إلهام علي مصدر للإلهام..  النور الذي لا يخبو في أعين الجيل الجديد

خاص "هي": إلهام علي مصدر للإلهام.. النور الذي لا يخبو في أعين الجيل الجديد

رهف القنيبط
15 مايو 2025

في فضاء تتزاحم فيه الأسماء وتتقاطع الوجوه، تتفرّد الفنانة السعودية إلهام علي بحضور لا يخبو، ووهج لا تزيله الأيام. لم تكن يوما مجرد اسم يمر على الشاشة كغيره، بل كانت ولا تزال من تلك القِلة النادرة التي لا يقتصر أثرها على موهبتها التمثيلية، بل يتعدّاها إلى حضور إنساني صادق، يسبق الكاميرا ويتجاوز حدود المشهد. حضورها يمنح طمأنينة صامتة لا تطلب التصفيق، لكنها تترك أثرا لا يُنسى. معها، يصبح الفن رسالة والدعم مسؤولية، والعطاء امتدادا طبيعيا للدور الذي تؤديه، في الحياة كما على الشاشة.

نحتفي اليوم بإلهام، بصفتها مصدرا حقيقيا لإلهام الجيل الجديد. فليس خافيا على المتابع ما تقدّمه من دعم ومساندة للمواهب الصاعدة في الدراما الخليجية عموما، والسعودية على وجه الخصوص؛ إذ بات حضورها يتجاوز حدود الأداء ليغدو امتدادا من للثقة والتشجيع، والمشاركة الصادقة في بناء مستقبل أكثر إشراقا للفن.

وعلى ذلك، تتحدث مها الغزال التي جسّدت دور ابنتها في مسلسل "شارع الأعشى" عن علاقة تجاوزت حدود المشهد، لتغدو عِشرة فنية وإنسانية، فيها من الحنان بقدر ما فيها من الحزم والاحتواء. أما جود السفياني وميرال مصطفى، فقد التقتا بإلهام في "خريف القلب"، حيث أدّت فيه دور والدتهما، فجمعت بين الواقع والدور بصورة شبه متطابقة؛ صورة الأم الراعية، والداعمة، والتي تحيط من حولها بالثقة والطمأنينة. في شهادتهما، ترى كل منهما في إلهام بوصلة هادئة وسط فوضى البدايات، ووجها يُشبه الأمل حين يتجسّد على هيئة امرأة تعرف من أين تبدأ، وإلى أين تمضي.

من اليمين لليسار:  مها: بليزر أزرق سماوي طويل من علامة "جوب" Jubb  فستان كحلي لدى متاجر رباعيات  ميرال: بليزر رمادي وجينز أزرق لدى متاجر رباعيات  جود: الإطلالة كاملة لدى متاجر رباعيات
من اليمين لليسار:  
مها: بليزر أزرق سماوي طويل من علامة "جوب" Jubb  فستان كحلي لدى متاجر رباعيات
 ميرال: بليزر رمادي وجينز أزرق لدى متاجر رباعيات
 جود: الإطلالة كاملة لدى متاجر رباعيات

 

مها الغزال: إلهام هي أمي الفنية

في مشهدٍ درامي يتسارع إيقاعه، تبرز وجوه شابة تحمل في ملامحها وعدا بمستقبل أكثر عمقا وصدقا. الممثلة السعودية الواعدة مها الغزال إحدى هذه الوجوه التي بدأت ترسم لنفسها حضورا خاصا، لا يعلو بالصوت، بل يرسخ بالصدق.

بالنسبة لمها يتجاوز حضور إلهام علي على الشاشة ليصبح أثرا لا يمحى، لم ترَ في إلهام مجرد شريكة في العمل، بل روحا راعية، وأما فنية من نوع خاص.

في كواليس مسلسل "شارع الأعشى"، حيث جسّدت مها دور "مزنة" ابنة الشخصية التي قدّمتها إلهام، لم تكن العلاقة بينهما تمثيلية فحسب، بل امتدت لتصبح لحظة تحوّل حقيقية في حياة مها الفنية.

بليزر أزرق سماوي طويل من علامة "جوب" Jubb  فستان كحلي لدى متاجر رباعيات
بليزر أزرق سماوي طويل من علامة "جوب" Jubb  
فستان كحلي لدى متاجر رباعيات


تصفها قائلة: "إلهام علي كانت أكثر من موجّهة، كانت الأم التي رعت خطواتي الأولى. في كل لحظة، كانت تمدّني بالقوة، وتحيطني باهتمام لا يُشبه المجاملة، بل ينبع من صدق داخلي لا يُشترى. كانت ترشدني، وتؤمن بي حتى قبل أن أؤمن بنفسي".

وتتذكر مها مشهدا مفصليا ترك في نفسها أثرا لا يُنسى: "كنت أصوّر مشهدا معقدا عاطفيا، شخصية مزنة كانت على حافة الانهيار. بعد تصوير اللقطة العامة، حان وقت التصوير القريب، ولم تكن إلهام مطلوبة ضمن الكادر. كان طُلب منها أن تأخذ استراحة، لكنها رفضت. اختارت أن تبقى، واقفة خارج الكاميرا، فقط كي تمنحني عينيها. تلك النظرة كانت كل ما أحتاج إليه. ثم اقتربت وهمست لي: "كوني أكثر، اشعري أكثر"، تلك اللحظة لم تكن تمثيلا، بل كانت دعما حقيقيا لا يُنسى".

بالنسبة إلى مها، تلك الجملة تلخّص هوية إلهام: "فنانة تمنح من دون أن تطلب، وتزرع في من حولها شعورا بالأمان والقدرة. لم تكن موجودة فقط في المشهد، بل كانت موجودة لأجلي".

لكن تأثير إلهام لم يقتصر على لحظة واحدة أو مشهد بعينه. تضيف مها: "إلهام علي تحمل رسالة أكبر من أدوارها. فهي تؤمن بأن الطريق لا يُشقّ وحده، وأن نجاح امرأة واحدة يمكن أن يكون بوابة لعشرات الأخريات. في أول يوم تصوير، قالت لنا: أنا هنا لأجلكم. نحن النجوم الكبار مهمتنا أن نفتح المجال. أنتم أبطال هذا العمل. شعرت وقتها بأنني لا أمثل فقط، بل أحمل مسؤولية، وهذا أعطاني دفعة لم أكن أتوقعها".

ميرال مصطفى: إلهام علي أيقظت في داخلي الشغف من جديد

من بين الأصوات الجديدة التي بدأت تشق طريقها بثقة في الدراما السعودية، تلمع ميرال مصطفى بحضور يشبه النسيم، هادئ لكنه يترك أثرا. لا تسعى للضوء بقدر ما تسعى للصدق، تؤمن بأن التمثيل ليس أداء محفوظا، بل لحظة حقيقية تُعاش بكامل الإحساس.

في "خريف القلب"، قدّمت أولى خطواتها الكبرى مع الفنانة السعودية إلهام علي، لم تكن خطوة مترددة، بل بداية واعدة لصوت نسائي شاب يحمل في داخله شغفا يتجاوز حدود الدور.

تتحدث الممثلة الصاعدة ميرال مصطفى لـ"هي" عن إلهام ليس فقط كنجمة درامية لامعة، بل بصفتها أثرا حيّا وملهما لمسيرة فنية بدأت في التشكّل.

بليزر رمادي وجينز أزرق لدى متاجر رباعيات
بليزر رمادي وجينز أزرق لدى متاجر رباعيات


تابعت ميرال منذ سنوات أعمال إلهام بشغف، ووجدت في أدائها مساحة تتجاوز حدود الشاشة، كما تقول: "منذ أن بدأت أتابع أعمالها، كنت أسرح في أدائها، وكأنني أعيش المشهد معها. لم تكن مجرّد ممثلة، بل كانت تجربة. وشيئا فشيئا، أصبحت أحرص على متابعة كل ما تشارك فيه، حتى ألهمتني أن أبحث وأتعمق في عالم التمثيل نفسه. إلهام من أولئك الفنانين الذين يضيفون، سواء على الشاشة أو خلف الكواليس، وتلهم كل من لديه بذرة موهبة أو شغف بالفن".

حين رُشّحت ميرال لتجسيد شخصية "شوق" في مسلسل "خريف القلب" إلى جانب إلهام، شعرت بأن حلقة من الحلم بدأت تكتمل. "منذ لقائنا الأول، عاملتني إلهام كأنني نجمة من الصف الأول. كانت تشاركني خبرتها، وتدعمني، وتغمرني بثقتها، من أول مشهد حتى آخر يوم تصوير. حضورها، وشغفها، وحبها لعملها، كلها أمور انعكست عليّ مباشرة. كانت السبب في أنني اليوم أشعر بطاقة أكبر ورغبة حقيقية في أن أعطي أكثر، وأسعى لأتطور أكثر".

بالنسبة لميرال، وجود إلهام على الشاشة يتجاوز التمثيل: "وجود فنانة مثل إلهام مهم جدا لنا نحن مبدعي المنطقة. في كل مرة تظهر على الشاشة، تعيش الدور بأكمله، وكأنها لا تمثّل بل تعيش. قدرتها على التنقل بين الشخصيات، واختياراتها الدقيقة، وأداؤها الصادق، وحضورها الطاغي، وتواضعها، كل هذا يجعلها مختلفة. فهي تُشعرك بأن الفن صدق قبل أن يكون حرفة".

جود السفياني: رأيت في إلهام مرآة للقوة

من بين الوجوه الصاعدة التي بدأت ترسم حضورها بثقة في الدراما السعودية، تبرز جود السفياني ممثلة شابة استطاعت أن تتنقل بين أعمال متنوّعة، درامية وسينمائية، لتصوغ لنفسها أسلوبا خاصا في الأداء. بدأت من "الميراث"، وشاركت في عدد من الأعمال، كما ظهرت في عدد من الأفلام، لتؤكد أن حضورها لا يقتصر على الشاشة الصغيرة.

في مسلسل "خريف القلب"، جمعها الدور بالفنانة إلهام علي، تجربة تصفها جود بأنها أكثر من مجرّد تعاون مهني، بل لحظة فارقة أعادت تعريف علاقتها بالفن والطموح. إذ رأت فيها أكثر من ممثلة مخضرمة؛ رأت فيها مرآة للقوة، ورسالة خفية تقول لكل فتاة: أنتِ هنا، وصوتك مسموع.

الإطلالة كاملة لدى متاجر رباعيات
الإطلالة كاملة لدى متاجر رباعيات


عند سؤالها عن الأثر الذي تركته إلهام علي في رحلتها الفنية، لا تتردد جود في وصفه بـ"التحوّل العميق في فهمها للفن"، قائلة: "إلهام علي كانت من أوائل الشخصيات التي جعلتني أشعر بأن الفن ليس مجرد تمثيل، الفن رسالة وحضور وثقة بالنفس. كنت أراها تكسر الصور النمطية بهدوء وأناقة، وهذا جعلني أصدق أكثر أن كل وحدة منا تستطيع أن تصنع لها طريقها الخاص، ولو كان مختلفا عن المعتاد. إلهام شجعتني على أكون نفسي أكثر، وأمشي بطموحي وأنا مرفوعة الرأس".

لكن تأثير إلهام لا يقتصر على الكواليس، بل يمتد إلى كل إطلالة لها على الشاشة، حيث تمثّل بصوتها ووقفتها حلم كل فتاة في المنطقة: "وجود إلهام على الشاشة بالنسبة إلي أكثر من مجرد تمثيل، كأنها تهمس لكل بنت سعودية وخليجية: مكانك محفوظ، وصوتك مسموع، أحلامك كبيرة، عندما أراها، أتذكر أن حدودنا ليست جغرافية. حدودنا السماء إذا آمنا بأنفسنا. هي تمثلني بطريقة راقية وحقيقية في آن واحد".

وحين يُطلب منها تلخيص أثر إلهام في جملة واحدة، تقول: "إلهام بالنسبة للجيل الجديد مثل النور الذي يكبر بهدوء، تثبت لنا كل يوم أن الحلم مهما كان بعيدا، باستطاعته أن يصبح أقرب بالإيمان والتعب والنية الصافية".

Credits

    اعداد: Rahaf Alqunaibet

    اخراج ابداعي وأزياء:Ninorta Malke

    تصوير: Anas Alfozan

    مكياج: Daad

    تصفيف الشعر: Jessy

    مساعد الانتاج: Ahmed al Omar