إسطنبول في الشتاء

إسطنبول في الشتاء: دليل المسافرين من الشرق الأوسط للتسوق والثقافة والاستجمام

عبد الرحمن الحاج

تتحول إسطنبول مع دخول شهري نوفمبر وديسمبر إلى مدينة هادئة بعبق التاريخ، حيث تنخفض درجات الحرارة لتوفر فرصة مثالية للاستمتاع بعمق تجربتها الثقافية بعيداً عن حشود الصيف، نقدم اليوم تقرير تحليلاً مفصلاً للمسافرين من منطقة الشرق الأوسط، خاصة العائلات والسيدات، مع التركيز على الأنشطة الداخلية الدافئة، وأفضل أماكن الإقامة، ووجهات الطعام المرموقة، والرحلات القصيرة المجاورة.

أولا: أهم الأنشطة والتجارب في فترة نهاية العام

أهم الأنشطة والتجارب في فترة نهاية العام
أهم الأنشطة والتجارب في فترة نهاية العام

في ظل الطقس المائل للبرودة، تتحول الأولوية إلى الأنشطة التي توفر الدفء والعمق الثقافي، إلى جانب متعة التسوق الشتوي، درجات الحرارة تتراوح عادةً بين 5 إلى 10 درجات مئوية، مع احتمال لتساقط الأمطار أو الثلوج الخفيفة، مما يجعل الأنشطة الداخلية الخيار الأمثل.

الاستجمام في الحمامات التركية التاريخية

الاستجمام في الحمامات التركية التاريخية
الاستجمام في الحمامات التركية التاريخية

تعتبر هذه الفترة هي الأنسب للاستفادة القصوى من تجربة الحمام التركي الأصيل، الذي يمثل ملاذاً دافئاً للاسترخاء، تتوفر للسيدات خيارات حمامات مخصصة بالكامل أو توفر أقساماً منفصلة تماماً لضمان الراحة والخصوصية التامة، ومن أبرز الأمثلة التي ينصح بزيارتها هو حمام آيا صوفيا التاريخي الذي يقع بين آيا صوفيا والمسجد الأزرق.

السياحة المتحفية والداخلية المريحة

السياحة المتحفية والداخلية المريحة
السياحة المتحفية والداخلية المريحة

استغلي انخفاض الازدحام لزيارة المواقع التاريخية في هدوء، خاصة المتاحف والقصور التي توفر الدفء، ينصح بزيارة قصر توبكابي وقصر دولمة بهجة لاستكشاف تفاصيلهما المعمارية والداخلية بعيداً عن البرد، كما أن عالم الأحياء المائية (Istanbul Akvaryum) يمثل وجهة ممتازة ودافئة للعائلات والأطفال، ولا تكتمل التجربة دون الجلوس في المقاهي التقليدية لتذوق المشروبات الساخنة والاستمتاع بكوب من الشاي أو القهوة التركية.

التسوق الفاخر والتراثي

التسوق الفاخر والتراثي
التسوق الفاخر والتراثي

يعد البازار الكبير وبازار التوابل المعروف في إسطنبول باسم السوق المصري، وجهات تسوق مثالية في الأجواء الباردة، كونهما مغطيين ويسمحان بتنوع كبير في شراء الهدايا التذكارية، أما للباحثين عن الأناقة والماركات العالمية، فإن حي نيشانتاشي هو الوجهة الرئيسية للسيدات، حيث يضم أرقى المتاجر والمقاهي العصرية.

ثانيا: مناطق الإقامة المفضلة للمسافر العربي

مناطق الإقامة المفضلة للمسافر العربي
مناطق الإقامة المفضلة للمسافر العربي

يجب اختيار مكان الإقامة بناءً على الهدف الرئيسي من الزيارة سواء كانت زيارة ترفيه ثقافية أم تسوق، حيث يمكن تقسيم الخيارات إلى ثلاث مناطق رئيسية تلبي كافة التفضيلات.

  1. منطقة السلطان أحمد هي الخيار الأمثل للعائلات التي تزور إسطنبول لأول مرة والمهتمين بالثقافة، نظراً لقربها من المواقع التاريخية الرئيسية مثل المسجد الأزرق و آيا صوفيا، وتتميز بالأجواء الهادئة وسهولة التنقل سيراً على الأقدام.
  2. على الجانب الآخر، تعتبر منطقة تقسيم وبيوغلو مركز النقل والمواصلات، وهي حيوية ليلاً ونهاراً وتوفر خيارات واسعة من الفنادق العالمية والقرب من شارع الاستقلال للتسوق، هي الأنسب للعائلات التي تفضل الأجواء الحديثة والنشطة.
  3. أما نيشانتاشي، فهي ملاذ الهدوء والرفاهية، حيث توفر تجربة فخمة حصرية، وتُعد مفضلة للمسافرات بغرض التسوق الفاخر نظراً لوجود أفضل خيارات المتاجر الراقية والمقاهي الأنيقة.
منطقة السلطان أحمد
منطقة السلطان أحمد

ثالثا: أشهر المطاعم وتجارب الطعام المميزة

مما لا شك ولا اختلاف فيه أن إسطنبول هي عاصمة الطهي التركي، إذ تميل مناطق غازي عينتاب وديار بكر وغيرها من المناطق الحدودية للمطبخ الشامي أو العراقي، وتوفر مطاعم إسطنبول خيارات واسعة تلبي متطلبات المسافرين من المنطقة بضمان توافر الأطعمة المختلفة.

أشهر المطاعم وتجارب الطعام المميزة
أشهر المطاعم وتجارب الطعام المميزة
  1. تجربة الكباب والإطلالة: ينصح بزيارة مطعم حمدي في منطقة أمينونو، الذي يشتهر بأطباق الكباب المتنوعة ويوفر إطلالة بانورامية رائعة على القرن الذهبي، وهو مثالي لوجبات العشاء العائلية، منطقة أمينونو بحد ذاتها تحتاج إلى دليل سياحي، لأنها تعد القلب النابض والواصل بين إسطنبول الآسيوية والأوروبية.
  2. الطعام الأناضولي الأصيل: للباحثين عن تجربة طعام تقليدية وعميقة، يقدم مطعم جيا صوفراسي في الشق الآسيوي أطباقاً من مختلف مناطق الأناضول.
  3. المأكولات البحرية: لمحبي المأكولات البحرية، يقدم مطعم باليكجي صباح الدين في منطقة السلطان أحمد أطباق الأسماك الطازجة في أجواء دافئة وهادئة.
  4. الحلويات: لا يمكن إهمال زيارة متاجر الحلويات الشهيرة مثل حافظ مصطفى لتذوق البقلاوة والحلويات التقليدية مع كوب من الشاي أو القهوة التركية.

رابعا: الوجهات القريبة والرحلات اليومية

الوجهات القريبة والرحلات اليومية

السياحة في إسطنبول خصوصا في شهري نوفمبر وديسمبر، غنية للغاية، وتحتاج لوقت ليس بالقصير، ومع ذلك لا يمكن الحديث عن إسطنبول دون أن نعرج على بعض المناطق القريبة منها، ونحن هنا نتحدث عن رحلات قصيرة لا تتطلب المبيت خارج إسطنبول، ويمكن الوصول إليها بسهولة ويسر عبر العبارات، والطريق في حد ذاته رحلة سياحية ممتعة.

بورصة وجبل أولوداغ

بورصة وجبل أولوداغ
بورصة وجبل أولوداغ

تعد مدينة بورصة أول عاصمة للدولة العثمانية، وتبعد أقل من ثلاث ساعات عن إسطنبول، ميزتها الكبرى في الشتاء هي إمكانية الصعود بالتلفريك إلى جبل أولوداغ، الذي غالباً ما يكون مغطى بالثلوج في ديسمبر، يوفر هذا الجبل فرصة ممتازة للعائلات للاستمتاع بأجواء الشتاء والأنشطة الثلجية، يمكن الصعود إلى جزء كبير من الجبل بالسيارة، ومن ثم تبدأ رحلة التلفريك الأولى وهي من منطقة التجمع إلى كبائن التلفريك الأعلى، حيث يتم نقل الزوار إلى قمة أولوداغ المهيبة.

الرحلة من إسطنبول إلى بورصة تتم بالعبارة في رحلة سياحية ممتعة، ويمكن أخذ الطريق البري كذلك، مع الإشارة أن العبارات العاملة في إسطنبول تتوقف قبل الساعة 12 ليلا، حيث تنطلق أول رحلاتها الساعة 7:15 صباحا، وآخر رحلة الساعة 10:45 دقيقة.

جزر الأمراء

جزر الأمراء
جزر الأمراء

يمكن الوصول إلى جزر الأمراء، وهي مجموعة من الجزر الهادئة في بحر مرمرة، عبر رحلة بحرية قصيرة بالعبّارة، تتميز هذه الجزر بخلوها من السيارات وتوفر الهدوء، تكون الجزر أقل ازدحاماً بكثير في هذا التوقيت، مما يوفر ملاذاً هادئاً للمسافرات الباحثات عن الاسترخاء والابتعاد عن صخب المدينة ليوم واحد.

مدينة يالوا

مدينة يالوا
مدينة يالوا

يالوا أو يالوفا وفقا للنطق التركي لها، المدينة الساحرة الهادئة الجميلة، يطلق عليها اسم عروس بحر مرمرة، مدينة الينابيع، والسياحة الفاخرة، تبعد عن إسطنبول نحو 90 دقيقة بالعبارة، وفيها الكثير من الوجهات الممتعة، ومن بينها الينابيع الاستشفائية، تتميز بجمالها الطبيعي حيث تحيط بها الجبال الخضراء والشلالات المتساقطة والأنهار الجارية، وكانت الخيار الأمثل لمصطفى كمال أتاتورك وبنى بها قصرا تاريخيا أصبح الآن أحد أهم معالم يالوفا.