من السماء تُروى الحكاية.. كل ما تريدون معرفته عن تجربة التحليق «Flying Over Saudi» في موسم الرياض

من السماء تُروى الحكاية.. كل ما تريدون معرفته عن تجربة التحليق «Flying Over Saudi» في موسم الرياض

محمد حسين

في كل موسم، ينجح موسم الرياض في إعادة تعريف مفهوم الترفيه، ليس عبر كثافة الفعاليات فحسب، بل من خلال تجارب تُلامس الخيال وتوسّع حدود الإدراك. ومع انطلاق تجربة Flying Over Saudi في بوليفارد سيتي، يدخل الزائر فصلًا جديدًا من الترفيه الغامر، حيث يصبح التحليق فوق المملكة ممكنًا… ولو لثماني دقائق فقط.

حين تتحوّل الجغرافيا إلى حكاية بصرية

منذ اللحظة الأولى، لا تقدّم تجربة Flying Over Saudi نفسها كعرض بصري تقني، بل كرحلة مكتملة العناصر، تنقل الزائر من موقع المتفرّج إلى موقع المسافر. هنا، لا تُشاهَد السعودية من الأرض، بل من السماء، حيث تنكشف تضاريسها المتنوعة في مشاهد بانورامية تأخذ الأنفاس، من الشمال إلى الجنوب، ومن السواحل إلى عمق المدن.

تحليق يعانق الحواس… «Flying Over Saudi» فصل جديد من تجارب موسم الرياض
تحليق يعانق الحواس… «Flying Over Saudi» فصل جديد من تجارب موسم الرياض

تأخذ الرحلة البصرية الزوّار في جولة تحلّق فوق الصحارى الشاسعة، والجبال الشامخة، والسواحل الممتدة، وصولًا إلى البيئات الحضرية الحديثة التي تعكس التحوّل العمراني المتسارع في المملكة. وفي مشاهد خاصة، يحظى الزائر بفرصة مشاهدة الحرمين الشريفين من منظور جوي مهيب، يضفي على التجربة بعدًا روحانيًا يختلط فيه الإبهار البصري بخشوع اللحظة.

عرض سينمائي استثنائي.. التفاصيل تصنع الفارق

ما يميّز Flying Over Saudi ليس الفكرة وحدها، بل مستوى التنفيذ الذي يرتقي بالتجربة إلى مصاف العروض السينمائية العالمية. يُعرض الفيلم الجوي بدقة 8K فائقة، عبر لقطات أُنتجت خصيصًا لإبراز أدق التفاصيل، من تموّجات الرمال إلى تدرّجات الألوان في البحر والسماء، ومن حركة المدن إلى سكون الطبيعة.

هذه الجودة العالية لا تمنح الزائر صورة جميلة فحسب، بل إحساسًا بالعمق والاتساع، وكأن العين تلامس المشهد لا تكتفي بمشاهدته. ومع تكامل الصورة مع المؤثرات الصوتية المصمّمة بعناية، تتحوّل الرحلة إلى حالة اندماج كامل، تُمحى فيها المسافة بين الواقع والخيال.

حين تشارك الحواس في الرحلة

تستمر كل جولة في تجربة Flying Over Saudi قرابة ثماني دقائق، لكنها دقائق مكثفة تُصمَّم لتُعاش بكل الحواس. فإلى جانب الصورة والصوت، تعتمد التجربة على مؤثرات حسية متعددة تشمل حركة الهواء، ورذاذ الماء، وروائح مستوحاة من البيئات الطبيعية المعروضة، ما يضيف بعدًا واقعيًا يجعل الزائر يشعر وكأنه يحلّق فعليًا فوق المشاهد.

كما تُفعّل حركة المقاعد بطريقة مبتكرة تتماشى مع مسار الرحلة الجوية، فتتحرّك بانسيابية تحاكي التحليق والانعطاف والهبوط، في تجربة تفاعلية تزيد من الإحساس بالواقعية من دون أن تفقد الزائر شعوره بالأمان والراحة. هذا التكامل بين التقنيات المرئية والصوتية والحسية يضع Flying Over Saudi في فئة التجارب الغامرة التي لا تُشاهَد فقط، بل تُعاش.

ثماني دقائق فوق الدهشة… «Flying Over Saudi» تأخذك في جولة عبر سماء المملكة
ثماني دقائق فوق الدهشة… «Flying Over Saudi» تأخذك في جولة عبر سماء المملكة

هوية بصرية محلية… التقنية في خدمة القصة

رغم اعتمادها على أحدث تقنيات العرض، تحافظ تجربة Flying Over Saudi على هوية بصرية محلية واضحة، تجعل من الرحلة احتفاءً بالمكان لا مجرد استعراض تقني. فاختيار مواقع التصوير، وزوايا اللقطات، وتسلسل المشاهد، جميعها تصبّ في تقديم سرد بصري يعكس تنوّع المملكة وغناها الجغرافي والثقافي.

من المدن الحديثة التي تنبض بالحياة، إلى القرى والمناطق الطبيعية التي تحتفظ بسكونها وجمالها، ترسم التجربة خريطة بصرية للمملكة تُظهر امتدادها وتنوّعها في زمن قياسي. إنها دعوة لإعادة اكتشاف السعودية من زاوية جديدة، تُبرز التوازن بين الأصالة والتحديث، وبين الطبيعة والمدينة.

تجربة ترفيهية بمعايير عالمية

يأتي إطلاق Flying Over Saudi ضمن توجه أوسع يتبناه موسم الرياض، يهدف إلى تقديم تجارب ترفيهية نوعية قائمة على الابتكار وتوظيف أحدث التقنيات العالمية. فالموسم لم يعد مجرد حدث ترفيهي موسمي، بل منصة رائدة لصناعة التجارب الحديثة، تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها، وتضع الرياض على خريطة الترفيه العالمية.

وتُعد هذه التجربة مثالًا واضحًا على هذا التوجّه، حيث تجمع بين الترفيه والمعرفة، وبين المتعة والاكتشاف، لتقدّم للزائر محتوى غنيًا يعرّفه بجمال الوجهات السعودية وتنوّعها، بأسلوب عصري يناسب مختلف الأعمار والثقافات.

رحلة قصيرة… وذاكرة طويلة

قد لا تتجاوز مدة التجربة ثماني دقائق، لكنها تترك أثرًا طويل الأمد في ذاكرة الزائر. فهي لا تكتفي بإبهار العين، بل تزرع فضولًا ورغبة في زيارة تلك الأماكن على أرض الواقع، واكتشافها عن قرب. ومن هنا، تتحوّل Flying Over Saudi من تجربة ترفيهية إلى أداة إلهام سياحي، تشجّع على استكشاف المملكة بعيون جديدة.

السعادة بانتظار الزوار في موسم الرياض 2025 وتجارب لا حصر لها
السعادة بانتظار الزوار في موسم الرياض 2025 وتجارب لا حصر لها

موسم الرياض… حين يصبح الترفيه لغة عالمية

مع كل إضافة نوعية، يؤكد موسم الرياض مكانته كأحد أبرز مواسم الترفيه في العالم، قادرًا على تقديم محتوى ينافس كبرى العواصم العالمية، مع الحفاظ على هوية محلية واضحة. وتجربة Flying Over Saudi ليست سوى فصل جديد في هذه الحكاية، فصل يكتب بلغة الصورة، ويُحكى من السماء.

في النهاية، لا يمكن النظر إلى Flying Over Saudi كعرض عابر، بل كتجربة تعبّر عن مرحلة جديدة في صناعة الترفيه في المملكة، حيث تلتقي التقنية بالرؤية، ويصبح التحليق فوق الوطن وسيلة لرؤيته بوضوح أكبر… وبقلبٍ مفتوح على الدهشة.