
السياحة في كيوتو اليابانية.. كيف تختارين أفضل وجهة خريفية لا تُنسى
أنه كوكب اليابان حيث الحد الأقصى للجمال والنظام، ومن منا لا يريد زيارة هذا البلد الجميل ومقابلة شعبه العظيم. أما درة تاج هذا البلد الجميل فهي مدينة أو مقاطعة كيوتو التيوعلى مدى قرون احتضنت جمال وثقافة اليابان الراقية. وينبع تركيزها بحسب الرّحّالة والمؤرخين على النظافة والبساطة، وعلى جمال الطبيعة وممارسات السكان خلال الحياة اليومية. كما تتجلى هذه السمات جميعها في طريقة استقبال الضيوف بكرم ضيافة على طراز كيوتو فائق الاحترام.
كيوتو المميزة
تشتهر مقاطعة كيوتو اليابانية بأنها موطن المواقع التاريخية العريقة، بهدوءها العميق وسحرها الخالد. كما ترتبط الفنون المتنوعة وكرم الضيافة الممارسوفق الثقافة اليابانية التي تحترم الضيوف الأجانب والمحليين. كما يدفع إدراك قيمتها السكان المحليين والزوار على حد سواء إلى السعي للحفاظ عليها والاعتناء بها وعدم تخريب هذا الجمال الأخّاذ.
فقد وضعت مدينة كيوتو إرشاداتٍ عامة ليلتزم بها جميع المعنيين بالسياحة، سواءً كانوا مضيفين أو زوارًا. وغالبًا ما تقع معالم كيوتو السياحية بالقرب من المناطق السكنية، لذلك تتم مراعاة أن أي أفعال قد تؤثر على حياة المواطنين. كما تتم المحافظة على مراعاة المجتمع المحلي أثناء استمتاعهم بجولاتهم السياحية في كيوتو.
الثقافة الحيّة
تتمتع مدينة كيوتو بثقافة حية متوارثة منذ أكثر من ألف عام. ستشعرين بها من خلال شوارعها، وأزيائها الكيمونو، وأضرحتها، ومعابدها، التي تشعرك بتغير الفصول. فهي مختلف من فصل إلى آخر. وحين تزورين كيوتو في الصيف ستجدينها مختلف تمامًا عن زيارتها في الشتاء، وفي الربيع مغايرة للخريف. إنها مقاطعة فريدة من نوعها هي ومعظم المدن والمقاطعات اليابانية.
تعرفي على كيوتو
هناك الكثير مما يجعل كيوتو مدينةً محبوبةً ومحترمةً من وجهة نظر الشعب الياباني وكل شعوب العالم خصوصًا من يزورها كسائح أو مستكشف. وإليك بعض النقاط التي قد تساعد هم طبيعة هذه المدينة وفي الإجابة على السؤال: لماذا كيوتو؟
أولًا، لقد كانت العاصمة لأكثر من ألف عام. حيث صممت كيوتو منذ النشأة لتكون عاصمة. كما نقل الإمبراطور كانمو البلاط الإمبراطوري إليها عام ٧٩٤، وظلّ كذلك حتى عام ١٨٦٩. كما أن كونها العاصمة جعل كيوتو مركزًا ثقافيًا. كذلك يمكنك أن تستشعري مدى تأثير كيوتو المستمر في كل شيء، بدءًا من الممارسات الثقافية المتطورة باستمرار، ووصولًا إلى المباني والحدائق التي صمدت أمام اختبار الزمن.
ثانيًا، تحتوي على 14 موقعًا للتراث الثقافي العالمي لليونسكو. نعم هذا صحيح، وهذا يجعلها أهم مدينة تاريخية في العالم بفضل تاريخها العريق.كذلك تعدّ كيوتو كنزًا من المواقع التاريخية. وتشمل هذه المواقع قلعةً مزخرفةً تشهد على قوة "الشوغون"، وأضرحةً ومعابد تاريخية تعدّ موطنًا لعدد لا يحصى من الأعمال الفنية الثمينة. كما تعتبر العديد من المواقع الأخرى كنوزًا وطنية أو ممتلكات ثقافية مهمة.
موطن للصناعات التقليدية والممارسات الثقافية
يحكي لنا التاريخ أن بعض أشكال الفنون التي تطورت في كيوتو هي أشياء يسهل حملها، مثل الكيمونو الفاخر أو أواني الشاي الفاخرة. بينما تنبض فنون أخرى بالحياة من خلال الممارسة والأداء، مثل رقصات المايكو، ومسرح نو، وتنسيق الزهور. هذه ليست سوى أمثلة قليلة على التقاليد والحرف والعروض العديدة التي شكلت هوية كيوتو واليابان التي تبهر السياح من كل أنحاء العالم.
كما أنها إنها مسقط رأس "ChojuJinbutsu Giga"، أول مانغا يابانية. حيث إن أقدم مانجا (قصص مصورة يابانية) معروفة، "مخطوطات الحيوانات والبشر المرحين"، رُسمت قبل حوالي 800 عام. وتصوّر هذه المخطوطات المصورة الفكاهية حيوانات معبرة تتصرف كالبشر. كذلك تحفظ هذه المخطوطات في معبد كوزانجي بمنطقة تاكاو في كيوتو. كما يمكنك أيضًا مشاهدة المانجا الحديثة في متحف كيوتو الدولي للمانجا.
عاصمة فنون الطهي
كيوتو مدينة ثرية مليئة بالأعمال الفنية الصالحة للأكل. نعم إنها أعمال فنية وليست مجرد أطباق أو أكلات. فقد حظيت كيوتو بمياه جوفية نقية مثالية لتحضير الشاي الأخضر والساكي، ولإبراز النكهات الرقيقة للمكونات الموسمية. كما تشتهر كيوتو بأطباق الكايسيكي الراقية وحلويات الواغاشي المصنوعة يدويًا. كما تضم العديد من المطاعم الشهيرة التي تقدم أطباقًا شهية مثل السوكيياكي والرامين. حتى أن المدينة تعد مركزًا رئيسيًا للمقاهي والمخابز في عموم التراب الياباني. ومن يزور كيوتو ويستيقظ في الصباح الباكر ليتمشى في شوارعها سينتشي برائحة الخبز الطازج وكأنه في باريس أو اسطنبول.
50 مليون زائر كل عام
نعم، إنه رقم صحيح، ولا يقل عن ذلك وأحيانًا يزيد. حيث يزور كيوتو أكثر من 50 مليون زائر كل عام. سواءً لمشاهدة معالم المدينة أو لممارسة حياتهم اليومية، فإنّ جوانب الحياة في كيوتو تؤثر على الجميع. ودائماً هناك ما يدعولاستكشاف المزيد عن هذه المدينة وما يجذب الكثيرين إلى هذه المدينة وتقاليدها الحية.
سحر كيوتو المتعدد
لأن كيوتو كانت عاصمةً ومركزًا للحياة البلاطية لقرونٍ طويلة في اليابان، فقد شهدت أحداثًا تاريخيةً شهيرةً عديدةً، مما أدى إلى نشأة تقاليد ثقافية ودينية غنية.من الفنون البصرية إلى الممارسات الثقافية كالشاي والرقص، وجدت العديد من الأساليب التاريخية والمدارس الفنية المعاصرة موطنها في كيوتو، معقلها الثقافي. ولا تزال أشكال فنية جديدة تبتكر وتتطوّر حتى اليوم. ولطالما تميزت ثقافة الطعام في كيوتو بطابعها الفريد والأنيق، سواءً في مطاعم المأكولات الراقية أو المقاهي. ولا تقل الأماكن روعةً عن ذلك، فهي المكان الذي تُقام فيه العديد من اللقاءات الرائعة.
كما يمكن الاستمتاع بوقتك في كيوتو بتجارب لا تتاح إلا في هذه الأوقات من اليوم. لذلك اغتنمي فرصة الاستمتاع بشوارع كيوتو كما يفعل أهلها، خاصةً عندما يكون الجو أكثر هدوءًا سواء في الصباح الباكر أو الأمسيات المتأخرة. أيضًأ ستجذبك مناظر كيوتو الطبيعية وستلفت انتباهك إلى هدوء فصول السنة. حيث يكتسي المكان خضرةً خلابة، ومغامراتٌ أعمق في أحضان الطبيعة على بعد خطوات خصوصًا وقت إزهار أشجار الساكورا أو الكرز. كما تقدم النُزل التقليدية والفنادق الفاخرة ومنازل "الماتشيا تاون هاوس" ملاذًا هادئًا من ضغوط السفر للجميع.
الوقت المثالي
كما ناقشنا أعلاه، تعد كيوتو واحدة من المدن الأكثر شعبية في اليابان للسياحة الخارجية والداخلية. وستجدين الكثير من الأشخاص يقومون برحلات عطلات نهاية الأسبوع الطويلة إلى كيوتو، وخاصة خلال مواسم الذروة والأعياد.
وتتميز كيوتو بصيف طويل، حيث ترتفع درجات الحرارة في شهر مايو وتستمر حارة حتى سبتمبر. وكما هو الحال في طوكيو، يعدّ الصيف وأواخر الربيع أكثر الأوقات ازدحامًا بالسياح. وإذا كنت ترغبين في تجنب الزحام الشديد، فإن أفضل وقت لزيارة كيوتو هو بين أكتوبر ومارس. أي في ذروة الخريف حتى ذروة الربيع مرورًا بالشتاء الساحر.
ولعلمك صُنِّفت كيوتو "أفضل مدينة في العالم" لعامين متتاليين، عامي 2014 و2015، من قِبل قراء مجلة "ترافل+ليجر"، إحدى أكثر مجلات السفر تأثيرًا في العالم. كما أن الإقامة في كيوتو أرخص من طوكيو بحوالي 30% للمسافرين والسياح. وإذا كنت تفضلين المدن الكبرى، والتكنولوجيا الحديثة، والحياة الليلية، ومجموعة واسعة من المطاعم، فإن طوكيو هي وجهتك المثالية. أما إذا كنت تبحثين عن الرفاهيةالملكية والنقاء المناخي والحدائق وفناني الغيشا والمشي لمسافات طويلة في الطبيعة البكر ومنتجات الاسترخاء والجمال، فإن كيوتو هي وجهتك المثالية.