
خاص "هي": بينيديتا غيوني تقود "آرت دبي" برؤية، وهدف، وآفاق عالمية
منذ أن تولت منصب المدير التنفيذي لـ"آرت دبي" في عام 2015، قادت "بينيديتا غيوني" تحول المعرض إلى منصة نابضة بالحياة للحوار الثقافي والابتكار. من خلال تركيزها على المواهب الإقليمية والصلات العالمية، أعادت تعريف مفهوم المعرض الفني. ومع استعداد "آرت دبي" لنسخته لعام 2025، تتأمل "غيوني" في القيادة، الشمولية، وما ينتظر إحدى أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة.
ما المبادئ القيادية التي توجهك بصفتك مديرة تنفيذية لـ"آرت دبي"؟
بالنسبة لي، القيادة تعني الثقة بالحدس، والمرونة، والحوار المفتوح. في "آرت دبي"، يعني ذلك بناء شراكات مؤثرة مع المؤسسات، والقطاعين الحكومي والخاص، مع مواكبة نمو المشهد الثقافي في دبي. كل نسخة من المعرض تهدف إلى تقديم طاقة جديدة وآفاق عالمية، وهذا العام نرحب بمشاركة أكثر من 120 عارضا من 40 دولة.
يركز "آرت دبي" على دعم روايات الجنوب العالمي. كيف تحافظون على هذا التوجه في سوق فنية متغيرة؟
نحن ملتزمون بتمكين الأصوات التي لم تُسمع بالشكل الكافي. برامجنا، من العالم العربي وجنوب آسيا وخارجها، تسعى لتحدي التسلسلات الهرمية السائدة، وتسليط الضوء على تقاطعات فنية وتاريخية. في هذا العام، يقدّم قسم "آرت دبي مودرن" وللمرة الأولى فنانا من أمريكا اللاتينية، وهو الفنان الفنزويلي "داريو بيريز فلوريس"، في حوار بصري مع غرب آسيا وشمال إفريقيا.
باعتبارك امرأة في هذا المجال، كيف واجهتِ التحديات؟
حصلت على فرص مهنية رائعة بفضل عملي وقدراتي، لا بسبب جنسي أو رغما عنه. لكنني أعتقد أن الجمع بين الحياة العائلية والمهنية يبقى أصعب على النساء، وغالبا ما يتحملن الجزء الأكبر من هذه المسؤولية. أنا محظوظة بدعم زوجي وعائلتي وفريقي، وهو ما ساعدني على أداء دوري بأفضل ما يمكن.
كيف تطور "آرت دبي" تحت قيادتك لتلبية احتياجات المقتنين والمعارض والمنظومة الفنية الأوسع؟
باتت دبي اليوم المركز المحوري لسوق الفن الإقليمي، إذ تضم 90 في المئة من المعارض التجارية في الإمارات، ودور المزادات الكبرى، وقاعدة متنامية من المقتنين. وقد لعب "آرت دبي" دورا رئيسا في هذا التحول. عززنا تفاعلنا مع المقتنين عبر مساحات مخصصة للنقاشات والبرامج الخاصة، مثل "آرت سالون"، ودعمنا مشاريع مثل "دبي كولكشن". أما للمعارض، فنوفر منصة تجارية وفرصا للتجريب والتعاون. وسّعنا مقاربتنا التنظيمية، وعزّزنا برامج التكليف والتعليم لجميع المستويات.
كيف توازنين بين نجاح السوق والتطوير الفني الطويل الأمد؟
الفن والسوق كل منهما يغذي الآخر. كلما استثمرنا في الإبداع، أصبح السوق أكثر استدامة. نؤمن بإعادة تعريف مفهوم المعرض الفني. لا نكتفي باستضافة المعارض، بل نخلق لحظات للتبادل والاكتشاف. ندعم الجيل القادم عبر "كامبوس آرت دبي"، وبرامج بالتعاون مع "دبي للثقافة"، إلى جانب "برنامج الأطفال" الذي وصل إلى أكثر من 15,000 طالب عام 2024.
كيف أثرت نشأتك ضمن عائلة مقتنين في مسيرتك وقيمك في "آرت دبي"؟
بطرق متعددة، بعضها أدركه، وبعضها مغروس في طريقة رؤيتي للأشياء. أؤمن بأهمية الثقافة والجمال، والدور الجوهري للفنانين في التاريخ والمجتمع. لدينا جميعا مسؤولية جماعية للحفاظ على القيم التي تغرسها الثقافة وتدافع عنها.
ما النصيحة التي تقدمينها للنساء الشابات الساعيات إلى أدوار قيادية في عالم الفن؟
ثقن بحدسكن، وابقين فضوليات، ولا تخفن من أخذ المساحة التي تستحققنها. العالم الفني، كغيره من القطاعات، قد يبدو مخيفا أحيانا، لكن رؤيتكن لها قيمة. أحطن أنفسكن بمن يلهمكن، وواصِلن طرح الأسئلة، فالطريق إلى النجاح ليس موحدا. المسيرة الأكثر تشويقا هي غالبا تلك التي تصنعينها بنفسك.
ما أبرز المحطات والفعاليات الجديدة التي يمكن أن نتوقعها في "آرت دبي 2025"؟
"آرت دبي" يتطور باستمرار، و2025 سيحمل لحظات استثنائية. نطلق شراكة جديدة مع "السركال أفنيو"، تبدأ مع الفنان المكسيكي "هيكتور زامورا" الذي سيقدم أداء ملهما حول مفاهيم التحرر والتحول، إلى جانب تركيب فني في "السركال".
المنتدى العالمي للفن يعود تحت إشراف "شومون بصر" وبتنسيق Y7، بعنوان "الطبيعي الجديد الجديد"، لطرح أفكار حول تحولات الثقافة والاقتصاد. كما نغوص في التكنولوجيا أكثر من خلال "القمة الرقمية" التي تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي والفن الرقمي على الإبداع، بقيادة المنسق "غونزالو هيريرو ديليكادو". نتوقع نسخة ديناميكية بامتياز، مليئة بالأفكار الجريئة، والحوارات العميقة، وطرق جديدة لتجربة الفن.