
الأمير وليام يُحدث ثورة ملكية: تنازلات ومبادرات غير مسبوقة
كشف قصر كنسينغتون عن خطوة تاريخية غير مسبوقة من قبل أمير ويلز، الأمير وليام، تتمثل في تنازله عن رسوم الإيجار للمنظمات الشعبية، وتقديم خصم يصل إلى 50% للجمعيات الخيرية المحلية المستأجرة في دوقية كورنوال، هذه المبادرة تأتي ضمن خطة واسعة النطاق لإصلاح الدوقية التي يبلغ عمرها 688 عامًا، وإعادة توجيه استراتيجيتها نحو تحقيق تأثير اجتماعي إيجابي وملموس.

تُعدّ هذه الخطوة نقطة تحول في تاريخ الدوقية العريقة، وتأتي في أعقاب انتقادات سابقة لبعض الصفقات المالية التي أبرمتها الدوقية مع هيئات عامة، مثل القوات المسلحة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وتُظهر المبادرات التزام الأمير وليام العميق بتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع البريطاني، وتحويل الدوقية إلى قوة دافعة للتغيير الاجتماعي، فهل ستنجح هذه الرؤية في تحقيق أهدافها الطموحة، لترسم ملامح جديدة لدور العائلة المالكة في خدمة المجتمع؟
"عصر من التغيير الجذري": رؤية الأمير وليام للدوقية

صرح ويل باكس، السكرتير الجديد للدوقية ومسؤول السجلات، بأن الدوقية "تدخل عصرًا من التغيير الجذري"، مؤكدًا أن هذه فرصة للتأمل في متطلبات المجتمع وكيفية دعم الأفراد والمجتمعات والأماكن لتحقيق الازدهار، وأضاف باكس أن الأمير وليام يهدف إلى ضمان إدارة الدوقية "بطريقة عصرية ومجتمعية"، وأن التوفير في الإيجارات يمثل "مبلغًا كبيرًا جدًا"، يُقال إن الأمير مرتاح لتأثير قراره على مالية الدوقية، ويعتبر هذه الخطوة جزءًا أساسيًا من استراتيجية أوسع تركز على الأثر الاجتماعي.
المستفيدون من السياسة الجديدة: دعم للمجتمع المحلي

ستعود السياسة الجديدة بالنفع على مجموعة واسعة من الجمعيات الخيرية والمنظمات المجتمعية والهيئات، بما في ذلك قاعات القرى والمرافق الرياضية، ومن أبرز المستفيدين بستان يُستخدم في البستنة العلاجية، وجمعية سانت بيتروكس الخيرية للمشردين، التي لن تدفع إيجار مسكن جديد لإعالة ما يصل إلى 24 مشردًا، والذي بدأ بناؤه هذا الأسبوع في نانزليدان، كورنوال،وتُظهر هذه المبادرات التزام الدوقية بدعم الفئات الأكثر ضعفًا وخدمة المجتمع.
مالية الدوقية ودخل الأمير: شفافية وتبرعات ملكية

تجدر الإشارة هنا، إلى أن دوقية كورنوال توفر للأمير وليام دخلًا خاصًا يبلغ نحو 23 مليون جنيه إسترليني سنويًا، وفقا لآخر التقارير، ويُستخدم هذا الدخل لتمويل حياته الخيرية والخاصة والرسمية، بالإضافة إلى نفقات زوجته أميرة ويلزكيت ميدلتونوأطفالهما الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس، ورغم انخفاض الأرباح الناتجة عن محفظة الأراضي والعقارات بمقدار 700 ألف جنيه إسترليني في السنة المالية المنتهية في أبريل لتصل إلى 22.9 مليون جنيه إسترليني، إلا أن هذا الدخل يغطي أيضًا تكاليف توظيف فريق الأمير وليام وكيت، الذي ارتفع عدده إلى 68 موظفًا.
يُذكر أن الأمير وليام يدفع ضريبة على دخله من الدوقية، وقد أكد سكرتيره الخاص، إيان باتريك، أن "أمير ويلز يدفع أعلى معدل ضريبة دخل"، وقد قام الأمير والأميرة ويلز بتقديم تبرعات شخصية لعدد من القضايا الخيرية خلال العام الماضي.
دعم المجتمعات المحلية: مبادرات رياضية واجتماعية

وفي سياق دعم المجتمعات، نجح الأمير وليام في تشكيل تحالف لمساعدة فريق كرة قدم متعثر، حيث نظم عملية لإعادة رصف الطريق المليء بالحفر المؤدي إلى النادي، وقد صرح الأمير، وهو مشجع لكرة القدم، بأنه يرى "مرارًا وتكرارًا أن المراكز المجتمعية ضرورية في توفير المساحات للناس للتجمع معًا، وبناء مجتمعات أقوى والسماح للناس بالازدهار".
"Homewards" رؤية الأمير لإنهاء التشرد :

أيضا يُعدّ برنامج Homewardsالذي أطلقه الأمير وليام، والذي يحتفل هذا الأسبوع بذكراه السنوية الثانية، محورًا رئيسيًا طويل الأمد لجهوده الخيرية،ويهدف البرنامج إلى القضاء على التشرد نهائيًا في المملكة المتحدة، وفي رسالة بمناسبة هذه الذكرى، حث وليام العاملين في الحملة على "الاستمرار"، واصفًا كيف بدأت المبادرة في "تحويل المسار" فيما يتعلق بـ "التحدي الهائل".
وأعلن البرنامج عن تقدم كبير في مواقعه الرئيسية الستة: أبردين، بورنموث، كرايستشيرش، بول، لامبيث، نيوبورت، أيرلندا الشمالية، وشيفيلد، ومن المقرر أن ينتقل السكان الأوائل إلى المنازل التي يوفرها مشروع الإسكان المبتكر في شيفيلد.

ويزور وليام مدرسة محلية لمعرفة تأثير نموذج التدخل المبكر الجديد "Upstream" الذي يهدف إلى تحديد الشباب المعرضين لخطر التشرد وتوفير الدعم الوقائي لهم، وهو مصمم على غرار مشروع جيلونج الأسترالي الناجح.
رسالة الأمير وليام: إلهام الأمل والعمل الجماعي
وفي رسالة شخصية إلى تحالفات Homewards المحلية، أعرب الأمير وليام عن امتنانه العميق لما تم تحقيقه،وأكد على أهمية العمل الجماعي في مواجهة التشرد، مشددًا على أن "هذا ليس أمرًا لا مفر منه، بل يمكن الوقاية منه"، وذكر أن "هناك الآن أشخاص لم يعودوا يعانون من التشرد بفضل جهودكم الهائلة".
"أوامر ملكية" جديدة: تعزيز الصناعة والإبداع البريطاني

على صعيد منفصل، من المقرر أن يُصدر أمير وأميرة ويلز أول أوامر ملكية لهما في العام المقبل، مما يمنحهما دورًا هامًا في الاعتراف بالشركات التي تقدم سلعًا وخدمات للأسرة المالكة، وقد تم تعيينهما كـ "مانحين لمنح التعيين الملكية" من قبل الملك تشارلز الثالث. وستصبح الأميرة كيت أول أميرة لويلز تمنح أوامر ملكية منذ الأميرة ماري من تيك في عام 1910، يُعتقد أن "تأثير كيت" سيؤدي إلى زيادة هائلة في الأعمال والدعاية للشركات التي تدعمها.
ومن المتوقع أن يكون من بين المرشحين مصممو أزياء مفضلون لديها مثل كاثرين ووكر، وجيني باكهام، وإرديم، ومصممو مجوهرات مثل كيكي ماكدونو، وروبنسون بيلهام، وكاثرين زورايدا.