منتجعات العُلا في دليل ميشلان 2025.. حيث تتلاقى الفخامة بالتراث في تجربة استثنائية
تواصل العُلا، جوهرة السعودية الساحرة، ترسيخ مكانتها كوجهة استثنائية للضيافة الراقية وفنون العيش، مع إدراج عددٍ من منتجعاتها المتميزة في دليل ميشلان لعام 2025، وهو أحد أهم المراجع العالمية في تقييم الفنادق والمطاعم.
يمثّل هذا الإنجاز شهادةً على التحوّل المذهل الذي تشهده العُلا، ليس فقط كوجهة سياحية تزخر بالتراث والتاريخ، بل كرمز للفخامة التي تتناغم مع الطبيعة، والتجارب التي تُعيد تعريف معنى الراحة والجمال في قلب الصحراء.
فهنا، عند تخوم الجبال الرملية وتحت سماء مرصّعة بالنجوم، تعيد العُلا صياغة مفهوم الضيافة السعودية، مقدّمة مزيجًا فريدًا من الأصالة والتراث والعصرية، في منتجعات تمزج الحجر بالرمل، والفن بالهدوء، لتقدّم للضيوف تجربة إقامة لا تُنسى.
منتجع بانيان تري العُلا: مفتاح ميشلان للفخامة المتجذّرة في الطبيعة
حصل منتجع بانيان تري العُلا على مفتاح ميشلان واحد، وهو تكريم عالمي يُمنح للفنادق التي تقدّم مستويات استثنائية من الخدمة والضيافة والتجربة.
يقع المنتجع في قلب وادي عِشار، وسط تكوينات صخرية خلابة تحاكي المنحوتات الطبيعية، ليقدّم مشهدًا بصريًا يأسر الزوار منذ اللحظة الأولى.
يستوحي المنتجع تصميمه من الخيام البدوية الفاخرة، حيث تمتزج عناصر الرفاهية الحديثة مع الهدوء الصحراوي، وتُهيمن الألوان الترابية والخامات المحلية على المشهد لتجعل كل زاوية امتدادًا للطبيعة.

تتميّز الفلل الخاصة بمسابحها اللامتناهية التي تنفتح على أفق الرمال والجبال، فيما يقدّم السبا المستوحى من الطقوس العربية القديمة تجربة عافية متكاملة تعيد التوازن بين الجسد والروح.
نال بانيان تري هذا التقدير لقدرته على تجسيد الفخامة المستدامة، فهو ليس مجرّد فندق، بل تجربة حسية تعيشها بكامل حواسك، في تناغم تام مع الهدوء الأبدي للصحراء.
إنه المكان الذي تتجسّد فيه فلسفة ميشلان: “الضيافة التي تحكي قصة المكان.”
فندق شيدي الحِجر: إقامة داخل صفحات التاريخ
في تجربة فريدة لا مثيل لها في العالم، يقدّم فندق شيدي الحِجر مفهوم الإقامة في قلب موقع تراث عالمي مدرج على قائمة اليونسكو.
هو أول فندق في العالم يُقام داخل موقع أثري مسجّل عالميًا، ليمنح ضيوفه فرصة نادرة للعيش بين شواهد الحضارة النبطية في موقع الحِجر التاريخي.
يتكوّن الفندق من مجموعة مبانٍ تراثية، بينها محطة القطار القديمة وحصن الحِجر، أعيد ترميمها بعناية مذهلة باستخدام مواد محلية، بعضها من الطين اللبن والحجر الرملي، لتحتفظ بأصالتها وتتناغم في الوقت ذاته مع التصميم العصري الأنيق

.تطل النوافذ على واجهات المقابر النبطية المنحوتة في الجبال، في مشهدٍ يوحي وكأن الزمن توقف احترامًا للمكان.
اختيار ميشلان لهذا الفندق ضمن قائمتها جاء تقديرًا لـ فرادته المعمارية ورؤيته الثقافية التي تمزج بين التراث والابتكار.
إنه ليس مجرد فندق، بل تجربة غامرة تعيد الزائر إلى آلاف السنين، مع لمسة من الأناقة الحديثة التي تليق بوجهة عالميّة مثل العُلا.
دار طنطورة ذا هاوس: تراث يروي حكاية العُلا القديمة
في قلب البلدة القديمة، بين الأزقّة الضيقة والبيوت الطينية المتشابكة، ينبض فندق دار طنطورة ذا هاوس بروح العُلا الأصيلة.
هذا الفندق البيئي الذي أدرجه دليل ميشلان لعام 2025، يجسّد إحياءً حقيقيًا للتراث السعودي من خلال تحويل بيوت تاريخية إلى إقامات فندقية فريدة تحافظ على طابعها التقليدي وتقدّم في الوقت ذاته جميع عناصر الراحة الحديثة.

تتميّز الغرف بجدرانها الطينية السميكة وأسقفها الخشبية التي تبعث الدفء، بينما تعكس الساحات الداخلية روح الحياة القديمة حيث كانت الضيافة جزءًا من نسيج المجتمع.
وقد نال الفندق أيضًا مكانة لافتة حين اختارته مجلة "تايم" ضمن قائمة أعظم الوجهات في العالم لعام 2024، في إشارة إلى دوره في إحياء العمارة التراثية بأسلوب يحترم الماضي ويحتفي بالمستقبل.
تجربة الإقامة في دار طنطورة هي أشبه برحلة في الذاكرة، حيث تمتزج الروائح التراثية بأصوات المكان، لتمنح الضيف إحساسًا بأنه يعيش داخل لوحة من التاريخ والسكينة.
أور هابيتاس العُلا: عافية الروح في قلب الصحراء
في وادٍ تحيط به الجبال الرملية وتغمره السكينة، يتجلّى منتجع أور هابيتاس العُلا كأيقونة للضيافة المستدامة وتجارب العافية.
يمتاز المنتجع بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة ويعتمد على المواد المحلية، ما يجعله امتدادًا للأرض لا عبئًا عليها.
كل جناح من أجنحته يطل على مشهد مختلف للصحراء، بينما تحيط به مساحات مفتوحة للتأمل واليوغا والمشي وسط الطبيعة.

تُجسّد تجربة الإقامة هنا فلسفة “العيش بانسجام”، حيث يُعاد تعريف الرفاهية من منظور الوعي البيئي والسلام الداخلي.
في مطعم “تاما” التابع له، تُقدَّم الأطباق من مكونات محلية عضوية وفق مبدأ “من المزرعة إلى المائدة”، ما يجعل التجربة متكاملة بين العافية والطهو المستدام.
اختياره ضمن دليل ميشلان يؤكد مكانته كرائد في الضيافة الواعية بيئيًا، ورمز للتوازن بين الرفاهية والالتزام بالحفاظ على الطبيعة.
كارافان باي هابيتاس: رفاهية المغامرة تحت نجوم العُلا
للباحثين عن تجربة مختلفة، يقدّم كارافان باي هابيتاس العُلا نموذجًا فريدًا للضيافة المفعمة بروح المغامرة.
فهو يجمع بين الراحة المعاصرة وحياة الرحّل، حيث يقيم الضيوف في كرافانات فاخرة مجهّزة بكل وسائل الراحة، وسط مشهد صحراوي يخطف الأنفاس.
يتيح المنتجع لضيوفه عيش تجربة استثنائية: تأمل السماء المليئة بالنجوم، الجلوس حول النار في المساء، والانغماس في صمت الصحراء المهيب.

يعكس كارافان باي مفهوم الترف البسيط، حيث تكمن الفخامة في التفاصيل الصغيرة — دفء المكان، نقاء الهواء، وصدق التجربة الإنسانية.
اختياره من قبل ميشلان هو تتويج لفلسفة تجمع بين المغامرة والسكينة، وبين الأصالة والحداثة في أبهى صورها.
العُلا: وجهة الضيافة السعودية للعالم
تُعد إدراجات دليل ميشلان للعُلا في عام 2025 علامة فارقة في مسيرة السياحة السعودية، تؤكد أن هذه المدينة التاريخية تسير بخطى واثقة نحو العالمية، دون أن تتخلى عن هويتها وروحها الأصيلة.
فكل منتجع من منتجعاتها ليس مجرد مكان للإقامة، بل تجربة سردية تحكي حكاية المكان والإنسان والطبيعة.

من الفخامة الهادئة في بانيان تري إلى التراث الحي في دار طنطورة، ومن الاستدامة في أور هابيتاس إلى المغامرة في كارافان باي، تبرهن العُلا أن الضيافة السعودية قادرة على الجمع بين الجمال الطبيعي، والرقي العالمي، والدفء الإنساني.
وهكذا، تُكرّس العُلا نفسها كـ عاصمة جديدة للفخامة الأصيلة في قلب الجزيرة العربية، حيث تتحدث الرمال لغة ميشلان، وتروي الصحراء قصص الضيافة الخالدة.