
نصائح السفر الى أوروبا بصحبة الأطفال هذا الصيف
السفر الى أوروبا تجربة تزداد متعة حين تكون برفقة العائلة والأطفال، حيث يضيف الأطفال لمسة مبهجة الى العطلة في مختلف الوجهات الأوروبية الشهيرة التي تتألق بمرافق عائلية وترفيهية ممتعة.
وقبل الاستعداد للإنطلاق في عطلتك هذا الصيف الى أوروبا بصحبة الأطفال، نقدم لك اليوم هذه المجموعة من نصائح السفر الأساسية، والتي تساعدك على تجاوز عقبات السفر مع الأطفال والاستعداد بذكاء لرحلة ممتعة مفعمة بالذكريات الفريدة.
التخطيط المسبق

السفر مع الأطفال إلى أوروبا يتطلب تحضيرًا مختلفًا تمامًا عن السفر الفردي أو مع الأصدقاء، إذ يحتاج الأمر إلى مراعاة تفاصيل دقيقة تتعلق بعمر الطفل واهتماماته ومدى قدرته على التحمل، وبينما تتنوع خيارات السفر الى أوروبا بين القلاع الخيالية والمتاحف التفاعلية والشواطئ الهادئة، فإن اختيار الأنسب يعتمد على طبيعة كل طفل.
ويمكن البدء بتحديد عدد محدود من الوجهات بدلاً من محاولة زيارة العديد من المدن في وقت قصير، فالإيقاع البطيء غالبًا ما يكون أكثر راحة للأطفال، كما تُعد مدن مثل كوبنهاغن وأمستردام وبرشلونة من الخيارات المتميزة لما توفره من بنية تحتية ملائمة للعائلات ومواصلات عامة فعالة، إلى جانب العديد من الأنشطة الصديقة للأطفال، كما يُفضّل تجنّب رحلات الترانزيت المعقدة والتنقل الليلي لما تسببه من إرهاق.
وجهات وأنشطة تناسب الصغار والكبار معًا

تزخر أوروبا بالمعالم الثقافية والطبيعية التي تلائم مختلف الفئات العمرية لكن من المهم اختيار الأماكن التي تجمع بين الترفيه والفائدة، وبينما قد تُبهر باريس عشاق الفن والتاريخ فإن رحلة بالقارب في نهر السين أو الاستمتاع بعرض الدمى في حدائق لوكسمبورغ قد تترك أثرًا أكبر في ذاكرة الأطفال، أما في روما فقد تستهوي العروض التفاعلية مثل تايم إليفيتور أو جولة في حديقة حيوانات فيلا بورغيزي الصغار أكثر من جولة طويلة في الكولوسيوم.
ويمكن أيضاً الاعتماد على المتاحف التفاعلية التي تمنح الأطفال تجربة تعليمية ممتعة، وتضم مدن أوروبية عديدة مراكز علمية ومتاحف طبيعية مجهزة بوسائل عرض حديثة تناسب فضول الأطفال مثل متحف التقنية في فيينا، ومتحف نيمو في أمستردام، ومتحف النقل في لندن، والعديد من المتاحف الأوروبية توفر برامج تفاعلية وورش عمل أو جولات مخصصة للأطفال، كما تتيح بعض الوجهات الدخول المجاني للصغار.
كما تُعد مدن الألعاب والمواقع المستوحاة من القصص الخيالية وجهات مثالية للأطفال، ومن الوجهات البارزة في هذا المجال ديزني لاند باريس وليغولاند في الدنمارك، وجولات هاري بوتر السينمائية في لندن.
وسائل النقل

تتمتع أوروبا بشبكة مواصلات مترابطة وفعالة مما يجعل التنقل بين المدن مريحًا حتى عند السفر مع أطفال، وتُعتبر القطارات وسيلة مثالية إذ تجمع بين الراحة والمناظر الطبيعية الخلابة، وتوفر مرافق مناسبة مثل مقصورات للعائلات ومناطق مخصصة للأطفال.
أما عند الحاجة إلى السفر جوًا فمن الأفضل اختيار الرحلات المباشرة لتقليل فترات الانتظار وتجنب الإرهاق الزائد، ويمكن التفكير في استئجار سيارة عند الرغبة في استكشاف المناطق الريفية أو المناطق البعيدة عن المدن الكبرى مثل قرى بروفانس أو بحيرات شمال إيطاليا، ومع ذلك يُفضل تجنب القيادة في مراكز المدن بسبب ضيق الشوارع وصعوبة العثور على مواقف.
وفيما يخص المواصلات العامة، توفر العديد من المدن الأوروبية خصومات أو دخولًا مجانيًا للأطفال، لذلك من المفيد التحقق مسبقًا من هذه التسهيلات، كما يُعد اقتناء عربة خفيفة قابلة للطي خيارًا عمليًا للأطفال الصغار خصوصًا عند المشي في الشوارع المرصوفة بالحجر.
استمتاع الأطفال أثناء السفر الى أوروبا

يواجه المسافرون مع الأطفال تحديًا مستمرًا في الحفاظ على نشاطهم واهتمامهم أثناء الجولات الطويلة، ولتفادي التذمر أو الشعور بالملل يُستحسن إدراج أنشطة مخصصة لهم في البرنامج اليومي، إلى جانب منحهم بعض المساحة لاختيار ما يناسبهم.
ومن الأمور المفيدة حجز الإقامة بالقرب من حدائق عامة أو ملاعب للأطفال، مما يسمح بقضاء فترات من الاسترخاء واللعب بعد الجولات السياحية، وتوفر العديد من الحدائق الأوروبية مثل "شتاتبارك" في فيينا و"كِنزنغتون غاردنز" في لندن و"ريتيرو" في مدريد مساحات لعب ومرافق متنوعة.
وتقوم بعض المتاحف بتوفير كتيبات للأطفال أو جولات مخصصة بلغة مبسطة، ومن الأفضل توزيع النشاطات على مدار اليوم وتجنب الحشو الزائد في البرنامج اليومي للحفاظ على الطاقة والمزاج الجيد.
تجهيز الحقائب بذكاء ومرونة

التحضير الجيد للحقائب يسهم في تقليل المتاعب خلال الرحلة مع الأطفال، وينصح بتجهيز ملابس متعددة الاستخدام تتناسب مع تغيرات الطقس في الصيف الأوروبي، حيث قد يتغير الجو بشكل مفاجئ حتى في أيام مشمسة، ويمكن الاعتماد على الطبقات إلى جانب اصطحاب سترات خفيفة وأحذية مريحة للمشي.
وبالنسبة للأطفال الصغار من الأفضل حمل كمية كافية من الحفاضات والمستلزمات الأساسية لأول أيام السفرولا بد من وجود حقيبة إسعافات أولية تحتوي على اللاصقات الطبية وخافض للحرارة وأدوية لدوار السفر.
كما يمكن تحميل محتوى ترفيهي مسبقًا مثل أفلام وألعاب إلكترونية وكتب صوتية، إضافة إلى ألعاب صغيرة أو كتب تلوين، أما الأطفال الأكبر سنًا فيُفضل منحهم حقيبة صغيرة خاصة بهم ليحملوا فيها أغراضهم الشخصية مما يمنحهم شعورًا بالاستقلالية.
ولا يُمكن تجاهل تجهيز الوثائق المطلوبة مثل جوازات السفر والتأشيرات والتأمين الصحي وسجلات التطعيم، في ملف واحد مقاوم للماء، وإذا كان أحد الوالدين يسافر بمفرده مع الطفل فقد تتطلب بعض الدول وثيقة مصدقة تثبت موافقة الطرف الآخر على السفر.
تناول الطعام مع الأطفال

يُعرف المطبخ الأوروبي بتنوعه الكبير وهو ما يمثل تجربة ثقافية مميزة، لكنه قد يشكل تحديًا مع الأطفال الانتقائيين في الطعام، ومع ذلك تقدم معظم المدن الأوروبية خيارات مرنة وتراعي اختلاف الأذواق، وغالبًا ما تُرحب المطاعم بالعائلات.
ومن المفيد الاحتفاظ بوجبات خفيفة معتادة في الحقيبة مثل البسكويت أو الفواكه المجففة، لتناولها في أوقات الانتظار أو التنقل، كما تُعد زيارة الأسواق المحلية فرصة لتجربة المخبوزات والأجبان والفاكهة الطازجة بطريقة غير مكلفة ومحببة للأطفال.
ويُنصح أيضًا بمراعاة توقيت الوجبات إذ تختلف عادات الطعام من بلد لآخر، ففي إسبانيا مثلًا يبدأ العشاء في وقت متأخر بينما يُفضل سكان ألمانيا أو المملكة المتحدة تناول الطعام مبكرًا، وتعديل الجدول اليومي ليتماشى مع روتين الطفل يساعد على تجنب نوبات الجوع أو التعب.
الحفاظ على الصحة والسلامة

رغم أن أوروبا تُصنّف ضمن المناطق الآمنة للسفر إلا أن اليقظة تبقى ضرورية عند التجول مع الأطفال، خصوصًا في الأماكن المزدحمة مثل محطات القطارات والأسواق، ومن المفيد تعليم الطفل بعض الإرشادات الأساسية مثل التعرّف على رجال الشرطة أو الاحتفاظ برقم الهاتف، وعدم الابتعاد عن الأسرة.
ويمكن استخدام أساور أو ملصقات تحمل معلومات الاتصال الخاصة بالوالدين، خصوصًا مع الأطفال الأصغر سنًا، كما يُفضل التقاط صورة يومية للطفل لتسهيل عملية البحث في حال الفقدان.
ومن الضروري أيضاً حمل معقّم لليدين واستخدامه بعد استخدام المواصلات العامة أو دخول الحمامات، ويُنصح أيضًا بوضع واقٍ شمسي وعبوة ماء قابلة لإعادة التعبئة ضمن الحقيبة اليومية، حيث إن مياه الصنبور صالحة للشرب في معظم الدول الأوروبية.
ويُعد التأمين الصحي الشامل جزءًا أساسيًا من الاستعداد إذ يُغطي حالات الطوارئ الطبية أو إلغاء الرحلات أو فقدان الأمتعة، كما يُفضل معرفة موقع أقرب صيدلية أو مركز طبي في كل وجهة يتم زيارتها.
المرونة عند السفر مع الأطفال

السفر مع الأطفال لا يخلو من المفاجآت مثل التأخير في مواعيد القطارات أو تغير الطقس المفاجئ، ولكن مثل هذه المواقف تُشكل جزءًا من التجربة وغالبًا ما تتحول إلى حكايات تُروى لاحقًا.
والمرونة في التوقعات تُعد مفتاحًا للتعامل مع هذه الظروف، فقد لا تسير كل الأيام كما هو مخطط لها وقد لا تُثير كل المعالم اهتمام الطفل، ولكن حين يُمنح الطفل دورًا في اختيار الأنشطة قد يفاجئك باكتشافه لاهتمامات جديدة.
اختيار التوقيت المناسب
عند السفر مع الأطفال يمكن أن يؤثر توقيت النشاطات اليومية بشكل كبير على المزاج العام وسير اليوم، ويُستحسن بدء الجولات السياحية في الصباح عندما يكون الطفل في حالة من النشاط والهدوء حيث تكون المواقع السياحية أقل ازدحامًا والطقس ألطف، لا سيما في دول جنوب أوروبا.
أما فترة ما بعد الظهيرة فقد تكون مرهقة نسبيًا للصغار إذ ينخفض مستوى الطاقة ويزداد الشعور بالتعب، ولهذا من المفيد تخصيص هذا الوقت لأنشطة مريحة مثل نزهات القوارب، أو التوقف لتناول المثلجات أو الاسترخاء في مقر الإقامة.
وعند التخطيط لرحلات بالطائرة أو القطار يمكن اختيار مواعيد تتماشى مع إيقاع الطفل اليومي، حيث يُفضل أن تتوافق أوقات التنقل مع أوقات النوم للأطفال الصغار بينما تناسب ساعات الصباح أو ما بعد العصر الفئات الأكبر سنًا بشكل أفضل من فترات الظهيرة المزدحمة.
أماكن الإقامة المناسبة للعائلات
تُعد أماكن السكن عنصرًا أساسيًا في نجاح الرحلة العائلية، وتختلف الاحتياجات العائلية عن غيرها حيث يُفضل اختيار شقق أو فنادق مخصصة للعائلات تحتوي على مطبخ صغير وغسالة ومساحات منفصلة للنوم والمعيشة.
ويمكن استخدام محركات الحجز الإلكترونية لتصفية النتائج حسب التجهيزات، مثل الأسرّة الإضافية والكراسي المخصصة للطعام أو حتى وجود ألعاب للأطفال، كما تُساعد مراجعات المسافرين الآخرين في تقييم مدى ملاءمة العقار للأطفال.
ويُعد الموقع عاملاً لا يقل أهمية حيث يُفضل اختيار سكن قريب من الحدائق، أو محطات النقل أو الأسواق المحلية مما يُسهّل الوصول إلى الاحتياجات اليومية ويوفّر على الجميع مجهود التنقل.
التعامل مع الاختلافات الثقافية
أثناء السفر قد يصادف الأطفال اختلافات في اللغة والسلوك والعادات، وهو أمر قد يسبب نوعًا من الحيرة أو الانزعاج أحيانًا، ومن المفيد التحدث مسبقًا عن هذه الفروقات وشرحها بطريقة بسيطة مثل كيفية التحية أو تقاليد تناول الطعام أو استخدام المرافق العامة.
ويمكن أيضاً الاستفادة من التطبيقات التعليمية والألعاب التي تقدم معلومات خفيفة عن الثقافات المختلفة، مثل تعلم كلمات بسيطة من لغة البلد أو التعرف على علمه ومعالمه، مما يضيف بُعدًا تفاعليًا لتجربة الطفل.