تعرفوا على تفاصيل وكواليس وأبرز صناع 3 أفلام عربية مدعومة من صندوق البحر الأحمر ومرشحة للأوسكار
بعد أن أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن القوائم المختصرة في 12 فئة في جوائز الأوسكار 2026، والتي شهدت حضور عربي مميز في تلك القائمة؛ كان الجميع؛ أصبحت تلك الأعمال وصناعها محل اهتمام الجمهور خاصة بعد مشاركة 3 أفلام عربية في فئة أفضل فيلم دولي ومدعومة من صندوق البحر الأحمر السينمائي الذي أصبح أحد العناصر الأكثر تأثيرًا في السينما العالمية.
وكان حساب مهرجان البحر الأحمر السينمائي على احتفل على انستجرام بترشيح 3 أفلام عربية مدعومة من صندوق البحر الأحمر السينمائي لجوائز الأوسكار 2026، بعد ضمها في القائمة القصيرة في فئة أفضل فيلم أجنبي أو دولي، ونشر الحساب بوسترات هذه الأفلام وعلق عليها: "ثلاث قصص.. ثلاث رحلات.. مسرح عالمي واحد.. تهانينا لفرق عمل كل من فيلم "اللي باقي منك"، و"فلسطين ٣٦"، و"صوت هند رجب" لاختيارها ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار الـ 98.. وتفخر مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بدعمها لهذه الأفلام من خلال صندوق البحر الأحمر، ودعمها للأصوات التي تدفع السينما إلى الأمام وتنقل قصصها إلى العالم".
اللي باقي منك
فيلم "اللي باقي منك" يعتبر من بين الأفلام المرشحة ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار، حيث يمثل الفيلم رسميًا المملكة الأردنية الهاشمية في جوائز الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصورة المتحركة "الأوسكار" ضمن فئة أفضل فيلم روائي دولي بمشاركة متميزة للنجمين العالميين Javier Bardem وMark Ruffalo كمنتجين تنفيذيين، ويشارك في بطولة الفيلم نخبة من أبرز الممثلين الفلسطينيين والعرب ومن بينهم صالح بكري، شيرين دعيبس وآدم بكري، ومحمد بكري، وماريا زريق، محمد عبد الرحمن.
والفيلم من كتابة وإخراج شيرين دعيبس وإنتاج ثاناسيس كاراثانوس، شيرين دعيبس، مارتن هامبل، كريم عامر. بالاشتراك مع OSN+ ، مدينة الإنتاج الإعلامي بقطر، Medan Productions ،Baird Films، المجموعة الوطنية للصناعات الإبداعية، TEN X Group، فيلم كلينك ومؤسسة الدوحة للأفلام، وإنتاج تنفيذي من قبل صندوق البحر الأحمر، وتتولى توزيع الفيلم في جميع أنحاء العالم The Match Factory وفي العالم العربي فيلم كلينك المستقلة للتوزيع.
وكانت المخرجة شيرين دعيبس قد تحدثت عن كواليس فيلمها "اللي باقي منك" والصعوبات الكبيرة التي واجهتها خلال إنتاجه، وذلك على هامش عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وقالت إن العمل مستوحى من عائلتها، خصوصًا والدها الفلسطيني الذي تم نفيه عام 1967.
وعن الصعوبات التي واجهتها، فأضافت شيرين دعيبس: "كان من المفترض أن نصور الفيلم بالكامل في فلسطين لكن بعد خمسة أشهر من التحضيرات، اندلعت الأزمة أُجبرنا على الإخلاء، ما اضطرنا لإعادة بناء الفيلم خارج فلسطين وقمنا بالتصوير في أربعة مواقع مختلفة: قبرص، الأردن، اليونان، ومع تصوير عن بعد في فلسطين، مما شكل تحديًا لوجستيًا وماليًا هائلًا.. لقد كان الفيلم مؤلمًا للغاية".
وعن توقعاتها للفيلم، قالت: "أتمنى أن يترك الفيلم تأثيرًا عاطفيًا كبيرًا على الجمهور في كل مكان، وهذا ما شاهدناه بالفعل خلال أول عرض، حيث كانت الاستجابة العاطفية قوية للغاية والعديد من الحضور بكى أثناء جلسة الأسئلة والأجوبة".
وكانت المخرجة شيرين دعيبس مخرجة فيلم "اللي باقي منك"، قد نالت جائزة "فارايتي الدولية للمخرج الرائد"، وذلك خلال الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث تهدف هذه الجائزة إلى الاحتفاء بالمواهب الملهمة ذات الرؤى الواعدة التي يتردّد صداها عبر الدول والثقافات والتي تتحوّل إلى مصدر إلهام للأجيال الصاعدة من صنّاع الأفلام، ما يجعل من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي منصّة رائدة لألمع المواهب السينمائية العالمية ومن أبرز الفعاليات التي تسلّط الضوء على ما تتغنّى به المنطقة من مواهب وإمكانات واعدة.
وشيرين دعيبس هي من أبرز الروّاد في عالم صناعة الأفلام والتمثيل، حيث ساهمت في إطلاق نوع جديد من سرد القصص العربية الأمريكية من خلال فيلمها الطويل الأول "أمريكا"، الذي نال استحسان النقّاد وعُرض للمرة الأولى عالميًا في مهرجان صندانس السينمائي في عام 2009 وفاز بجائزة فيبريسي الدولية المرموقة للنقّاد في مهرجان كان السينمائي الدولي. وقد تمّ ترشيح الفيلم للعديد من الجوائز، كما اختاره المجلس الوطني الأمريكي للمراجعة السينمائية ضمن أفضل عشرة أفلام مستقلّة للعام. وكان فيلمها الطويل الثاني "مي في الصيف" العمل الأول الذي تشارك فيه شيرين دعيبس كممثلة، علمًا أنه عُرض للمرة الأولى في مهرجان صندانس السينمائي في عام 2013 وكان عرضه الدولي الأول في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
كذلك قامت شيرين دعيبس بإخراج حلقات مميّزة من مسلسل "رامي" الذي تمّ عرضه على منصّة هولو ومسلسل "أوزارك" الذي عُرض على منصّة نتفليكس وفي عام 2022، أصبحت شيرين أول فلسطينية يتمّ ترشيحها لجائزة إيمي عن حلقتها الصامتة المبتكرة من مسلسل "الجناية في البناية" الذي عُرض على منصّة هولو، وتشمل أبرز أعمالها في مجال التمثيل مسلسل "مو" الذي عُرض على نتفليكس ومسلسل "فول آوت" على منصّة أمازون برايم وفيلم "نسور الجمهورية" للمخرج طارق صالح، والذي كان مشاركًا في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام.
فلسطين 36
أما فيلم "فلسطين 36" فهو من تأليف وإخراج آن ماري جاسر، ويضم الفيلم طاقم عمل دولي يضم العديد من الأسماء الكبيرة ومنهم الممثل البريطاني الحائز على جائزة الأوسكار جيرمي آيرونز، والممثلة الفلسطينية الكبيرة هيام عباس، والممثل الفلسطيني الكبير كامل الباشا، وصالح بكري، وياسمين المصري وظافر العابدين وغيرهم، وهو دراما تاريخية تدور حول الثورة الفلسطينية ضد الحكم البريطاني والدعوة إلى الاستقلال عام 1936، بإنتاج دولي مشترك بين فلسطين وبريطانيا وفرنسا والدنمارك وقطر والسعودية والأردن.
وكانت حسابات الفيلم وصناعه على مواقع التواصل الاجتماعي قد احتفلت بوصوله للقائمة القصيرة في جوائز الأوسكار، فكتبت إحدى حسابات الشركة المنتجة على انستجرام: "في خطوة مهمة في السينما العربية، فلسطين 36، ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار.. فخورين في فريق الفيلم و نفخر بالمشاركة في إنتاجه، ويُعرض قريبًا في صالات السينما السعودية"
فيما كتب الحساب الرسمي للفيلم: "تم إدراج فلسطين 36 رسمياً في القائمة المختصرة لأفضل فيلم دولي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 98، هذا واحد من أرقى الاعترافات في السينما العالمية - مساحة مخصصة للأفلام التي تحدد العام وتشكل المحادثة وتترك بصمة دائمة.. رؤية قصة فلسطينية تقف هنا شرف لا يتوقف.. شكرًا لكم".
كما كتب حساب آخر لإحدى الشركات المنتجة للعمل: "إنجازٌ تاريخيٌّ لفلسطين 36، من إخراج آن ماري جاسر، تمّ اختيار الفيلم رسميًا ضمن القائمة المختصرة لأفضل فيلم روائي دولي في جوائز الأوسكار لعام 2026، لحظة فارقة في تاريخ السينما الفلسطينية، وهذه القصة لا تزال تتألق".
وسبق وقد تحدثت آن ماري جاسر عن العمل وكواليسه، وكشفت في تصريحات إعلامية أن الفيلم استغرق ثماني سنوات، بدأت خلالها بالكتابة والبحث، مستعينةً ببعض من الذكريات، موضحة أن السنوات الأولى خصصت للتأمل وتكوين صورة داخلية عن ذلك الزمن الذي تدور فيه أحداث الفيلم، بينما استغرق التحضير العملي نحو عشرة أشهر متواصلة، شملت بناء مواقع التصوير، وتصميم الأزياء، وتجهيز المشاهد التفصيلية، وكشفت المخرجة أن الاستعدادات كانت توشك على الاكتمال حين اندلعت الأحداث في فلسطين فتوقف كل شيء فجأة بحسب تصريحاتها
وأشارت إلى أن المواقع الأصلية التي خُطط لتصوير الفيلم فيها كانت كلها داخل فلسطين، وقد تم اختيارها بدقة كبيرة لتتناسب مع روح المرحلة، لكن الظروف السياسية والعسكرية دفعت الفريق إلى استكمال التصوير في الأردن، ثم العودة مجدداً إلى فلسطين لتصوير المشاهد الختامية".
صوت هند رجب
أما فيلم "صوت هند رجب" فيواصل نجاحته العالمية الاستثنائية بوصوله للقائمة القصيرة لجوائز الأوسكار، فهو أحد أهم الأعمال السينمائية المدعومة من صندوق البحر الأحمر السينمائي، وعلق الحساب الرسمي للفيلم على انستجرام وكتب احتفالًا بهذا الحدث: "شرف لا يصدق لرؤية صوت هند رجب في القائمة المختصرة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي. في دور العرض المختارة بدءًا من الغد".
ودور قصة الفيلم في 29 يناير 2024، حيث تلقى متطوعو الهلال الأحمر اتصالاً طارئًا من طفلة في السادسة من عمرها عالقة في سيارة تحت نيران الاحتلال في غزة، تتوسل لإنقاذها. وبينما كانوا يحاولون إبقاءها على الخط، بذلوا قصارى جهدهم لإحضار سيارة إسعاف إليها وكان اسمها هند رجب.
وفي حديثها مع Deadline عن الفيلم قالت كوثر بن هنية: "أثناء توقفي في مطار لوس أنجلوس الدولي، سمعتُ تسجيلًا صوتيًا لهند رجب تتوسّل المساعدة. حينها، كان صوتها قد انتشر عبر الإنترنت. شعرتُ على الفور بمزيج من العجز والحزن العارم. ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تتأرجح تحتي."
والفيلم من كتابة وإخراج كوثر بن هنية وهو إنتاج تونسي فرنسي مشترك لكل من نديم شيخ روحه لشركة Tanit Films و Mime Films وأوديسا راي لشركة RaeFilm Studios، وجيمس ويسلون لشركة Jw Films Production. وتتولى MAD Distribution التوزيع بالسينمات والعروض الثقافية للفيلم بالعالم العربي، بينما تعمل Sunnyland (مجموعة A.R.T) كموزع رقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتولى شركة The Party Film Sales إدارة المبيعات العالمية وتمثيل الحقوق في أمريكا الشمالية بالتعاون مع شركة CAA Media Finance.
شارك في بطولة الفيلم سجا الكيلاني ومعتز ملحيس وكلارا خوري وعامر حليحل، وتصوير خوان سارمينتو جي، ومونتاج قتيبة برهمجي، ماكسيم ماتيس، وكوثر بن هنية، وموسيقى تصويرية أمين بوحافة، ومصمم الإنتاج باسم مرزوق.
وفي مشهد مؤثر خلال افتتاح مهرجان الدوحة، حرصت وسام حمادة والدة هند رجب تزامنًا مع عرض الفيلم بالافتتاح على إلقاء كلمة عن الفيلم وابنتها الراحلة وقالت: "بعتبر نفسي أقوى أم في العالم"، ليقف لها الحضور بالقاعة احترامًا لها، وسط لحظة مؤثرة، وأكدت على أن صوت ابنتها بات مسؤولية إنسانية، وأن سرد حكايتها هو فعل مقاومة بحد ذاته.
الصور من حسابات صناع الأفلام على انستجرام
