أجمل الوجهات السياحية لقضاء عطلة عيد الأضحى في أجواء الهدوء والأناقة
يشكل عيد الأضحى فرصة ثمينة لالتقاط الأنفاس قبل انطلاق موسم السفر الصيفي بكل زخمه، إذ يأتي في توقيت يسمح بالابتعاد المؤقت عن الروتين اليومي والانغماس في أجواء مختلفة مع طقس رائع وهدوء نسبي.
ويُعد توقيت العطلة في مطلع شهر يونيو عاملاً مهماً عند اختيار الوجهة حيث أن العديد من المدن الأوروبية والجزر لا تزال تنعم بهدوء ما قبل الذروة السياحية، مما يمنح الزائرين طقساً معتدلاً ومساحات أقل ازدحاماً مقارنةً بشهري يوليو وأغسطس.
كما أن قرب هذه الوجهات من الشرق الأوسط يسهل الوصول إليها حيث يمكن ترتيب عطلة تمتد لأسبوع من دون عناء السفر الطويل، مما يمنح هذه الوجهات القدرة على تحويل عطلة العيد إلى تجربة متكاملة مع وقت للتأمل والهدوء وإعادة التواصل وفرصة للاحتفال بأسلوب يجمع بين الراحة والذوق الرفيع.
واليوم نقدم لكم في مجلة هي هذه المجموعة الرائعة من الوجهات السياحية التي تقدم تجارب سفر تجمع بين الأناقة وسهولة الوصول وروح الاحتفال والاستجمام الهادئ، حيث يمكن قضاء عطلة العيد بطريقة هادئة تجمع المتعة والخصوصية.
جنيف، سويسرا
تُعرف جنيف بكونها من أكثر المدن الأوروبية رقيّاً حيث تلتقي المناظر الطبيعية الخلابة مع الطابع الدبلوماسي الرفيع والحياة الفاخرة، ويمكن الوصول إليها من عدة مدن في الشرق الأوسط خلال رحلة لا تتجاوز ست ساعات مما يجعلها خياراً مناسباً لعطلة عيد تحمل الطابع الهادئ والغني بالتجارب الثقافية.
ويتميّز طقسها في مطلع يونيو بالاعتدال،مما يسمح بالتنزه على ضفاف البحيرة أو قضاء لحظات من الاسترخاء في حدائقها العامة، ويمكن تخصيص جزء من النهار لركوب القارب في بحيرة جنيف ثم متابعة اليوم بجولة سيراً في أزقة المدينة القديمة، حيث تكشف المباني العتيقة عن صفحات من تاريخ المدينة.
كما تعد نافورة جيت دو من أبرز المعالم التي تستحق الزيارة، إلى جانب متحف باتيك فيليب الذي يروي قصة دقيقة لصناعة الساعات السويسرية، ويمكن أيضاً الاستمتاع بتجربة تسوق راقية في منطقة رو دو رون، حيث تصطف المتاجر الفاخرة على الأرصفة المرصوفة بالحجارة، وبعد يوم حافل يحلو تناول العشاء في مطعم مطل على جبال الألب أو حتى الانطلاق في رحلة قصيرة إلى مونترو أو لوزان، وتتميز جنيف بانخفاض الكثافة السياحية في أوائل الصيف وهو ما يمنح الزائر أجواءً أكثر هدوءاً للاسترخاء أو للاستكشاف.
بروكسل، بلجيكا
قد لا تخطر بروكسل على البال مباشرة عند التفكير في عطلة خارجية، غير أن هذا تحديداً ما يجعلها خياراً مميزاً خلال عيد الأضحى، وتستغرق الرحلة إليها من منطقة الخليج قرابة الست ساعات لتصل إلى مدينة ساحرة، تجمع بين الأزقة المرصوفة والساحات الكبرى والفن المتنوع ونكهات الشوكولاتة الأصيلة، وتُعد الساحة الكبرى في بروكسيل إحدى أجمل الساحات في أوروبا حيث يزداد سحرها ليلاً عند إضاءتها، مما يمنح الزائر لحظة تأمل فريدة وسط أجواء من الهدوء.
ويمكن أيضاً تخصيص وقت لزيارة معالم مثل الأتوميوم وحديقة ميني أوروبا، حيث تتداخل عناصر الترفيه والمعرفة في تجربة واحدة تناسب الزوار من مختلف الأعمار، كما لا تكتمل زيارة بروكسل من دون تذوق الأطباق المحلية مثل الوافل والبطاطا المقلية أو التوقف عند محلات الشوكولاتة الراقية مثل بيير ماركوليني أو نيوهاوس لاكتشاف مذاقات لا تُنسى.
ومن مميزات المدينة سهولة التنقل منها إلى وجهات قريبة مثل بروج أو غنت أو أنتويرب عبر شبكة قطارات فعّالة، أما الأجواء العامة فتتسم بالبساطة والود مما يضيف إلى الرحلة بعداً إنسانياً دافئاً يتماشى مع روح العيد ويمنح فرصة للاستجمام والتجديد.
ميلانو، إيطاليا
تُعد ميلانو من المدن التي تعكس روح الأناقة الإيطالية ويمنحها توقيت العيد في مطلع يونيو ميزة إضافية، حيث يمكن التجول في أحيائها قبل بدء موسم السياحة الصاخب، ويمكن الوصول إليها برحلات مباشرة من عدة مدن عربية خلال ست ساعات تقريباً مما يجعلها خياراً عملياً ومغرياً لعطلة تجمع بين التسوّق والفن والثقافة، حيث يمكن الاحتفال بالعيد بأسلوب راقٍ يعبّر عن ذوق خاص.
وتتميز المدينة خلال هذه الفترة بأجواء مشمسة ومريحة مع نشاط محدود في الشوارع يتيح فرصة لاكتشافها بهدوء، ويمكن الانطلاق صباحاً إلى منطقة كوادريلاتيرو ديلا مودا وهي الوجهة الأولى لعشاق الموضة، كما تقدم زيارة دار الأوبرا لا سكالا أو معرض بريرا فرصة للغوص في عالم الفنون الذي تشتهر به المدينة.
ويمكن أن تبدأ الرحلة من ساحة دومو الشهيرة حيث ينتصب كاتدرائية ميلانو بأبّهتها كواحدة من أعظم التحف المعمارية في إيطاليا، ومن هناك يمكن التوجه بشكل طبيعي نحو غاليريا فيتوريو إيمانويل الثاني الذي يعد من أقدم وأروع أروقة التسوّق في العالم.
وبينما توفر المدينة محطات ثقافية عديدة، فإن الباحثين عن لحظات من الاسترخاء يمكنهم التوجه إلى باركو سيمبيوني خلف قلعة سفورزيسكو، وهو خيار مناسب لنزهة هادئة أو جلسة عائلية في أجواء خضراء، وفي ساعات المساء تتجه الأنظار نحو منطقة نفيغلي حيث تنتشر المطاعم والمقاهي على ضفاف القنوات، مع أطباق تُقدّم في الهواء الطلق وسط أجواء إيطالية معاصرة.
ميكونوس، اليونان
تحتفظ ميكونوس بمكانتها كأحد أشهر المقاصد الصيفية في أوروبا إلا أن زيارتها خلال فترة عيد الأضحى تمنح الزائر تجربة مختلفة تماماً، حيث لا تزال الأجواء هادئة والشواطئ أقل ازدحاماً، ويمكن الوصول إلى الجزيرة مباشرة من دبي ومدن خليجية أخرى مما يوفّر خياراً عملياً لعطلة قصيرة أو إقامة أطول قليلاً مثالية للاحتفال بعيد الأضحى بطريقة فريدة وأنيقة.
وتتميّز ميكونوس بمبانيها البيضاء ذات القباب الزرقاء ومياهها الشفافة، إلا أن الجانب الأكثر هدوءاً من الجزيرة يبدأ في الظهور في أوائل الصيف حين يمكن استكشاف القرى الصغيرة مثل آنو ميرا التي توفّر مطاعم محلية تقدّم مأكولات يونانية تقليدية في أجواء بسيطة ومريحة.
كما تُعد شواطئ مثل أغيوس سوتيس وبانورموس من الأماكن المناسبة للاسترخاء، بعيداً عن صخب الحفلات التي تشتهر بها الجزيرة لاحقاً في الصيف، ويمكن أيضاً القيام برحلة بحرية قصيرة إلى جزيرة ديلوس إحدى أبرز المواقع الأثرية المرتبطة بالأساطير اليونانية، حيث تتناثر بقايا المعابد والآثار القديمة في مشهد يروي جزءاً من تاريخ الحضارة الإغريقية.
غرناطة، إسبانيا
تقع غرناطة في جنوب إسبانيا حيث ما زالت أصداء الحضارة الإسلامية تتردّد في أزقّتها القديمة فتمنح الزائر إحساساً عميقاً بالانتماء والتأمل، خاصة خلال مناسبة مثل عيد الأضحى، ويمكن الوصول إليها عبر رحلة إلى مدريد أو برشلونة تليها وصلة جوية أو برّية قصيرة، لتبدأ مغامرة مختلفة في عمق الأندلس.
ولا يمكن زيارة المدينة دون المرور بقصر الحمراء الذي يجمع بين الفن والهوية الإسلامية في أدق تفاصيله من النقوش إلى النوافير، وتُعد هذه الفترة من العام الأنسب للاستمتاع بالزيارة بعيداً عن الزحام والحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة في شهري يوليو وأغسطس، وفي المقابل يُمكن اكتشاف حي ألبايثين حيث تتعرّج الأزقّة بين البيوت البيضاء وتطل الشرفات على قمم سييرا نيفادا وقصر الحمراء معاً.
وتستمر التجربة الأندلسية في حي ساكرومونتي حيث تقام عروض الفلامنكو داخل كهوف أثرية، بينما يمكن التوقف في إحدى مقاهي الشاي المنتشرة لتذوق النكهات الشرقية في قلب أوروبا، كما توجد مطاعم عربية ومبادرات محلية صغيرة تستقبل الزوار بأطباق خاصة احتفاءً بالعيد.
سيشل
تقع سيشل في قلب المحيط الهندي وتُعتبر وجهة مريحة يسهل الوصول إليها من العديد من دول الخليج حيث تتوفّر رحلات مباشرة إلى العاصمة فيكتوريا في جزيرة ماهي، ويتميّز الطقس في مطلع يونيو بالاعتدال النسبي مع نسيم بحري لطيف يوفّر أجواء ملائمة للراحة قبل بدء ذروة الموسم السياحي.
ويوفر قضاء عيد الأضحى في سيشل توازناً مثالياً بين الاسترخاء والعزلة المحببة خصوصاً لمحبي الرومانسية، مع فرصة نادرة للتواصل مع الطبيعة ضمن أجواء تتناغم مع معاني العيد الهادئة.
وتُعد شواطئ بو فالون وآنسي إنتندانس من أبرز المحطات التي يمكن الاسترخاء عندها، حيث تتلاقى الرمال البيضاء مع المياه الفيروزية في مشهد يدعو للتأمل، ويمكن أيضاً زيارة العاصمة الصغيرة فيكتوريا التي تُعد من أصغر العواصم في العالم، حيث تنتشر الأسواق والمقاهي المحلية وتظهر ملامح التنوّع الثقافي الفريد بين السكان.
كما توفّر الجزيرة مسارات طبيعية في حديقة مورن سيشيلوا الوطنية إلى جانب فرص القيام برحلات بحرية إلى جزر قريبة مثل براسلين ولا ديغ، حيث تنكشف مناظر فريدة مثل غابة فاليه دو ماي المصنّفة ضمن التراث العالمي.
