حكاية علم.. رموز ومعاني في تاريخ علم الإمارات العربية المتحدة
الإمارات العربية المتحدة دولة حديثة السن نسبياً، حيث أصبحت رسمياً دولة اتحادية في عام 1971 بقيادة الأب المؤسس الشيخ زايد وتتكون الإمارات العربية المتحدة من سبع إمارات مختلفة، عاصمتها مدينة أبوظبي، وبمرور السنوات أصبحت تتمتع بمكانة مميزة في المنطقة حصلت عليها بفضل اقتصادها القوي والذي لم يزدهر بفضل النفط فحسب، وإنما بفضل أيضاً ازدهار القطاعات المختلفة وأبرزها قطاع السياحة في البلاد، وملايين السياح الذين اعتادوا على التوافد سنوياً على وجهاتها السياحية الشهيرة وخاصة إمارة دبي.

وفي هذا العام، وتحديداً يوم الثلاثاء الموافق 2 ديسمبر 2025، تستعد الإمارات للاحتفال بالذكرى السنوية 54 لتأسيسها "عيد الاتحاد 54" واحتفالاً بهذه المناسبة، نستعرض معاً بعض الحقائق المثيرة للاهتمام والتي قد لا يعرفها الكثيرون عن علم دولة الإمارات العربية المتحدة.
قصة تصميم العلم.. شاب في التاسعة عشرة من عمره

عبد الله محمد المعينة كان وقتها شاباً إماراتياً من أبوظبي، يبلغ من العمر 19 عاماً فقط، بدأت قصة تصميمه لعلم الإمارات بعدما قرأ إعلاناً في صحيفة "الاتحاد" عن طرح مسابقة لتصميم علم الدولة الجديد قبل شهرين من إعلان الاتحاد، وتقدم عبد الله للمسابقة بروح وطنية عالية وسط منافسة شرسة، حيث بلغ عدد التصاميم المشاركة 1030 تصميماً، تم فرزها واختيار 6 منها فقط للتصفيات النهائية.

لم يكن عبد الله المعينة على علم بقرار الموافقة على تصميمه، لكنه اكتشف ذلك بعدما ذهب لإلقاء نظرة خاطفة على نتائج المسابقة، ليفاجأ برفع العلم من تصميمه لأول مرة في عام 1971 خفاقاً فوق قصر المشرف، وبعدها حصل على التكريم والجائزة المالية للمسابقة والتي كانت قيمتها آنذاك 4,000 ريال "عملة قطر ودبي المتداولة في ذلك الوقت"، وفي وقت لاحق أصبح سفيراً لدولة الإمارات العربية المتحدة للعديد من الدول الأجنبية من بينها تشيلي.
لحظة الميلاد والاستقلال

علم الإمارات بتصميمه المعروف تم اعتماده رسمياً كعلم للدولة في 2 ديسمبر 1971، وهو نفس اليوم الذي تم فيه إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً كدولة اتحادية، وكان الشيخ زايد رحمه الله تعالى أول من رفع العلم في ذلك اليوم التاريخي، ومنذ ذلك الحين، ارتبط العلم باستقلال دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتم الاحتفال بذلك اليوم من كل عام كاليوم الوطني للدولة.
فلسفة الألوان.. ما بين الشعر ودلالات القوة
الألوان المستخدمة في علم دولة الإمارات هي الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، وهي ألوان استلهمت من بيت الشعر الشهير للشاعر صفي الدين الحلي:

بيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا ... خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا
وإلى جانب الشعر، تحمل هذه الألوان دلالات وطنية عميقة ومعتمدة في الهوية الحكومية:
- اللون الأخضر: يرمز إلى النماء والازدهار والنهضة الحضارية التي تشهدها الدولة.
- اللون الأبيض: يعبر عن نهج الدولة في دعم السلام والعطاء وعمل الخير.
- اللون الأسود: يعكس قوة العقل وشدة البأس.
- اللون الأحمر: يرمز للتضحية وبذل الغالي والنفيس لحماية المكتسبات، وهو الرابط الذي يجمع الألوان الثلاثة ببعضها.
يوم العلم وبروتوكول الاحترام

من الجدير بالذكر أن هناك مناسبة خاصة للاحتفاء بعلم الدولة غير اليوم الوطني، وتعرف بـ "يوم العلم"، وهي مبادرة اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2013، ويصادف هذا اليوم 3 نوفمبر من كل عام، وهو التاريخ الذي يعود لذكرى تولي الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله تعالى مقاليد الحكم، حيث يُرفع العلم في توقيت موحد بكافة أرجاء الدولة.
كما يحظى العلم بقانون خاص، يفرض احترامه وهيبته، حيث يجب أن يكون العلم دائماً نظيفاً ومكوياً، ويُحظر استخدامه كغطاء للطاولات أو كملابس، ويجب استبداله فوراً إذا تأثرت ألوانه أو تمزق، ليبقى دائماً رمزاً شامخاً للدولة.