مغامرات شتوية استثنائية بين الجبال… ماذا ينتظركم في مهرجان شتانا في حتّا؟
مع حلول ديسمبر، تنبض منطقة حتّا بطاقة مختلفة، حيث تلتقي الجبال الصامتة بالبحيرة الهادئة لتشكّل لوحة طبيعية مهيّأة لاستقبال مهرجان "شتانا في حتّا" الذي يعود هذا العام بروح أكثر إشراقًا وتنظيمًا وجاذبية. يمتد المهرجان على مساحة ثلاثة هكتارات على ضفاف بحيرة ليم، ويحوّل المكان إلى احتفالية شتوية تستقبل الزوار حتى 28 ديسمبر، من خلال أجواء تجمع الترفيه والثقافة والفن والطبيعة في تجربة يصعب نسيانها.
حين يتحوّل الشتاء إلى قصة تحت سماء حتّا
الموقع بكامله صُمم ليكون رحلة مفتوحة لكل أفراد العائلة. الممرات، الجسور المضيئة، الأماكن المظللة، الزوايا المطلة على الماء، والمساحات المفتوحة التي تسمح للأطفال بالجري واللعب، كلها عناصر تجعل الزائر يشعر بأنّه يعيش قصة شتوية تمتد بين الجبال. وتتحول الأمسيات إلى تجربة بصرية ساحرة مع الأضواء التي تنعكس على صفحة البحيرة وتُبرز جمال المنطقة الجبلية.

منطقة الألعاب العملاقة… بدايات مرحة لكل أفراد العائلة
من اللحظة الأولى لدخول المهرجان، تستقبل الزوار "منطقة الألعاب العملاقة" التي تعمل كبوابة مرحة إلى الفعاليات. صُممت هذه المنطقة لتعيد للكبار ذكريات الألعاب التقليدية القديمة، لكن بحجم ضخم يضفي عليها طابعًا عصريًا ممتعًا. وتتوزع على الأرض ألعاب الطاولة الضخمة والشطرنج والداما ونسخ عملاقة من ألعاب الألواح الشهيرة، ما يجعل العائلات تتشارك لحظات تجمع بين الحنين والمتعة.
هذه المنطقة ليست مجرد ألعاب، بل مساحة اجتماعية تتيح للحضور التفاعل فيما بينهم في أجواء دافئة ومرحة، تشكل بداية مثالية ليوم مليء بالمغامرات في المهرجان.

الألعاب الشتوية… مغامرات بلمسة جبلية
تحتفظ منطقة الألعاب الشتوية كل عام بمكانتها العالية بين الزوار، لكن النسخة الحالية جاءت بتفاصيل جديدة أكثر حماسة. فقد تم تصميمها لتقدم تجارب حركية تفاعلية يشعر معها الأطفال بأنهم يعيشون مغامرة مصغرة بين الجبال. الحماس هنا جزء لا يتجزأ من المشهد؛ ضحكات الأطفال، أصوات التحدّي، والجو المليء بالطاقة والمرح تجعل هذه المنطقة إحدى أكثر محطات المهرجان جذبًا للعائلات.
تمتد الأنشطة في هذه المنطقة بطريقة تسمح للأطفال من مختلف الأعمار بخوض تجارب ممتعة تجمع بين الحركة والإبداع والمنافسة اللطيفة، بينما يقف الأهل في محيط المكان يستمتعون بمراقبة المشهد الذي يكتمل بجمال الخلفية الجبلية.

غرفة المتاهة… تجربة ذكية مستوحاة من تراث حتّا
من بين أبرز الإضافات الجديدة هذا العام تأتي "غرفة المتاهة"، التي تحولت بسرعة إلى واحدة من أكثر التجارب المُحبّبة لدى الأطفال والشباب. صُممت المتاهة بروح مستوحاة من هوية حتّا، من خلال جدران خشبية بنقوش بسيطة وإضاءات دافئة ومسارات متشابكة تشجع على التفكير وحلّ الألغاز ضمن بيئة تشبه مغامرات القصص الشعبية.
تخلق المتاهة إحساسًا بالاستكشاف، حيث يتنقّل الزائر بين المسارات المتداخلة باحثًا عن المخرج، مستمتعًا بتجربة تجمع بين التحدي، والعمل الجماعي، وروح المغامرة. وهي مثال جميل على كيفية تحويل عناصر التراث إلى تجربة عصرية جذابة.

حديقة الحيوانات المصغّرة… لقاء مع الحياة البرية
في منطقة أخرى من المهرجان، يلتقي الأطفال بالحيوانات في تجربة لطيفة وهادئة داخل "حديقة الحيوانات المصغّرة". تضم الحديقة الغزلان الصغيرة، والماعز، والبوني، والطيور الملونة، والببغاوات، والأرانب. ويتيح هذا الركن للأطفال فرصة التفاعل المباشر مع الحيوانات في أجواء آمنة وتثقيفية، ما يجعلها تجربة محبّبة تُكسبهم لحظات لا تُنسى.
إبداع مفتوح على بحيرة ليم
أحد أكثر عناصر المهرجان ثراءً هو "منطقة ورش العمل"، التي تحولت إلى مركز إبداعي مفتوح يستقبل الزوار من مختلف الأعمار. تمتد الورش على مساحة مطلة مباشرة على البحيرة، في مشهد يجعل التعلم جزءًا من جمال الطبيعة.
يشارك في تقديم هذه الورش خبراء وحرفيون من أهالي حتّا، يقدمون تجارب متنوعة تشمل الفنون اليدوية والحرف المحلية والأنشطة المستوحاة من البيئة الجبلية. الهواء الطلق، والهدوء الذي يحيط بالمكان، وصوت الماء القريب تجعل الورشة تجربة حسية متكاملة تترك أثرًا لدى الزوار، خصوصًا الأطفال الذين يعيشون لحظات تعليمية ممتعة وسط الطبيعة.

المسرح الرئيسي… قلب المهرجان النابض بالفن
على ضفاف بحيرة ليم، يقف المسرح الرئيسي كأحد أكثر معالم المهرجان حضورًا. صُمم المسرح بخطوط بسيطة تعكس طبيعة حتّا الجبلية، ليكون خلفية أنيقة لعروض يومية تمتد على مدار فترة المهرجان. يضم البرنامج أكثر من مئة عرض فني وثقافي، إضافة إلى حلقات مباشرة لبرامج تلفزيونية شهيرة من مؤسسة دبي للإعلام.
تتحول الأمسيات إلى احتفالات ضوئية تنعكس على البحيرة، في أجواء تجمع بين الفن والطبيعة وتخلق تجربة غامرة لا تشبه أي مهرجان آخر في المنطقة.

يوم متكامل في قلب الطبيعة
يتميز مهرجان "شتانا في حتّا" بطابع عائلي يجمع الترفيه بالتعلم والمرح. فقد تم تصميم التجارب بحيث تعكس روح المكان وتمنح العائلات فرصًا متعددة لقضاء يوم متكامل بين الأنشطة والمغامرات والاسترخاء.
وتبرز في هذا السياق تجربة "التخييم والطبخ" التي تستعيد الدفء القديم للجلوس حول النار، حيث يمكن للزوار إعداد الطعام في الهواء الطلق ضمن أجواء جبلية شتوية تمنحهم لحظات لا تُنسى. بينما تأتي تجربة "تصوير النجوم" لتضيف لمسة حالمة للزيارة، إذ تتيح لزوار المهرجان فرصة التقاط صور للسماء الصافية فوق جبال حتّا بعيدًا عن التلوث الضوئي، لتتحول السماء إلى لوحة مرصعة بالنجوم.
أما الأطفال الصغار ففي انتظارهم تجربة ساحرة داخل "منطقة الحياة التقليدية"، حيث يتعلمون عن أساليب الحياة القديمة في مزارع حتّا بطريقة تعليمية ممتعة.

نكهات محلية وتجارب مبتكرة
يحتضن المهرجان مجموعة من المشاريع المحلية ضمن مبادرة "بكل فخر من دبي"، حيث يشارك ثلاثون مشروعًا نصفها ينتمي لأهالي حتّا. ويتيح هذا الحضور فرصة للزوار لاكتشاف منتجات وأطعمة وحرف محلية تعكس ثقافة المنطقة. تنتشر المطاعم والمقاهي في أنحاء المهرجان، لتقدم تجارب تذوق ممتعة تجمع بين النكهات الإماراتية والأفكار العصرية.
الجبل يتزيّن بالألوان
عند حلول المساء، يتحول المكان إلى مشهد بصري مذهل مع الإضاءة التي تغمر الجبال المحيطة بالمهرجان. فقد اعتمدت النسخة الحالية تقنيات مبتكرة لإضاءة الصخور والمنحدرات بطريقة فنية تزيد الموقع بهاءً، بينما تحوّلت الجسور الممتدة فوق بحيرة ليم إلى مسارات متوهجة تنبض بالألوان والإيقاعات الضوئية، ما يضيف إلى المهرجان هوية بصرية متكاملة تشبه عالمًا من الخيال.

متجر براند دبي… هدايا تروي قصة المكان
ولعشاق الهدايا التذكارية، يعود "متجر براند دبي" هذا العام بمجموعة جديدة مستوحاة من أعمال أكثر من عشرة فنانين، صمّموا ما يزيد على 25 قطعة فنية تعبّر عن روح حتّا وهوية المهرجان. وتشكّل هذه الهدايا خيارًا مثاليًا لمن يرغب في الاحتفاظ بذكرى جميلة من هذه التجربة الشتوية.