تايلاند تقرر إقامة فترة حداد لمدة عام بعد وفاة الملكة سيريكيت

أعلن رئيس الوزراء أنوتين تشارنفيراكول الحداد لمدة عام على وفاة الملكة سيريكيت، والدة ملك تايلاند فاجيرالونجكورن. ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من إيداع جثمان الملكة الثرى في قاعة دوسيت للعرش بالقصر الكبير في بانكوك.

حيث أصدر رئيس الوزراء تعليماته لجميع المكاتب الحكومية والمؤسسات الحكومية والمؤسسات التعليمية بخفض العلم الوطني إلى نصف الصاري لمدة 30 يومًا، وفي حين ستلتزم العائلة المالكة التايلاندية والموظفون المدنيون بفترة حداد لمدة عام، فقد تم تشجيع أفراد الجمهور أيضًا على ارتداء ملابس سوداء أو داكنة لمدة 90 يومًا كعلامة على الاحترام.

كما أفادت وكالة بلومبرغ أن تجار التجزئة في جميع أنحاء تايلاند يواجهون صعوبة في تلبية الطلب المتزايد على الملابس السوداء بعد وفاة الملكة سيريكيت. كما طلبت الحكومة من أماكن الترفيه تقليص فعالياتها أو تأجيلها، حسب الاقتضاء، لمدة 30 يومًا

رحيل مؤلم

وتوفيت الملكة الأم عن عمر يناهز 93 عامًا في مستشفى الملك شولالونغكورن يوم الجمعة الماضي، إثر مضاعفات ناجمة عن عدوى في الدم، بعد أن دخلت المستشفى لأول مرة في 17 أكتوبر. عانت الملكة سيريكيت من "عدة أمراض" في السنوات الأخيرة من حياتها، ولم تظهر للعلن منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وتزوجت الملكة الراحلة الملك بوميبول أدولياديج عام ١٩٥٠، قبل أسبوع من تتويجه. ويُعدّ حكمه، الذي دام ٧٠ عامًا و١٢٦ يومًا، الأطول بين ملوك تايلاند، وثالث أطول حكم في أي دولة ذات سيادة، حيث لم يسبقه في هذا المنصب سوى الملكة إليزابيث الثانية والملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا. كما توفي بوميبول في ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧، ودفن في المحرقة الملكية في سانام لوانغ ببانكوك.

محبة الشعب

خلفت الملكة سيريكيت ابنها الملك فاجيرالونغكورن، وبناتها الثلاث: الأميرة أوبولراتانا راجاكانيا، والأميرة ماها شاكري سيريندهورن، والأميرة تشولابهورن. وتتمتع تايلاند بنظام ملكي دستوري. كما أنها لا تزال تلتزم بقوانين صارمة لمكافحة الإساءة إلى الذات الملكية، والتي تحظر إهانة الملكية. وتمتعت الملكة سيريكيت بمحبة شعبها بسبب أعمالها الخيرية.

كما اشتهرت الأميرة سيريكيت في شبابها كرمز للأناقة، وحظيت بشهرة واسعة بفضل ذوقها الرفيع في الموضة وأزياءها الزاهية. كذلك قد تعاونت سيريكيت بشكل لا ينسى مع المصمم الفرنسي بيير بالمان في تصميم أزياء مصنوعة من الحرير التايلاندي. وحظيت بشهرة واسعة لمساهمتها في إنعاش صناعة الحرير في تايلاند.

أعمال لا تُنسى

أيضًا تذكر الملكة الراحلة بأعمالها الخيرية من خلال مؤسسة "سابورت"، التي درّبت آلاف المواطنين الفقراء على الحرف اليدوية التقليدية. مثل نسج الحرير التايلاندي، لتوفير دخل إضافي والحفاظ على التراث الثقافي. كما قدّمت مساهماتٍ كبيرة في مجال الصحة العامة من خلال الصليب الأحمر التايلاندي ومركز الملكة سيريكيت لسرطان الثدي. بالإضافة إلى جهودها في الحفاظ على البيئة من خلال مبادرات إعادة التشجير وحماية الحياة البرية.

وقد تزوجت سيريكيت من زوجها، الملك بوميبول، بعد لقائهما في باريس وهي في السابعة عشرة من عمرها فقط، بينما كان والدها يعمل سفيرًا لتايلاند في فرنسا. وقد تزوجا في 28 أبريل/نيسان 1950، وتولى الملك بوميبول العرش بعد أسبوع.