وجهات سياحية عالمية ارتبطت برحلات الاستشفاء والنقاهة

ملاذات الشفاء الملكية.. وجهات سياحية عالمية ارتبطت برحلات الاستشفاء والنقاهة

عبد الرحمن الحاج

لطالما كانت العائلات الملكية تبحث عن الملاذ الآمن، الذي يوفر لها الهواء النقي والخصوصية التامة، بعيداً عن صخب القصور الرسمية ومسؤوليات الحكم المرهقة، ومع تصاعد الاهتمام العالمي بـ "سياحة الاستشفاء"Wellness Tourism ، تبرز مجموعة من الوجهات التي لم تكن مجرد أماكن لقضاء العطلات، بل كانت مراكز للنقاهة الملكية بفضل مناخها الفريد وطبيعتها الساحرة.

من جبال النرويج الباردة وصولاً إلى ريف بريطانيا الهادئ وشواطئ البرتغال، نأخذكِ في جولة سياحية استثنائية لاستكشاف الوجهات التي قصدها الملوك لاستعادة عافيتهم.

"أديلايد كوتيدج" في وندسور.. رئة كيت ميدلتون نحو التعافي

أديلايد كوتيدج" في وندسور
أديلايد كوتيدج  في وندسور

في العام الماضي، وتحديداً أثناء رحلة علاجها من مرض السرطان، اختارت أميرة ويلز، كيت ميدلتون، البقاء في "أديلايد كوتيدج" (Adelaide Cottage) الواقع في قلب حديقة وندسور الكبرى، هذا المنزل الريفي ليس مجرد مسكن فخم، بل هو وجهة سياحية وتاريخية في حد ذاته، حيث يوفر للأميرة ميزة العلاج الطبيعي بالخضرة.

Adelaide Cottage
Adelaide Cottage

تتميز المنطقة المحيطة بالمنزل بمسارات مشي خاصة ومعزولة وسط الأشجار العتيقة، مما يسمح للأميرة بالاستمتاع بالهواء النقي بعيداً عن عدسات المصورين، السياحة في هذه المنطقة تعتمد على السكينة البصرية، حيث تساعد الإطلالات الطبيعية الشاسعة على تقليل مستويات التوتر وتحفيز جهاز المناعة، وهو ما كان ركناً أساسياً في رحلة نقاهة كيت بعيداً عن ضجيج لندن.

أنمر هول في نورفولك سر كيت ميدلتون

أنمر هول في نورفولك سر كيت ميدلتون
أنمر هول في نورفولك سر كيت ميدلتون

لم تكتفي أميرة ويلز أثناء رحلة علاجها ونقاهتها بالبقاء في أديلايد كوتيدج، بل أمضت فترة طويلة أيضًا في منزلها الريفي "أنمر هول" في نورفولك.

يُعد أنمر هول نموذجاً لما تطلبه المرأة الملكية في رحلة الاستشفاء، فهو محاط بغابات كثيفة ومسارات للمشي بعيدة عن الأعين، تتميز مقاطعة نورفولك المحيطة بالمنزل بهوائها النقي ومناظرها الطبيعية المفتوحة التي تمتد حتى السواحل القريبة، مما يوفر للأميرة رئة طبيعية تساعدها على التأمل واستعادة نشاطها البدني.

أنمر هول في نورفولك
أنمر هول في نورفولك

"ساندريغهام" والبحث عن الهدوء.. ملاذ الملك تشارلز الثالث

في الوقت الذي أعلن فيه الملك تشارلز الثالث عن إصابته بالسرطان، اختار ضيعة "ساندرينغهام"  في نورفولك لتكون مقراً لنقاهته بين جلسات العلاج، تشتهر نورفولك بمناخها البحري المنعش ومساحاتها المفتوحة التي تمتد حتى الساحل.

 ضيعة "ساندرينغهام
ضيعة ساندرينغهام

قضى الملك فترات طويلة في المشي في غابات الضيعة الشاسعة، وهي ممارسة تُعرف بـ "حمام الغابة" بالنسبة للسائح، توفر منطقة نورفولك تجربة استشفائية فريدة، حيث الهواء المشبع برذاذ البحر الممزوج برائحة أشجار الصنوبر، مما يساعد على تنقية الجهاز التنفسي ومنح الجسم طاقة إيجابية متجددة، وهو النهج الذي فضله الملك لضمان توازنه الجسدي والنفسي.

جزيرة ماديرا البرتغالية.. حلم الإمبراطورة "سيسي" بالشفاء

تُلقب جزيرة ماديرا بحديقة الأطلسي
تُلقب جزيرة ماديرا بحديقة الأطلسي

تُلقب جزيرة ماديرا بحديقة الأطلسي، وهي الوجهة التي ارتبطت بواحدة من أشهر قصص النقاهة الملكية في التاريخ، وهي قصة الإمبراطورة إليزابيث "سيسي" نمساوية الأصل، ففي منتصف القرن التاسع عشر، وبعد إصابتها بوعكة صحية حادة في الرئة، نصحها الأطباء بمناخ ماديرا المعتدل والدافئ طوال العام.

أقامت الإمبراطورة في الجزيرة لفترات طويلة، وكانت تقضي أيامها في السير عبر مسارات الري المائية التي تخترق الغابات الكثيفة، تتميز ماديرا برطوبتها المتوازنة وهواؤها المشبع ببروميد المحيط، مما يجعلها وجهة سياحية علاجية مثالية حتى يومنا هذا للمرأة التي تبحث عن الاستجمام الصحي في بيئة طبيعية فريدة.

سان موريتز.. "رئة" سويسرا التي تعشقها الملكات

سان موريتز
سان موريتز

تعتبر مدينة "سان موريتز" في سويسرا الوجهة التاريخية الأولى للنقاهة الملكية لمن يعانون من الإرهاق أو مشاكل التنفس، هذه المدينة الواقعة على ارتفاع 1856 متراً، اشتهرت بهوائها النقي الذي يُطلق عليه "مناخ الشمبانيا" نظراً لتأثيره المنعش.

كانت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية وأفراد من العائلة المالكة البريطانية يفضلون جبال الألب السويسرية بحثاً عن الهواء الجاف والقوي، توفر سان موريتز اليوم منتجعات استشفائية عالمية تعتمد على العلاج بالمناخ، حيث يساعد نقص الأكسجين الطفيف في المرتفعات على تحفيز إنتاج كرات الدم الحمراء، مما يمنح الجسم "ديتوكس" طبيعي ونشاطاً استثنائياً.

منطقة "أسكر" النرويجية.. هدوء ميت ماريت بجوار سكاوغوم

منطقة "أسكر" النرويجية
منطقة "أسكر" النرويجية

منطقة "أسكر" التي يقع فيها منزل الأميرة ميت ماريت "سكاوغوم"، تُعد من أجمل الوجهات السياحية الاستشفائية في شمال أوروبا، تتميز المنطقة بوجود بحيرة سيمسفان وجبال سكاغومساسين، وهي الوجهة التي اختارها الأمير هاكون وزوجته لقضاء فترات نقاهتهما بعيداً عن رسميات القصر في أوسلو.

السياحة في هذه المنطقة تعتمد على فلسفة الحياة في الهواء الطلق، حيث الغابات الكثيفة والهواء البارد الذي يعمل على تقوية جهاز المناعة، إنها وجهة مثالية للمرأة التي تسعى لاكتشاف جماليات نمط الاستشفاء الذي يعتمد على الاندماج التام مع الطبيعة البكر.

مدينة ماريانسكي لازني.. الينابيع الملكية للملك إدوارد السابع

مدينة ماريانسكي لازني
مدينة ماريانسكي لازني

تقع هذه المدينة في جمهورية التشيك، وهي وجهة تاريخية بامتياز لكل من يبحث عن الاستشفاء المائي، كانت الوجهة المفضلة للملك إدوارد السابع ملك بريطانيا، الذي زارها تسع مرات خصيصاً للاستشفاء.

تتميز المدينة بينابيعها المعدنية التي تُستخدم في الشرب والاستحمام العلاجي، السياحة هنا تأخذكِ إلى العصر الفيكتوري بحدائقها المنظمة وهندستها المعمارية الكلاسيكية، مما يجعلها رحلة نقاهة متكاملة للجسد والروح، حيث الهدوء والخصوصية التي ميزت زيارات الملوك عبر العصور.