أبطال مسلسل ثانوية النسيم

بين المغامرة والرسائل التربوية.. أسباب دفعت المشاهدين للاهتمام بالمسلسل السعودي "ثانوية النسيم"

محمود صلاح
6 فبراير 2024

انطلق عرض مسلسل "ثانوية النسيم" عبر منصة "شاهد"، واستطاع العمل أن يجذب اهتمام الجمهور بشكل واضح من الحلقة الأولى، وتسبب في نقاشات طويلة بين المتابعين على السوشيال ميديا، خصوصا أن المسلسل يتناول أحد القضايا المهمة وهي التعليم، وهو ما اعتبره البعض فرصة للكشف عن السلبيات التي يمكن حلها خصوصا إشكالية علاقة المعلم والطالب، في وقت رأى البعض الآخر أن العمل يحمل بعض النقاط السلبية التي تؤثر بشكل واضح على فكرته العامة، وبين الآراء المتباينة حول العمل أزداد حماس الجمهور لمشاهدته، لاسيما أن المسلسل أيضا يحمل قدر كبير من روح المغامرة والتشويق.

 

تشويق ومغامرات الطلاب في "ثانوية النسيم"

استطاع مسلسل "ثانوية النسيم" أن يصبح بعد عرضه أكثر الأعمال مشاهدة عبر منصة شاهد في المملكة العربية السعودية والخليج، وسيطر الاهتمام الأكبر من قبل الجمهور على شخصية عبدالله المعلم الشاب الحاصل على درجة الماجستير في تطوير التعليم الثانوي من إحدى الجامعات البريطانية، والذي يبدأ مواجهة مع الطالب "مشعل" نايف البحر، ورفقائه، الذين شكلوا المحور الأبرز في الأحداث، لكونهم طلاب مشاغبين ومتمردين على النظام التعليمي كذلك.

خالد صقر
خالد صقر في مسلسل "ثانوية النسيم"

مغامرات الطلاب وحالة التشويق التي تسيطر على علاقتهم داخل وخارج المدرسة رغم ما تحمله من تفاصيل متباينة، كشفت عن العديد من النقاط المهمة في سلوكيات بعض طلاب تلك المرحلة التعليمية، وتنظر بشكل أكبر لأسباب تلك السلوكيات ومدى تأثيرها عليهم، رغم أن الكاتب ومؤلف العمل علاء حمزة، حرص على تقديم ملامح حول العلاقات الأسرية لهؤلاء الطلاب وبعض النقاط السلبية التي ساهمت بقوة في ظهور بعضهم بهذا الشكل من التمرد، كما أن العمل سعى أن يقدم صورتين متضادتين الأولى،  للطلاب الأكثر شغبا والذين يرفضون أن يكون هناك سيطرة عليهم بأي شكل، والطلاب المتفوقين وسلوكياتهم وحصارهم من هؤلاء الطلاب وتمردهم الواضح على كل شيء نظامي.

أبطال مسلسل "ثانوية النسيم"
أبطال مسلسل "ثانوية النسيم"

أدوار المعلم الإيجابية مع الطلاب

دور المعلم "عبدالله" الذي يجسده الفنان خالد صقر، نال أيضا قدر كبير من الاهتمام، فهو المعلم الذي يرفض أن يكتفي بدوره داخل فصول المدرسة وتلقين الطلاب لدروس اللغة العربية، بل لديه رغبة ملحة أن يتعاظم دوره التربوي ويسعى للسيطرة على طلابه بتفكيره الإيجابي الذي يرغب من خلاله في مساعدتهم بتغيير بعض السلوكيات بشكل عام، خصوصا أن لديه الخبرة والدراسة التي يرغب من خلالها في مساعدة طلابه، وهو ما يؤكده في كل مواجهة مع مشعل ورفقائه، ومحاولة التقرب منهم بالزيارات لمنازلهم، وكذلك نوع المحادثات التي تجمعهم والتي من بينها تحدي حول من سوف يتفوق على الآخر في نهاية العام الدراسي، ومن سوف يرحل ويترك المدرسة.

صناع مسلسل "ثانوية النسيم" قدموا كذلك الجانب الآخر من حياة المعلم "عبدالله" والصراع الأسري الدائر مع وزوجته، بعدما كانت حياتهما مثالية بشكل كبير قبل أن يلتحق بالعمل في المدرسة، حيث يعد هذا الصراع أيضا من النقاط المهمة التي يكشف المسلسل عن تفاصيلها، خصوصا عندما يسعى المعلم لتنفيذ دوره على أكمل وجه وعدم الاكتفاء بالتركيز مع طلابه خلال يومهم الدراسي، حيث يواجه تهديد مبطن من زوجته التي تكشف له عن نموذج لمعلم اخلص بشكل مثالي لمتابعة طلابه، وكذلك رعاية المدرسة بشكل كامل، فكان أول من يتواجد فيها وآخر من يرحل، ليحصل في النهاية على جائزة المعلم المثالي، لكن أسرته باتت مهملة وطلبت زوجته الطلاق بسبب ما تشعر به من إهمال زوجها لحياتهم وإخلاصه للمدرسة بشكل زائد.

خالد صقر
خالد صقر

الوجوه الجديدة من الممثلين الشباب

النجوم الشباب الذين شاركوا في بطولة مسلسل "ثانوة النسيم"، نالوا أيضا اهتماما واضحا من قبل الجمهور وأدائهم في الحلقات التي عرضت حتى الآن، وكان في صدارة هذا الاهتمام الفنان الشاب نايف البحر الذي جسد دور مشعل، ونال إشادات واسعة بسبب تميز أدائه خلال حلقات المسلسل، لا سيما أن العمل يعد من أول المشاركة مهم له في الدراما، لكنه نجح في النهاية في إثبات حضوره، بالإضافة للفنان الشاب احمد الكعبي صاحب شخصية "حمود"، وأيضا كل من عبيد الودعاني في شخصية رائد، وعبدالله متعب.

فأداء أبطال المسلسل لفت الانتباه إليهم، على رغم انتقاد البعض أن الشكل العام الذي تم اختياره للطلاب يظهرهم بعمر أكبر من المرحلة الثانوية، لكن في النهاية الصورة أظهرت الحالة التي رغب صناع العمل في تقديمها للمشاهد، والتي وضحت أكثر من خلال وجوه الطلاب في كل حلقة في العمل.

أبطال مسلسل "ثانوية النسيم"
أبطال مسلسل "ثانوية النسيم"

قضايا مسلسل "ثانوية النسيم" تثير مناقشات الجمهور

مسلسل "ثانوية النسيم" تعرض أيضا لبعض الانتقادات والهجوم عليه بعد عرض الحلقة الرابعة منه، وسعى البعض لتفسير هذا الهجوم، بأن العمل يقدم صورة سلبية تعيد للأذهان ما قدم من قبل في مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي اعتبرها البعض تؤثر على الطلاب بشكل سلبي، وفي طريقة تعاملهم مع المعلمين، كما أن البعض الأخر رأى في العمل عدم تركيزه على قضايا التعليم الأساسية وسلط الضوء على قضايا مثيرة للجدل وجاذبة للتريند، ولا تزال تحقق حلقات المسلسل حتى الآن نسبة مشاهدة مرتفعة ومناقشات مستمرة، مما جعل الكثير من الجمهور على السوشيال ميديا من الذين لم يشاهدوا حلقات المسلسل أكثر رغبة في متابعته لمعرفة تفاصيله والحكم عليه بشكل أفضل.

الصور من حسابات النجوم المشاركين في العمل وشاهد على انستجرام.