كيف تحولت مدينة سان تروبيه الفرنسية إلى واجهة سياحية للمشاهير على يد الأيقونة بريجيت باردو؟
شكل رحيل الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو في مدينة سان تروبيه مصدر حزن للكثير من محبي السينما، وكذلك لمسيرتها التي حملت قدرا كبيرا من التمرد والرغبة في رسم حريتها بشكل كامل، لكنها في الوقت نفسه حملت رسالة جديدة عن مدى ارتباط الممثلة الراحلة بالمدينة الفرنسية التي تحولت إلى واحدة من أشهر البلدات في الريف الفرنسي، بسبب الدور الذي لعبته بريجيت باردو، والذي وضع لها تمثالا هناك، لتصبح سان تروبيه وجهة سياحية مهمة للكثير من النجوم والمشاهير، وكذلك للسياح حول العالم.
مدينة سان تروبيه تودع بريجيت باردو
لعبت بريجيت باردو دورا استثنائيا في شهرة مدينة سان تروبيه على مدار ما يقارب 65 عاما، حيث اتخذت الممثلة الفرنسية قرارا بأن تصبح سان تروبيه مكان إقامتها الدائم، وهو ما انعكس على المدينة التي باتت وجهة خاصة للسياح والنجوم، لذلك نعى مسؤولو سان تروبيه الممثلة الراحلة بعد دقائق قليلة من الكشف عن وفاتها، فبحسب CNN وزعت سان تروبيه بيانا وداعيا بكلمات مؤثرة، تم التأكيد من خلالها على أن بريجيت باردو ستظل أيقونة السينما الفرنسية وشخصية عالمية، وأن اسمها سيظل مرتبطا إلى الأبد بمدينة سان تروبيه التي كانت سفيرتها الأكثر إشراقا.

وأشار البيان إلى التأثير اللامع للممثلة الشهيرة من خلال حضورها وشخصيتها والجاذبية التي كانت دائماً مصدر إلهام للعديد من صناع السينما، بالإضافة إلى بصمتها في تاريخ المدينة بعدما كانت سببا في جعل سان تروبيه تتألق في جميع أنحاء العالم، بحسب البيان الذي أكد كذلك أن بريجيت باردو تنتمي الآن إلى الذاكرة الجماعية للمدينة، والتي يجب الحفاظ عليها، وأن روحها ستظل حاضرة في قلوب سكانها.

سان تروبيه تحولت إلى وجهة سياحية على يد بريجيت باردو
بدأت قصة بريجيت باردو مع سان تروبيه بشكل مبكر، حيث كانت تمتلك أسرتها منزل "لا سارافيا" لقضاء العطلات، وهو محاط بالنباتات والزهور في شارع دي لا ميزيريكورد، لكن تلك الزيارات كانت محدودة مع العائلة، وفي عمر الـ16 بدأت مرحلة مهمة في حياتها، حيث التقت لأول مرة في سان تروبيه مع روجيه فاديم، الذي تزوجته بعد فترة عقب قصة حب سريعة، ليبدأ الثنائي التحضير لفيلم استثنائي تلعب فيه بريجيت دور البطولة، وهو فيلم Et Dieu… créa la femme الذي عرض لأول مرة عام 1956.

غير الفيلم مسيرة بريجيت باردو وكذلك مدينة سان تروبيه التي ارتبطت بها الممثلة الفرنسية، لاسيما أن مواقع تصوير الفيلم كشفت عن سحر المدينة، بداية من شاطئ بامبلون في راماتويل، الذي سيتحول لاحقا إلى نادي 55 الشهير الذي يزوره عدد كبير من النجوم والمشاهير حول العالم عند زيارة الريفييرا الفرنسية، لتضع المدينة على طريق الشهرة وتجذب النجوم والراغبين في اكتشاف الأماكن التي تم تصوير الفيلم فيها.

بريجيت باردو تعيش في سان تروبيه
بعد هذا النجاح والتأثير الكبير لفيلمها وارتباطها بسان تروبيه، قررت بريجيت باردو شراء منزل "لا مادراغ" الذي كان معروضا للبيع على الواجهة البحرية بالقرب من شاطئ كانيبييه عام 1958، ليصبح بعد ذلك مكانها المفضل للحفلات الباذخة التي كانت محط اهتمام الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية، وهو ما زاد من شهرة المدينة ورغبة السياح والمشاهير في زيارتهاوبعد ذلك اختار الإقامة في سان تروبيه كل من الممثل آلان ديلون، والمغني الفرنسي الشهير، والممثل والمنتج جان بول بلموندو، لتصبح المدينة واحدة من أشهر الوجهات التي يرغب الجميع في اكتشافها.

بريجيت باردو تحول منزلها إلى متحف في سان تروبيه
بعد الليالي الساهرة والحالمة في منزلها الشهير الذي شهد حضور قائمة كبيرة من الأسماء البارزة في سان تروبيه، قررت بريجيت باردو اتخاذ خطوة استثنائية، وهي التبرع بالمنزل عام 1986 لمؤسستها الخيرية التي تهتم بحقوق الحيوان، والتي كرست لها حياتها بعد اعتزالها التمثيل وتركها الفن بشكل كامل في السبعينات، لتنجح الممثلة الفرنسية في كسب مساحة كبيرة من الاحترام والدعم بسبب التزامها بتلك القضايا.

وعلقت بريجيت باردو في إحدى مذكراتها على قرار التبرع بالمنزل وتحويله إلى متحف، معتبرة أن الخطوة لم تكن لتمجيد نفسها، بل لإنشاء متحف يعكس شخصيتها، ويعيد سرد حياتها ودورها في رعاية الحيوانات، مؤكدة أن كل ما كانت ترغب فيه قد تحقق، وأن كل شيء في "لا مادراغ" سيبقى كما هو، من أثاث ومنحوتات وأشياء ذات قيمة، وفي عام 1992 اعترف مجلس الدولة الفرنسي بـ"لا مادراغ" كعقار ذي أهمية عامة.

نجوم العالم في سان تروبيه
مدينة سان تروبيه الساحلية الخلابة، وعلى مدار السنوات الطويلة الماضية، وبفضل النجاح المؤثر للنجمة بريجيت باردو في وضع المدينة في الواجهة، تحولت كذلك إلى مكان مختار لإقامة حفلات الزفاف، بداية من زفاف بريجيت باردو نفسها على رجل الأعمال الألماني غونتر ساكس عام 1966.

كما أقام توم كروز وكاتي هولمز حفل استقبال خاص بعد زفافهما حضره عدد كبير من النجوم والمشاهير في سان تروبيه عام 2006، كما جدد ديفيد بيكهام وفيكتوريا بيكهام عهود زواجهما عام 2018 في منزلهما بسان تروبيه، ونظم الممثل ريان رينولدز والممثلة بليك ليفلي حفل استقبال بعد زفافهما في عقار خاص في سان تروبيه، وهي المدينة التي يزورها كذلك عدد كبير من النجوم سنويا، من مشاهير المنطقة العربية ونجوم معروفين حول العالم.

سان تروبيه مدينة تتميز بالعديد من المعالم السياحية التي يفضلها السياح، ومن بينها ميناء فيو أو الميناء القديم، الذي يقع في قلب مدينة سان تروبيه، ويتميز بزوارق الصيد الصغيرة واليخوت العصرية الراسية فيه، كما يبيع الفنانون لوحات ملونة تصور مشاهد من سان تروبيه. أما لابونش، أو المدينة القديمة، فهي من بين الأماكن الشهيرة في المنطقة، وتعد المركز التاريخي لقرية صيد الأسماك.
الصور من حسابات النجوم والمدينة ومؤسسة بريجيب باردو على انستجرام وفيس بوك.