افتتاح الجناح السعودي في معرض لندن السياحي بحضور طاغ لوسائل الإعلام العالمية
انطلقت أمس الأول الثلاثاء 4 نوفمبر الجاري في العاصمة البريطانية لندن، كبرى فعاليات قطاع السياحة العالمية، "معرض سوق السفر العالمي"World Travel Market - WTM ، بمشاركة سعودية هي الأكبر من نوعها، وقد تميز حفل الافتتاح بـحضور إعلامي عالمي طاغ، ما عكس المكانة المتنامية للسعوديةكوجهة سياحية عالمية رائدة.
السعودية: قوة سياحية عالمية تتجاوز التوقعات

تأتي مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض لندن، والذي يعد أحد أكبر وأهم الملتقيات المهنية في العالم لقطاع السفر والسياحة، لتؤكد على تسارع خطاها نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030، والرامية إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز موقع السياحة كمحرك نمو رئيسي، وتشارك الهيئة السعودية للسياحة "روح السعودية" في المعرض تحت شعار "أرض السعودية"، مستعرضةً التحول الهائل الذي يشهده القطاع.
ووفقًا لما أوردته مصادر رسمية مثل الهيئة السعودية للسياحة، وتقرير المجلس العالمي للسفر والسياحة، فإن القطاع السياحي في المملكة يسير بمسار تصاعدي مذهل، فقد سجلت السعودية أرقامًا قياسية تجاوزت التوقعات، حيث استقبلت في عام 2024 ما يقارب 116 مليون زائر، - مقسمة بين 29.7 مليون سائح وافد، و 86 مليون سائح محلي - وحققت إنفاقًا سياحيًا تجاوز 284 مليار ريال "ما يعادل 75 مليار دولار"، وهو الأمر الذي يرسخ موقعها كواحدة من أسرع الوجهات السياحية نموًا في العالم.

هذا وتؤكد الأرقام المعلنة أن المملكة قد تفوقت على معدل النمو العالمي بكثير، واستحقت لقب "القوة السياحية العالمية" المستمدة من استثماراتها الاستراتيجية الضخمة وفقًا لتقارير الهيئة السعودية للسياحة، والمجلس العالمي للسفر والسياحة، ونشير هنا إلى أن خطة السياحة السعودية ضمن رؤية 2030، كانت تقضي بالوصول إلى 100 مليون سائح، إلا أن هذا الرقم تم تعديله إلى 150 مليون سائح، بعد الإنجازات والقفزات الهائلة التي تحققت في القطاع السياحي السعودي.
تصميم أيقوني ورؤية مستقبلية للجناح

جاء تصميم الجناح السعودي في معرض سوق السفر العالميلهذا العام، ليجسد مزيجًا فريدًا من الأصالة السعودية والتطلعات المستقبلية، مقدمًا للزوار تجربة غامرة وتفاعلية، وركز الجناح على إبراز التنوع الهائل في الوجهات السياحية السعودية، مثل البحر الأحمر الزاخر بالمنتجعات الفاخرة التي تعكس الالتزام بالاستدامة البيئية، ومنطقة العلا التاريخية، التي تحتضن موقع الحِجر المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مرورا بالدرعية التاريخية وهي قلب الحضارة السعودية ومهد الدولة السعودية الأولى.
أيضًا يسلط الجناح السعودية الضوء على المشاريع السياحية الكبرى الجارية في المملكة حاليا، مثل مشاريع نيوم العملاقة بحسب بيانات الهيئة السعودية للسياحة، كما يقدم الجناح، بحسب مصادر مطلعة، عروضًا حية، وورش عمل متخصصة، ولقاءات مباشرة بين المسؤولين السعوديين وخبراء الاستثمار وصناع القرار في قطاع السياحة العالمي.
الجناح التفاعلي "أرض السعودية": بوابة للثقافة والاستثمار

هذا وقد تميز جناح "أرض السعودية" هذا العام بتصميم معتمد على أحدث التقنيات التفاعلية لتقديم رحلة حسية للزوار، حيث تم تصميم الجناح ليمزج بين العمارة المستوحاة من التراث السعودي والحداثة المطلقة وفقًا لهيئة السياحة، وتمثل المشاركة السعودية هذا العام الأكبر من حيث الشراكة، حيث يحتضن الجناح التفاعلي أكثر من 71 شريكًا من منظومة السياحة، بما في ذلك ممثلون عن شركات طيران كبرى مثل الخطوط السعودية– التي تشارك في جناح خاص - وطيران الرياض، وعلامات فندقية عالمية ومحلية، ويقدم الجناح تجربة شاملة للثقافة السعودية عبر المقاهي السعودية التي تحتفي بعام القهوة، والأجنحة المخصصة للحرف اليدوية، بالإضافة إلى استخدام الخرائط التفاعلية والشاشات العملاقة للتعريف بالوجهات الجديدة ومواكبة الأنشطة السياحية والفعاليات العالمية التي تقام في المملكة، وذلك بحسب تقارير وكالة الأنباء السعودية "واس" وهيئة السياحة السعودية.
صفقات وشراكات استراتيجية تستهدف السوق العالمي

ولم تقتصر المشاركة السعودية على الاستعراض الثقافي والترويجي فحسب، بل تمثل المعرض منصة حيوية لعقد الصفقات وتوقيع الشراكات الاستراتيجية، وتؤكد تغطيات إعلامية أن الجناح يشهد لقاءات مكثفة بين ممثلي منظومة السياحة السعودية، الذين يمثلون شركات الطيران، منظمي الرحلات، مقدمي الخدمات السياحية، وكبرى الفنادق، وبين نظرائهم من الأسواق الأوروبية والعالمية ذات الأولوية.
وتسعى المملكة من خلال هذه اللقاءات إلىتوسيع شبكة الرحلات الدولية إلى الوجهات السعودية الجديدة، وإلى إبرام اتفاقيات لزيادة الحجوزات وبناء باقات سياحية متنوعة، كما وتهدف قطعًا إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مشاريعها السياحية النوعية.
الحضور الإعلامي الطاغي.. شهادة على الأهمية

إن الحضور الكثيف وغير المسبوق لوسائل الإعلام العالمية، من وكالات أنباء وصحف كبرى وقنوات فضائية متخصصة، يعد بحد ذاته مؤشرًا على الأهمية التي يوليها العالم للتجربة السياحية السعودية المتطورة، حيث تحولت المملكة من وجهة سياحية صاعدة إلى مركز مؤثر في تشكيل مستقبل قطاع السفر عالميًا، وإن كانت جملة "تغيير خريطة السياحة العالمية" تصدق على أحد، فلن يكون في الوقت الحاضر إلا المملكة العربية السعودية.
يشار إلى أن هذا الزخم الإعلامي العالمي، يضمن وصول الرسالة السعودية إلى مئات الملايين حول العالم، والتعريف بالفرص الهائلة والتطورات السريعة التي تتبلور على أرض المملكة، مؤكدًا أن السياحة السعودية لم تعد خيارًا، بل ضرورة في خريطة السفر الدولية.