، والتي احتضنتها صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، واستمرت لأربعة شهور، من 25 يناير إلى 25 مايو 2025، والتي نجحت في تعزيز مكانة البينالي كمنصة عالمية رائدة في احتضان وإبراز روائع الفنون الإسلامية.. في السطور التالية نسلط الضوء على 10 معلومات تُخلد ختام هذا الحدث الفني المميز الذي أسهم في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز ثقافي عالمي.
الأستاذ راكان الطوق: مبادرات متنوعة مع المؤسسات الثقافية حول العالم

خلال المنتدى الختامي للبينالي، أعلن الأستاذ راكان الطوق، مساعد وزير الثقافة ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية، عن إطلاق عدد من المبادرات التي تهدف لاستثمار العلاقات الوثيقة التي تربط البينالي مع شبكة واسعة من المؤسسات الثقافية حول العالم من خلال معرض المدار، أحد أبرز أقسام البينالي، وستشمل هذه المبادرات تنظيم مشاريع بحثية مشتركة، وتطوير منصة رقمية لأرشفة التحف والأعمال المعروضة، وعقد مؤتمرات في المملكة العربية السعودية ومختلف أرجاء العالم بالتعاون مع المؤسسات الشريكة، وذلك بهدف بناء شبكة معرفية متنامية تعزز من جهود البحث وتبادل الخبرات في مختلف مجالات الفنون الإسلامية.
الأستاذة آية البكري: نسخة تجاوزت التوقعات من حيث الحجم والتأثير

ومن جانبها، أكدت الأستاذة آية البكري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية، أن النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية تجاوزت التوقعات من حيث الحجم والتأثير، كما بينت أن مشاركة العديد من المؤسسات الثقافية البارزة حول العالم، والأعمال الفنية المميزة التي قدمها الفنانون المشاركون، إضافة إلى كل ما قدمه فريق المدراء الفنيين، كانت كلها عوامل مؤثرة في تسليط الضوء على الثراء والتنوع الكبير الذي يميز تراثنا الفني الإسلامي، كما أضافت: "نحن فخورون باستقبالنا لجمهور واسع ومتنوع من محبي الفن والثقافة، بدءاً من طلاب المدارس في المملكة، ووصولاً إلى الخبراء العالميين وغيرهم الكثير".. فيما أعربت مؤسسة بينالي الدرعية عن بالغ الشكر والتقدير لجميع الفنانين والمؤسسات والشركاء والزوار على مساهمتهم في إنجاح نسخة هذا العام من بينالي الفنون الإسلامية.
وما بينهما: عنوان بينالي الفنون الإسلامية 2025

أقيم بينالي الفنون الإسلامية 2025 تحت عنوان "وما بينهما".. لاستكشاف الإيمان عبر الفكر والحس والإبداع.. حيث استمدت النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية إلهامها من العبارة القرآنية "وما بينهما"، والتي وردت في عدة مواضع في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَٰوَٰتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾، تعكس هذه العبارة عظمة خلق الله كما يدركها الإنسان ويستشعرها، واتخذ البينالي من هذه العبارة إطاراً واسعاً للتأمل في عظمة الخلق، ليعرض مزيجاً ملهماً من التحف التاريخية الإسلامية وأعمال الفن المعاصر التي تقدم سردية فريدة حول الإيمان والإبداع.
أكثر من 500 تحفة وعمل فني بسبعة أقسام فريدة

وامتداداً للنجاح الكبير الذي حققته النسخة الافتتاحية عام 2023، فقد شهدت نسخة هذا العام توسعاً لافتاً، حيث احتضنت أكثر من 500 تحفة تاريخية وعمل فني معاصر، تم عرضها في خمس صالات عرض رئيسية وعدد من المساحات الخارجية، حيث تألف البينالي من سبعة أقسام فريدة، وهي (البداية، المدار، المقتني، المظلّة، المكرّمة، المنوّرة، والمصلّى)، امتدت على مساحة إجمالية تزيد عن 100,000 متر مربع.
مشاركة أكثر من 30 مؤسسة من جميع أنحاء العالم

وفي نسخته الثانية، أكد بينالي الفنون الإسلامية على مكانته كمنصة عالمية رائدة للفنون الإسلامية، وذلك باستقطاب المزيد من الأعمال والمؤسسات المشاركة، حيث حظي بمشاركة أكثر من 30 مؤسسة فنية وثقافية من 21 دولة، كما عرضت فيه الكثير من المقتنيات النادرة من أهم المجموعات التابعة لمؤسسات الفنون الإسلامية حول العالم، امتداداً من تونس إلى طشقند، ومن تمبكتو إلى يوغياكارتا، ضمن شبكة عالمية من المؤسسات التي قدمت للزوار نظرة واسعة على الفنون الإسلامية بماضيها الزاهر وحاضرها المشرق، فيما شملت المؤسسات المشاركة في نسخة هذا العام أسماء عالمية مثل متحف اللوفر (باريس)، ومتحف فيكتوريا وألبرت (لندن)، ومعهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية (تمبكتو)، ومتحف الفن الإسلامي (الدوحة)، والمكتبة السليمانية (إسطنبول).
مشاركة أكثر من 30 فناناً من المملكة وباقي دول العالم
شهد بينالي الفنون الاسلامية عرض الكثير من الأعمال الفنية الجديدة التي قام بإنتاجها أكثر من 30 فناناً معاصرا من المملكة والعالم العربي وباقي دول العالم، قدموا 29 عملاً جديداً بتكليف خاص من مؤسسة بينالي الدرعية، ليقدم البينالي لزواره رحلة فريدة من نوعها في استكشاف أبعاد الإيمان والتاريخ والتراث المادي، وضمت قائمة الفنانين المشاركين العديد من الأسماء السعودية البارزة، ونخبة من الفنانين من شتى أنحاء العالم، وكان من أبرز الفنانين المشاركين: أحمد ماطر، فاطمة عبدالهادي، وبلال علاف، وناصر الزياني، وأحمد عنقاوي، وعبدالقادر بن شامة، وغابرييل تشايلي، وسعيد جبعان، ولويس غيوم، وجوانا حاجي توما وخليل جريج، وبشائر هوساوي، وهايلوزويك ديزايرز (هيمالي سينغ سوين وديفيد سوين تابيسير)، ونور جعودة، وتمارا كالو، ورايا قسيسية، وآصف خان، ولوسيا كوخ، تاكاشي كوريباياشي.
عرض كسوة الكعبة المشرفة لأول مرة

للمرة الأولى على الإطلاق عرضت كسوة الكعبة المشرفة بالكامل خارج مكة المكرمة، في بينالي الفنون الإسلامية 2025 ، وتزامن هذا العرض مع الذكرى المئوية الأولى حسب التقويم الهجري لإنشاء مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة في المملكة العربية السعودية، حيث يتم وضع كسوة جديدة على الكعبة المشرفة كل عام، وتعد الكسوة التي عرضت في بينالي الفنون الإسلامية قد غطّت الكعبة المشرفة طوال العام الهجري الماضي، حيث حظي الزوار بفرصة التعرف على التفاصيل الدقيقة لحياكة الكسوة وتطريزها بخيوطٍ من الحرير والذهب والفضة، والتي تجعلها من أسمى الإنتاجات الإبداعية التي بلغها الفن الإسلامي.
مقتنيات وتحف إسلامية تُعرض لأول مرة

شهد البينالي عرض مجموعة نادرة من المعروضات والمقتنيات والتحف الإسلامية التي تُعرض لأول مرة خارج مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن أبرز هذه المعروضات التي عرضت في قسم المكرمة "البناء المقبب" الذي استُخدم سابقًا لحفظ مقام إبراهيم عليه السلام، كأحد المقتنيات النادرة التي تروي تاريخًا إسلاميًا عريقًا، ويُعد أول نموذج زجاجي للمقام في العهد السعودي، حيث جاء قرار تصميم مقصورة زجاجية في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، لتمكين الناس من رؤية الآثار بوضوح داخل البناء، ونُفّذ هذا العمل في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، ومع ذلك، فإن القطعة الداخلية التي عرضت في البينالي لا تمثل الآثار الحقيقية لأقدام النبي، بل هي نسخة محاكاة استخدمت في متحف الحرمين لعرض المقام لفترة طويلة، وبرز هذا البناء التاريخي في البينالي كرمز للعناية المستمرة بالمقدسات الإسلامية، حيث أتاح للزوار فرصة التأمل في مجموعة مقتنيات تُعرض لأول مرة خارج مكة المكرمة والمدينة المنورة، ما جعل من بينالي الفنون الإسلامية منصة ثقافية فريدة تجمع بين الفن والإيمان.
التصميم الفائز بجائزة المصلى

كما شكل العمل الفائز بـ جائزة المصلى، الذي صممه تحالف يقوده استوديو إيست للهندسة المعمارية، جزءاً محورياً من المساحة الخارجية للمعرض، حيث استخدمت في بنائه بقايا أشجار النخيل المحلية، وتم استيحاء تصميمه من الفنون التقليدية في حياكة النسيج، كما عرضت أجزاء كاملة من التصميم الفائز بجائزة المصلى في معرض بعنوان "عابر متجذر"، أقيم بالتزامن مع المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة – بينالي البندقية، وهو ما أبرز مرونة هذا العمل المعماري الفريد من نوعه، وقابليته للتفكيك وإعادة التركيب والاستخدام بشكل متكرر.
إثراء المشهد الثقافي في جدة

وأسهم البينالي في إثراء المشهد الثقافي في جدة، من خلال تنظيم زيارات مدرسية متعددة، وتفعيل المساحات المشتركة بمشاركة شركات محلية، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، وبمساهمة فاعلة من شركاء من القطاع الخاص، وشهد البرنامج الثقافي لهذا العام إطلاق النسخة الأولى من منتدى "طُرُق: نكهات ومسارات"، الذي وفر مساحة لاستكشاف التنوع الثقافي الغني في فنون الطهي وتاريخ تنقلها بين مختلف المجتمعات والثقافات في العالم العربي وخارجه، إضافة إلى النسخة الافتتاحية من معرض MADE الذي جمع مصممين من مختلف أنحاء العالم وقدم حوارات شيقة حول الاتجاهات المعاصرة في عالم التصميم، إضافة إلى تقاطعاتها مع التراث الفني الإسلامي، هذا ولقد استقبل البرنامج التعليمي للبينالي أكثر من 23,110 من طلاب وطالبات المدارس، في حين شارك15,021 زائراً في أكثر من 446 برنامجاً ثقافياً، والتي شملت جولات فنية، وجلسات حوارية، ومنتديات، وورش عمل اجتماعية.