النجمة ماريا البحراوي

ماريا البحراوي لـ "هي": دوري مع الجمهور يتخطى حدود ظهوري على الشاشة

حميدة أبوهميلة
6 أغسطس 2025

الشاشات والمنصات العربية تلبس ثوبا جديدا، تستقبل مواهب لامعة تكتب قصتها بلغة عصرية، حيث شهدت السنوات الأخيرة، ظهور كثيرات ممن عبرن عن حكاياتهن بنبرة نابضة تشبه جيلهن. وبينما اقترن تعبير فتيات الأحلام بتفسيرات ذهنية تقليدية ترتبط بالفانتازيا العاطفية أو بالمثالية المفرطة، فإن فتيات هذا الجيل أخذن على عاتقهن تعديل هذا المفهوم بما يتوافق مع العصر ومع شخصياتهن الديناميكية. في هذه السطور نتعرف عن قرب من خلال حوارات خاصة إلى بعض نجمات الشاشة القادمات بقوة، وبالرغم من اختلاف جذورهن الثقافية، وجدن أنفسهن يشتركن في التمرد الإيجابي، حيث يفتخرن بالإرث السينمائي، مع الرغبة في الانخراط في الصناعة وعدم الاكتفاء بالظهور أمام الكاميرا، وكسر المعايير النمطية للنجمة الحلم والاقتراب أكثر من الجماهير!

 

تتخطى الفنانة السعودية ماريا البحراوي فكرة الشهرة والنجومية بمعناها الكلاسكي بأشواط، إذ إن لديها وعيا مجتمعيا يجعلها تنظر للأمر على أنه حالة متكاملة، فهي بصفتها فنانة من هذا الجيل وفتاة شرقية تتحرك بخطى ثابتة في مجال التمثيل. واستهلت مشوارها بعمل سينمائي بارز كان له حضور عالمي هو فيلم "نورة"، تؤكد أن قناعاتها تتجاوز التقليدية، وأنه ليست مهمتها أن تقدم دورا على الشاشة ثم تمضي، وإنما تحرص على أن تكون "جزءا من يوميات الناس، ومن قناعاتهم، ومن طموحاتهم"، وفق ما قالت لمجلة "هي"، وبالطبع هذا كله يجعل مسؤوليتها أكبر بكثير.

بدأت ماريا شغفها ناحية التمثيل منذ الطفولة، وحينما جاءتها فرصة الاحتراف خطفت الانتباه ببطولتها لفيلم "نورة" لتوفيق الزايدي، والمدعوم من صندوق البحر الأحمر، حيث شارك العمل في الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي، بقسم "نظرة ما"، باعتباره أول فيلم سعودي يحقق هذا الإنجاز، كما حاز تنويها خاصا من لجنة التحكيم، إضافة إلى أنه نال جائزة العلا لأفضل فيلم سعودي طويل بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

وحينما تتحدث ماريا البحراوي، الشابة التي أتمت الـ18 لتوها، واختارت تخصص التمويل والإدارة المالية للدراسة، نكتشف أنها كانت تعد نفسها لهذا التميز، إذ ترى أن وجودها كفنانة على وسائل التواصل الاجتماعي، هو بمنزلة منبر للتأثير في الجمهور عن قرب. وتتابع: "صرت أستطيع التكلم عن قضايا تهمني، ومشاركة متابعيّ تفاصيل أنشطتي، وإيصال رسائل عن الحلم، والتحدي، والاجتهاد، وهي أمور لم تكن متاحة من قبل، فنحن الفنانات تمكنا من أن نكون مصدر إلهام، وصديقات لجمهورنا، لنكسر الصورة المثالية المبالغ فيها، ونظهر الجانب الإنساني فينا".