المتحف المصري الكبير يُعيد رسم خريطة السياحة متفوقًا على اللوفر والمتحف البريطاني
تستعد القاهرة مدينة الألف مئذنة، لتنير سماء العالم في الأول من نوفمبر 2025، بافتتاح يترقبه الملايين حول العالم، إنه ليس مجرد افتتاح لمتحف، بل تدشين لأيقونة ثقافية عملاقة، هي المتحف المصري الكبير، وبهذه المناسبة التاريخية والعزيزة، نقدم لكل سيدة من عشاق السفر والتاريخ وللواتي يخططن لرحلات ساحرة تلامس الروح والعقل، مقارنةضرورية، لنؤكد لكِ أن المتحف المصري الكبير يجب أن يكون في صدارة قائمة أولوياتك، لأنه وببساطة سيتفوق على أعرق المتاحف العالمية مثل اللوفر والمتحف البريطاني.
المتحف المصري: فلسفة "الحضارة الواحدة" في مواجهة التنوع

عندما نتحدث عن المتاحف العالمية الكبرى، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننامتحف اللوفر في باريس، أو المتحف البريطاني في لندن، فهذه الصروح رائعة بتنوعها وتغطيتها لتاريخ وثقافات إنسانية متعددة، إلا أن المتحف المصري الكبير ينطلق من فلسفة مغايرة تمنحه التفرد: فهو أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة فقط، وفقا لما أوردته وزارة السياحة والآثار المصرية، ومؤسسة فيتش.
مقارنة الحجم الإجمالي والمساحة:

يتميز المتحف المصري الكبير بحجمه الذي يجعله مشروعاً ثقافياً متكاملاً، يمتد المشروع على مساحة إجمالية تقارب 500 ألف متر مربع "117 فداناً"وفقا لبيانات رئاسة الجمهوريةفي مصر، هذا الحجم يجعله يتفوق بوضوح علىمتحف اللوفر في فرنسا، الذي تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 210,000 متر مربع تقريباً، والمتحف البريطاني في المملكة المتحدة، الذي تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 92,000 متر مربع تقريباً.
عمق السرد في المتحف الكبير:

إن الحجم الهائل الذي يتمتع به المتحف المصري الكبير، يضمن إمكانية عرض نحو 100 ألف قطعة أثرية في مراحل العرض المختلفة، بشكل رحب ومنسق،بحسب وزارة السياحة، ففي قاعات العرض الرئيسية التي تصل مساحتها إلى 18 ألف متر مربع، ستخوضين رحلة متواصلة وشاملة في تاريخ مصر القديمة، مما يقضي على مشكلة التكدس التي عانت منها المتاحف القديمة.
تفرد المعروضات وطرق العرض في المتحف المصري

مما يعلم بالضرورة أن لكل متحف كنز ثمين يميزه عن غيره من المتاحف، فمتحفاللوفر لديه الأيقونة العالمية "الموناليزا"، أما المتحف البريطاني فلديه "حجر رشيد"، أما المتحف المصري الكبير فكنزه الفريد يكمن في الشمولية، خاصة فيما يتعلق بالملك الذهبيتوت عنخ آمون، إذ أنه وللمرة الأولى في التاريخ، سيتم عرض مجموعة كنوز توت عنخ آمون كاملة، والتي تتجاوز 5000 قطعة أثرية، في مكان واحد مُجهز بأعلى معايير الحفظ بحسب وزارة السياحة والآثار.

ليس هذا فحسب، بل قد تم تصميم المتحف المصري الكبير ليعتمد على أحدث تقنيات العرض التفاعلي والتوثيق الرقمي، والتي تتضمن شاشات تفاعلية، وسرداً رقمياً متطوراً، لتقديم رؤية سردية حديثة تدمج الأصالة بالتكنولوجيا، وبالإضافة إلى العرض، يضم المتحف أكبر مراكز الترميم والبحث الأثري في العالم بمساحات تصل إلى 12,000 متر مربع بحسب ما يورده موقع هيئة المتحف، الأمر الذي يرسخ دور المتحف كمؤسسة علمية رائدة وليست مجرد معرض للآثار.
العملاق الأخضر: الريادة البيئية والاستدامة في المتحف المصري الكبير

وإذا كنتِ تبحثين عن وجهة سياحية تتبنى مفاهيم الاستدامة، فهنا يبرز تفوق المتحف المصري الكبير كنقطة سياحية رئيسية جاذبة،لأنه ليس متحفاً تاريخياً وحسب، بل هو نموذج للمستقبل، حيث يعد المتحف أول متحف أخضر في إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك وفقا للهيئة العامة للاستعلامات في مصر، كما أنهحصل على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقاً لنظام الهرم الأخضر المصري على حد قول المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء في مصر أيضًا.
وإلى جانب هذا، حصل المتحف على تقارير معتمدة دولياً لقياس انبعاثاته الكربونية "الغازات الدفيئة" لعام 2024، بعد اعتماده من الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في خطوة تؤكد التزامه بدمج مفاهيم الاستدامة البيئية، كما يتم تطبيق نظم ذكية لإدارة استهلاك الطاقة والمياه، بما في ذلك إعادة استخدام مياه الأمطار لأغراض الري،واستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الخلايا الشمسية بحسب ما ذكرته وزارة البيئة.
المتحف المصري الكبيرة نافذة على الأهرامات

لا يمكن أن تكتمل هذه المقارنة بين المتاحف، دون الإشارة إلى الميزة الجغرافية التي لا تُضاهى للمتحف المصري، الذي يقع على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، وهذا القرب ليس مصادفة، بل رؤية استراتيجية لربط القطعة الأثرية بمصدرها، لتقدم للزوار مشهداً بانورامياً استثنائياً يربط السرد المتحفي بالتجربة الواقعية لمعظم الأثر شهرة في التاريخ، هذه الميزة، إضافة إلى كونه أكبر متحف لحضارة واحدة وأكثرها استدامة، تجعل من المتحف المصري الكبير وجهة سياحية فريدة، وفي هذا الإطار يقدر خبراء السياحة أن المتحف بمفرده قادر على جذب ما بين 5 إلى 8 ملايين سائح سنوياً، الأمر الذي يعيد بحق تشكيل خريطة السياحة العالمية، ويضع مصر مجددا في مصاف أكبر الدول السياحية الجاذبة.

أخيرا نقول إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل نقلة نوعية في عالم المتاحف، ويؤكد على أن مصر لا تكتفي بالحفاظ على حضارتها العريقة الضاربة في جذور التاريخ، بل تقدمها للعالم أيضًا، بأحدث التقنيات وأكثر المعايير استدامة، إنه وعد بتجربة سياحية لا تنسى، تقول للعالم: هنا مصر مهد الحضارة.
لمزيد من المعلومات والتفاصيل عن المتحف المصري الكبير وطريقة الزيارة والحجز وأسعار تذاكر الدخول، شاهدي مقالنا السابق هنا.