خاص "هي" رسالة مهرجان البحر الأحمر: "رهين".. كوميديا سعودية بين الشاشة والسجادة الحمراء
على السجادة الحمراء لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الخامسة التقطت العدسات صورة لحقيبة بنية اللون تُركت بمفردها وكأنها "لغز" يمهد لما سيشاهده الجمهور على الشاشة في الليلة نفسها، فيما حمل الممثل السعودي محمد الدوخي قناع طائر على نفس السجادة لتخرج جلسة تصوير فيلم "رهين" مغايرة ومضحكة بما يناسب طبيعة الفيلم الذي سيعرض نهاية هذا الأسبوع على منصة نتفليكس.
منذ انطلاقه لا يتوقف مهرجان البحر الأحمر عند الأفلام المعدة خصيصا للمهرجان أو حتى تلك التي تستهدف شباك التذاكر بعد حصول على جوائز، دائما ما كان لأفلام المنصات مكانتها في برمجة المهرجان العربي الصاعد بقوة في خمس سنوات، أخر تلك الأفلام هو "رهين" جديد محمد الدوخي بطل "مندوب الليل" توقيع المخرج التونسي أمين الأخنش والذي تدور كل أحداثه في الرياض على مدى 85 دقيقة .
إكسسوارات على السجادة الحمراء
فريق العمل استعان بالعديد من الإكسسورات على السجادة الحمراء، أبرزها قناع الطائر الذي يبدأ به الشريط، والحقيبة بنية اللون التي تنتهي من خلالها الأحداث.
"رهين" أحداث انتاجات "تلفاز 11" فيلم كوميدي بالأساس لكنه يطرح في الخلفية قضية الديون الشخصية التي تدفع بصاحبها إلى هاوية غير متوقعة، لكن المؤلفين أحمد عامر وعبد العزيز العيسى اختار القالب الخفيف لمناقشة القضية وجعلوا الأولوية للكوميديا والمفارقات من خلال بناء درامي اعتمد على فوضوية الشخصيات وانعدام خبراتها العملية انطلاقا من أب ثري وبخيل متهرب من الضرائب، لديه ولدين الأول مُطلق يرعى ابنته ومديون بربع مليون ريال لرجال عصابات عنيف، والثاني يعاني من الخمول تتحكم فيه زوجته الباحثة مبكرا عن الإرث .

مطاردة غير متوقعة
اعتمد الفيلم في بناءه على مقدمة خاطفة حيث مطاردة غير متوقعة نعرف بعدها أن "سطام" هارب من تسديد الديون بسبب حياته العابثة وانعدام التخطيط الذي كان بالتأكيد سبب انفصاله عن زوجته، رغم ذلك تحبه ابنته بشدة وترفض الإقامة مع والدتها، وتكتفي بالجدة التي حصلت على حق الرعاية والمنفصلة أيضا عن والد سطام .

التناقض في مفهوم الأبوة هو نقطة انطلاق الفيلم إذن، الرجل الثري معه نقود لكنه غير حنون، والابن حنون لكنه فاشل في إدارة حياته، فيقرر الأخير "سطام" أن يسدد ديونه عبر خطة مستوحاة من الأفلام الأجنبية، وتبدأ الأحداث في التداخل بسبب اختلاف شخصيات كل من حول الأب ودوافعهم، الابن الأول "سطام" يريد الخروج من أزمته بأي ثمن، الابن الثاني يعاني من تحكم زوجته، فيما الزوجة طماعة وتريد الإرث مقدما، بينما مساعد الأب يريد مكأفاة نهاية الخدمة .
نجح صناع الفيلم في توفير إيقاع سريع ومتلاحق للأحداث، وكونهم خلقوا شخصيات ليسوا مجرمين بالفطرة فيما عدا "رجل العصابات" وفر ذلك العديد من المواقف الكوميدية خصوصا مع "العصابة المزيفة" الذين استعان بهم "سطام" لتنفيذ خطته، لكن بسبب قلة خبرتهم وحيرتهم بين الحلال والحرام أفلت منهم الأب وتصادم الجميع في النهاية التي جاءت سريعة وسعيدة خصوصا لـ"سطام" الذي تصالح مع والده فيما الأخر أدرك أنه فقد من أمواله ما ليس حقه من البداية.

فريق تمثيل مميز
جميع الممثلين أجادوا أدوارهم، وعاد الدوخي من جديد ليؤكد قدرته في تقديم هذه النوعية من الأفلام الكوميدية التي تعيد صياغة الشخصية السعودية على الشاشة الكبيرة بعيدا عن الكليشيهات التي استقرت لعقود، الممثلة أبرار فيصل قدمت أداءا لافتا في ثاني ظهور على التوالي لها بمهرجان البحر الأحمر بعد فيلم "ليل نهار" ، والطفلة "سحاب بأداء تلقائي لافت، وكذلك الأب وجسده "عبد العزيز السيكرين"، ثلاثي العصابة الطريفة يزيد المجيول "يعقوب"، خالد حويجان "عبادي"، وعبدالله الدريس "حمدان" كانوا من أكثر مصادر الإضحاك في الشريط، وجاء سعيد العويران مقنعا في شخصية "أبو عاتق" كرجل عصابات شرير في أول ظهور للاعب كرة القدم السعودي الشهير على شاشة السينما.
