الأمير ألبرت الثاني والأميرة شارلين

حفل مونت كارلو يكشف مواهب الأمير ألبرت الثاني والأميرة شارلين

عبد الرحمن الحاج
16 يوليو 2025

في ليلة أضاءها السحر الملكي في مونت كارلو، رقص صاحب السمو الملكي الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو وصاحبة السمو الملكي الأميرة شارلين حتى الساعة الواحدة صباحًا في حفل "الصليب الأحمر" السنوي، وهو الحدث الأبرز للصليب الأحمر في موناكو وأحد أبرز فعاليات الإمارة الاجتماعية الصيفية. كما انضمت إليهما كاميل غوتليب، ابنة الأميرة ستيفاني وحفيدة غريس كيلي، التي التقت بعمّها وعمتها في حفلٍ ليليّ صاخب.

 الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو وصاحبة السمو الملكي الأميرة شارلين
الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو وصاحبة السمو الملكي الأميرة شارلين

وقد صرحت غوتليب في بيان مكتوب صحفي: إن "حفل الصليب الأحمر في موناكو فرصة لنا للالتقاء حول قضية عزيزة علينا. قضية تمسنا بعمق. وبالطبع، ستكون الأمسية أجمل إذا أضفنا بعض الوقت العائلي".

إرث عائلي

لويس دوكرويت، شقيق غوتليب وزوجته ماري شوفالييه
الأمير ألبرت و الأميرة شارلين وغوتليب ولويس دوكرويت، شقيق غوتليب وزوجته ماري شوفالييه

كما كان من بين أفراد العائلة المالكة الحاضرين، لويس دوكرويت، شقيق غوتليب وزوجته ماري شوفالييه. وقد أسس الأمير لويس الثاني هذا الحفل السنوي عام ١٩٤٨، ولطالما كان الحدث الأبرز لجمع التبرعات لفرع موناكو للوكالة الإنسانية الدولية. كذلك ترأس الأمير رينيه الثالث والأميرة غريس هذا الحدث لعقود مضت. واليوم، بقيادة الأمير ألبرت، تواصل المنظمة تمويل برامج الرعاية الاجتماعية المحلية وجهود الإغاثة الدولية. على مر السنين، تطور الحفل ليصبح واحدًا من أعرق الفعاليات الخيرية في العالم. حيث استقطب مشاهير هوليوود مثل إليزابيث تايلور، وغريغوري بيك، وجاكي أوناسيس.٠

ضيف شرف

الأميرة شارلين، نائبة رئيس الصليب الأحمر، مرتديةً فستانًا رقيقًا من حرير الجورجيت
الأميرة شارلين مرتديةً فستانًا رقيقًا من حرير الجورجيت

كانت الدورة السادسة والسبعون لهذا العام حدثًا تاريخيًا. حيث وصلت الأميرة شارلين، نائبة رئيس الصليب الأحمر، مرتديةً فستانًا رقيقًا من حرير الجورجيت ذي طيات من تصميم ضيف الشرف الحاضر الغائب المصمم اللبناني إيلي صعب.كما أكملت إطلالتها بعقد ألماسي مبهر. بفستانها المنساب من إيلي صعب بأكمام أنيقة على شكل كاب، بدت الأميرة شارلين كأميرة من عالم القصص الخيالية العصرية. أعجبتني الدراما الملكية للكاب، التي أضفت لمسةً مسرحيةً مثاليةً دون أن تطغى على جمال الفستان الرقيق والرائع.

ربما كان اختيارها للأحذية الفضية المعدنية متوقعًا. ولكنها أضافت اللمعان المناسب لإكمال اللون الباهت للفستان، خاصة عند تنسيقها مع مجوهراتها الماسية البراقة. كما أكملت شارلين إطلالتها بتسريحة شعر مرفوعة أنيقة وبسيطة، وتركت الفستان والإكسسوارات تتحدث عن نفسها. كانت لحظة أنيقة ومدروسة - قوية وهادئة، لكنها لا تزال ساحرة بلا شك.

مزامنة سعيدة

فاجأت الأميرة شارلين الضيوف بصعودها إلى المنصة لتكريم الأمير ألبرت
فاجأت الأميرة شارلين الضيوف بصعودها إلى المنصة لتكريم الأمير ألبرت

وفي الأمسية، فاجأت الأميرة شارلين الضيوف بصعودها إلى المنصة لتكريم الأمير ألبرت، ليس فقط لتفانيه على مدار 40 عامًا في خدمة الصليب الأحمر، بل أيضًا بمناسبة الذكرى العشرين لتوليه العرش. حيث أصبح رسميًا حاكمًا لموناكو في 12 يوليو/تموز 2005، بعد وفاة الأمير رينيه الثالث.

وقالت شارلين لزوجها الجالس بين الحشد: "يصادف اليوم الذكرى العشرين لتوليك العرش. قبل عشرين عامًا، تولّيتَ زمام الإمارة، ومنذ ذلك اليوم، قدتَ موناكو بحكمة وشجاعة وعزيمة. في السياسة الدولية، أنت قوة راسخة قائمة على القيم، تجسّد أهمية القوة الناعمة من خلال انخراطك في قضايا البيئة".

الأميرة شارلين
الأميرة شارلين

كما أضافت، شخصيًا: "ألبرت، أنت تعلم أنني دائمًا إلى جانبك، إلى جانب أهل موناكو. نحن نقف معك، بكل قلوبنا، لحماية موناكو ومستقبلها تحت قيادتك. نحبك، وندعمك، ونشكرك على وقوفك بجانبنا جميعًا." واختتمت كلمتها، رافعةً نخبًا: "لنرفع كأسنا لأميرنا. لك يا ألبرت!".

بروتوكول رسمي

خطاب الأميرة شارلين
خطاب الأميرة شارلين

بعد خطاب الأميرة شارلين، قدّم عشرة من أفراد الحرس العسكري لموناكو، التابع للأمير كارابينيري، نسخةً مؤثرةً من النشيد الوطني الموناكوي. كما غنّى الأمير ألبرت معهم من مقعده، وقد بدا عليه التأثر والسعادة والعرفان والتقدير.

حضور لافت

حفل مونت كارلو
حفل مونت كارلو

حضر الحفل حوالي 800 ضيف مميز، متألقين بأزياء رسمية أنيقة ومجوهرات فاخرة، تحت سقف قاعة "سال دي إتوال" الشهيرة في مونت كارلو، بإطلالاتها البانورامية على الريفييرا. طاولات مزينة بـ 5000 بوشل من أزهار الفلامنجو الحمراء والوردية الزاهية، مهدت الطريق لوجبة من أربعة أطباق من إعداد الشيف تييري سايز مانزاناريس: فطائر الكافيار، وأطباق المأكولات البحرية، وشريحة لحم واغيو، وحلوى مقرمشة من الشوكولاتة البيضاء والتوت.

كذلك وقبل الحلوى بقليل، بدأ سحب اليانصيب الخيري المرتقب، الذي قدّمته راقصة الباليه الفرنسية أوريلي دوبون والصحفي هاري روزلماك. كما شملت الجوائز المرموقة إقامة ليلتين في جناح مطل على البحر في فندق دو باريس مونتي كارلو. وحقيبة يد من جلد الحمل من ماركة ليدي ديور، ومجوهرات ألماسية من ريبوسي، وساعة من أوديمار بيغيه.

جهود مثمرة

غوتليب، التي ارتدت فستانًا أبيض وأسود من تصميم إليزابيتا فرانشي
غوتليب ارتدت فستانًا أبيض وأسود من تصميم إليزابيتا فرانشي

من جهتها، قالت غوتليب، التي ارتدت فستانًا أبيض وأسود من تصميم إليزابيتا فرانشي، مستوحى من فستان ارتدته جدتها الأميرة غريس: "أكثر ما أحبه في حفل الصليب الأحمر في موناكو هو الحدث نفسه.. التحضيرات، والضيوف بملابسهم، وجوائز اليانصيب، والعشاء، حيث ألتقي بأشخاص من منظمات الصليب الأحمر حول العالم. ورؤية كرم الناس في جمع التبرعات للصليب الأحمر في موناكو".

وقبل دقائق من منتصف الليل، افتتح الأمير ألبرت حلبة الرقص رسميًا. تمايل هو والأميرة شارلين متشابكي الأيدي على أنغام أغنية "إيفرغلو" لكولدبلاي. وسرعان ما انضم إليهما دوكرويه وشوفالييه وضيوف آخرون. ثم، مع انكشاف سقف قاعة النجمات القابل للطي، أضاء عرض للألعاب النارية شاطئ الريفييرا.

بيلي آيدول كان هناك أيضًا

بيلي آيدول
مغني الروك البريطاني بيلي آيدول

اختتمت الأمسية بعرضٍ قدمه مغني الروك البريطاني بيلي آيدول، الذي قدّم أكثر من عشر من أشهر أغانيه. كذلك بعد الواحدة صباحًا، كان الأمير ألبرت والأميرة شارلين وغوتليب لا يزالون على حلبة الرقص، يغنون مع أغنية "عيون بلا وجه". ثم في لحظةٍ ما، سأل آيدول الجمهور: "هل تريدون قضاء وقتٍ ممتع الليلة؟" ردّ الأمير ألبرت: "نعم!".

ختام مبهر

 الأميرة شارلين
الأميرة شارلين في حفل الصليب الأحمر في موناكو لعام 2025

اختتم حفل الصليب الأحمر في موناكو لعام 2025 بليلة مبهرة، وشهادة على التزام الإمارة المتواصل بالرحمة والكرم. بالنسبة لغوتليب، فإن دورها في مجلس إدارة المنظمة يتجاوز مجرد التقاليد، بل هو شغفها الشخصي.

كذلك قالت، وهي تقترب من عيد ميلادها السابع والعشرين هذا الأسبوع: "حفل الصليب الأحمر مهم جدًا بالنسبة لي. ليس فقط كعضو في العائلة المالكة، بل خصوصًا منذ انضمامي إلى مجلس إدارة قسم الشباب والمستقبل. أيضًا لطالما كان العمل الخيري بالغ الأهمية بالنسبة لي؛ فهو يلعب دورًا رئيسيًا في حياتي اليومية".