بدر قباني نجم عالمي قادم

خاص "هي": بدر قباني نجم عالمي قادم.. اخترت أن أكون جزءا من رواية القصص المثيرة للجدل لإيصال حقيقة إنسانية

مشاعل الدخيل
26 مايو 2025

في وقت تتغير فيه ملامح المشهد الفني السعودي بسرعة، يطل بدر قباني باعتباره ممثلا صاعدا يملك حضورا قويا وطاقة لا تعرف المستحيل. بخطوات واثقة وعزيمة لا تهتز، بدأ يشق طريقه في عالم الدراما والسينما الذي يبني نفسه بقصص وهويات جديدة. يتمتّع بدر قباني بقدرة متميزة وفرصة عظيمة ليكون من أوائل الأصوات التي تنقل الصورة السعودية إلى العالم من خلال أعمال درامية تنبض بالواقع والصدق. اليوم، يقف بدر في بداية رحلة مهنية تحمل الكثير من الطموحات والأحلام التي تتجاوز حدود المحلية نحو آفاق عالمية أوسع. إليكم تفاصيل الحوار الخاص مع بدر قباني عن بداياته وطموحاته.

خاص "هي": بدر قباني نجم عالمي قادم.. اخترت أن أكون جزءا من رواية القصص لإيصال حقيقة إنسانية

كيف بدأ مشوارك الفني في عالم السينما والتمثيل؟ وما كانت الشرارة الأولى؟

التضحية بسنوات من الدراسة والتدريب في القانون لم تكن أمرا سهلا، لكنها منحتني بنية متينة ما زلت أعتمد عليها في عملي كمخرج ومنتج وفنان. منذ البداية، كنت أعلم أن عالم التمثيل هو مكاني الحقيقي. لم أكن أرغب فقط في سرد القصص، بل في التعبير عن شيء أعمق، شيء يلامسني شخصيا. بدأ هذا الاهتمام في سن مبكرة، كنت الطفل الخجول، بينما كان أخي رياضيا وفخر العائلة. لم أجد نفسي في الرياضة أو الأضواء، بل وجدت نفسي في عالم التمثيل. كانت مرآتي لفهم الهُوية والصراع والمشاعر.

عشت في بلدان مختلفة حول العالم، كيف أسهمت هذه التجربة في تشكيل هويتك الثقافية والفنية؟

التنقل بين السعودية، ولوس أنجلوس، وميامي، ولندن، ومدريد، ونيويورك منحني منظورا عالميا. السعودية منحتني القيم، والمدن الأخرى منحتني الحرية الإبداعية. كل مدينة أسهمت في تشكيل صوتي. بدأت بخطوات صغيرة في الجامعة، وكان فيلمي الأول Participant بمنزلة التجربة التي فتحت الأبواب، بعد أن فاز في 8 مهرجانات من أصل 11.

من كان مصدر الإلهام الأهم في مسيرتك الفنية؟

تأثرت كثيرا "بستاتنلي كوبريك"، وخاصة أفلام في أعماله Clockwork Orange وEyes Wide Shut، أسلوبه الجريء ألهمني منذ البداية. حينما كانت تتشكل رؤية المملكة 2030 ، درست القانون كخيار آمن. لكن داخليا، كنت أكتب السيناريوهات في الخفاء. بعد عام في العمل القانوني، قلت للمدير: "هذا آخر يوم لي". لم يكن لدي خطة، لكن بدعم من سيبا يماني، وبندر مفتي، قفزت إلى المجهول. تزامن قراري مع انطلاقة المملكة في عالم الترفيه، بدعم من سمو ولي العهد محمد بن سلمان، وقيادات مثل سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وتركي آل الشيخ، وهو ما منحني الفرصة لإدراك الحلم.

حدثنا عن دورك في فيلم "أكاذيب السكر"، ومتى سنراه في دور العرض؟

"أكاذيب السكر" هو أول فيلم سعودي قصير أمثّل فيه، وكان من إخراج وكتابة داليا باعشن. التقينا في مهرجان البحر الأحمر عندما كنت لا أزال محاميا. بعد أشهر، عرضت عليّ داليا النص، وتعلّقت بالشخصية فورا. الفيلم يتناول قصة شاب يتقمص شخصيات أمام المرآة قبل مواجهة العالم، وكأنني أرى نفسي حين كنت أدّعي القوة في المحكمة بينما الواقع مختلف تماما. الشخصية في صراع مع الهُوية، تماما كما كنت بين عالمي الشرق والغرب.

خاص "هي": بدر قباني نجم عالمي قادم.. اخترت أن أكون جزءا من رواية القصص لإيصال حقيقة إنسانية

كيــف تــلــهـــم الجيـــل الجــديــــد من خـــلال تحول مسيرتك المهنية وانتقالك من القانون إلى التمثيل؟

في البــدايــــة، اختــــرت القـــانــــون خـــوفــــا، الـــفــــن لم يكن خيارا مضمونا، وخاصة في عائلة تقليدية. لكنني أدركت لاحقا أن الخوف هو ما كان يقيّدني. اخترت أن أكون جزءا من رواية القصص المؤلمة والمثيرة للجدل، ليس للترفيه، بل لإيصال حقيقة إنسانية. والدي سألني يوما: "لماذا قصصك كلها ثقيلة؟"، وأمي قالت: "ست سنوات قانون علشان كاميرا؟"، لكنني لم أعد أفعل هذا لإرضاء أحد.

ما اللحظة التي تخشى المرور بها في مسيرتك في عالم التمثيل؟

إذا أصــبــح أحـــد أعـــمــالي مــجـــرد بــوستـــر خلــفـيــــة أثــنـــاء تـصـفـــــح الهاتف، فقد فشلت كفنان.

هل تشعر بمسؤولية تمثيل جيل سعودي جديد؟

بكل تأكيد. أنا أفتخر بأن أكون جزءا من موجة جديدة في عالم السينما والتمثيل. أحمل هويتي بفخر. أنا أحب ديني، ووطني، وثقافتي. وصلتي بالله لا يربطها الفن ولا الشهرة، بل لحظات الصمت والدعاء في أوقات الانكسار. أؤمن بأهمية تقديم الديانات والإسلام في عالم الفن والسينما، وهو مهم إذا ما تم بنية صادقة وهدف نبيل.

ماذا تقول لمن يعتقد أنه لا يمكن الجمع بين أكثر من دور في الحياة المهنية؟

أنا أؤمن بالتجربة، وبالتحرر من المسميات. جربت كل شيء: درست التاريخ، والاقتصاد، والقانون، وكتبت قصص أطفال، وعملت في الإنتاج، وصنعت عصائر في الثانوية. كل تجربة كانت خطوة نحو ما أنا عليه اليوم. لا تتوقف، تحرك، تعلم، استكشف، فكل موجة لها حكمة.

كيف تصف أسلوبك الشخصي أمام وخلف الشاشة؟

على الشاشة، أحب الإطلالات التي تنبئ بالأحداث قبل أن أتحدث، وأهتم بأن يكون المظهر جزءا من القصة. وأحلم بدور جندي! بعيدا عن الأضواء، أسلوبي بسيط، لكنه يعبر عني، حيث أمزج القصات الذكورية والجماليات الناعمة التي تعبر عن شخصيتي.

ماذا تعني لك العافية؟ وكيف تحافظ على توازنك؟

العافية بالنسبة لي هي التوازن والانضباط. لدي عادات لا أتخلى عنها: النادي، والنوم، والأكل الجيد، والصلاة، والكتابة، وقضاء وقت مع من أحب. لكنني أيضا أحتاج للعزلة. في الصمت تولد الأفكار. الرفاه والعافية ليست فقط الصحة الجسدية، بل الروحية أيضا. أحيانا أمارس تنفس "ويم هوف" حين تعلو الضوضاء. أنا رجل في طور التكوين، والرحلة مستمرة.

حدثنا عن مشاريعك القادمة في التلفزيون والدراما؟

كنت قد شاركت قبل أربع سنوات في مسلسل كوميدي باللغة الإنجليزية في لندن، ولكنه كان مسلسلا مستقلا indie، ولم يكن من إنتاج شبكة تلفزيونية كبيرة. خلال تلك الفترة، كنت أعمل بوظيفة مكتبية، وهي محامٍ بدوام كامل، وهو ما جعل من الصعب علي الالتزام بمشاريع طويلة. حاليا، أنا في قيد العمل على مسلسل تلفزيوني باللغة العربية، ولا يمكنني الكشف عن تفاصيل كثيرة في الوقت الحالي، سوى أنه دور بطولة، ومن المقرر أن يبدأ التصوير مع نهاية هذا العام.

كيف ترى الـدراما الخليجية اليوم؟ وهل تعتقد أن لديها الإمكانية لتـــصـبــــح عـــالـمـيـــة كما حــــدث مع الكثــيــــر من المسلسلات الأجنبية؟

أتحمس جدا لمشروعي العربي المقبل، لأنه يمثل خطوة جديدة وشخصية بالنسبة لي. أعتقد أن الدراما الخليجية شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة من حيث جودة النصوص، والإنتاج، وحتى الأداء التمثيلي. ومع ذلك، لا تزال بحاجة إلى التركيز أكثر على القصص الإنسانية العالمية التي يمكن أن يتفاعل معها الجمهور خارج حدود المنطقة. لدينا قصص مذهلة وثقافة غنية، ومع تقديمها بشكل صادق وعصري، أؤمن بأن للدراما الخليجية القدرة على الوصول إلى جمهور عالمي تماما كما نجحت أعمال درامية أوروبية وكورية وأمريكية ولاتينية.

Credits

    حوار: Mashael Al Dakheel

    تصوير: Nouf Yarub