الفيلم الشهير "الجملية والوحش"

ما بين الانتقاد والتأييد.. هل يعد إحياء تراث "ديزني" إفلاسا فنيا؟

هالة أبو شامة
29 سبتمبر 2023

على مدار السنوات الماضية، استطاعت شركة والت ديزني أن تكون إحدى كبرى شركات الإعلام والترفيه في العالم، فمنذ افتتاحها في صيف عام 1923 بمدينة كانساس سيتي، من قِبل الأخوين "ديزني" كستوديو تحريك، وهي تنتج المئات من الأفلام التي تننوعت ما بين الرسوم المتحركة والحية، وذلك رغم مرورها بأزمة في نفس عام انطلاقتها أدت إلى إعلان إفلاسها وكادت أن تتسبب في إغلاق الشركة إلى الأبد، لولا النجاح الكبير الذي حققه فيلمها التجريبي "أليس في كارتون لاند"، إذ طالب الموزعين بالمزيد وهو ما دفعها للعودة مرة أخرى، حسبما ذكر موقع " Britannica".

البداية.. شخصيات مبتكرة وأرباح هائلة

وأوضح موقع " d23" التابع لشركة "ديزني" أن فيلم أليس تم عرضه لمدة أربع سنوات، ومن ثم تم ابتكار شخصية جديدة باسم "ميكي ماوس" حازت على شعبية واسعة، وفي إحدى ليالي 1937، قررت الشركة أن تصنع أول فيلم رسوم متحركة طويل بعنوان "بياض الثلج والأقزام السبعة"، واستغرق العمل عليه ثلاث سنوات، إلا أنه عرض لأول مرة في 21 ديسمبر 1937، وسرعان ما أصبح الفيلم الأكثر ربحا على الإطلاق، مما شجع الشركة على الاتجاه لإنتاج الأفلام الروائية، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخها مستمرة حتى الآن، تم خلالها ابتكار وعمل العديد من الشخصيات الشهيرة والأيقونية في ذلك المجال.

لكن ما كان لافتا هو قيام "ديزني" كل فترة بإعادة إنتاج بعض أعمالها سواء من خلال أفلاما حية أو طرحها بعد تحسين جودتها، وهو ما عرضها مؤخرا للانتقاد، باعتبار أنها تتبع سياسة تعمل فيها على إعادة تدوير أعمالها بدلا من أن تنتج قصص جديدة تليق بمشوارها الحافل بالإنجازات.

فيلم  "بياض الثلج والأقزام السبعة"
فيلم  "بياض الثلج والأقزام السبعة"

إعادة إنتاج أول فيلم كلاسيكي بفكر حديث

يعد "بياض الثلج" المعروف بأنه أول أفلامها الروائية الطويلة، والذي حصل على 11 جائزة و6 ترشيحات من بينها ترشيحا لجائزة الأوسكار، أحد هذه الأعمال يُعاد إنتاجها حاليا من خلال نسخة حية، من المقرر عرضها في عام 2024.

وبخلاف القصة الكلاسيكية التي تدور أحداثها حول الأميرة بياض الثلج التي تم نفيها إلى الغابة من قِبل زوجة أبيها الشريرة، قبل أن يتم إنقاذها بواسطة 7 أقزام من عمال المناجم الذين اعتبروها بمثابة فرد من أسرتهم الصغيرة، لتقابل فيما بعد أمير يُغرم بها ويساهم في إنقاذها بقُبلة الحياة، بعد أن دخلت في ثُبات عميق إثر تناولتها تفاحة مسحورة. يبدو أن أحداث القصة الجديدة ستشهد بعض التغييرات.

فيلم  "سنو وايت"
فيلم  "سنو وايت"

فوفقا لما كتبته "تلي جراف" في تقرير نُشر في أغسطس الماضي، فإن راشيل زيجلر، بطلة الفيلم الجديد البالغة من العمر 22 عاما، قد أثارت ضجة كبيرة بعد أن وصفت الفيلم الكلاسيكي بأنه قديم للغاية، وألمحت إلى إجراء بعض الإصلاحات الشاملة للقصة، بحيث تكون "سنو وايت" أكثر فائدة عما قبل، قائلة: "لن ينقذها الأمير، ولن تحلم بالحب الحقيقي".

وكشف نفس الموقع عن رأي ديفيد هاند، الذي عمل والده مع وتلت ديزني لإنتاج الفيلم عام 1937، حيق قال إن الثنائي سيتقلبان في قبرهما عقب أن يُدمر رؤساء الاستوديو إبداعهم، لافتا إلى أن الفيلم الأصلي تم إنتاجه بذوق جيد عندما تمت كتابته، مضيفا أنه من العار أن تحاول ديزني القيام بشيء جديد من خلال شيء آخر كان قد حقق نجاحا كبيرا قبل سنوات، ، معربا عن خوفه بما قد يلحق باقي النسخ الكلاسيكية، حيث قال: "أفكار ديزني أصبحت متطرفة للغاية الآن.. إذ تغير القصص، وتغير تفكير الشخصيات.. إنها ليست القصص الأصلية بل يختلقون شيئا جديدا وأنا لست مهتما بما يصنعوه".

وقدم "هاند" نصيحته قائلا: "لا بد من التركيز على الأفكار الجديدة بدلا من التركيز على إعادة إنتاج الأعمال القديمة الناجحة.. أنشئ شخصيات جديدة، لكن لا تحاول تدمير قطعة كلاسيكية جميلة".

فيلم  "سنو وايت"
فيلم  "سنو وايت"

"ديزني" تحتفل بمئويتها بإحياء عمل قديم

قبل أسابيع قليلة، احتفلت "ديزني" بالذكرى المئوية لتأسيسها، وأعلنت أنها سُتصدر بفضل هذه المناسبة نسخة جديدة من فيلم الرسوم المتحركة "سندريلا" بدقة 4K، ذلك العمل المستوحى من القصة الخيالية لتشارلز بيرولت والذي تم إنتاجه لأول مرة عام 1950، تدور حول الصعوبات والظروف القاسية التي تتعرض لها فتاة تعيش مع زوجة أبيها وبناتها عقب وفاة الدها، والتي تتغير حياتها رأسا على عقب بعد أن تقابل عرابة ساحرة تساعدها على الذهاب في حفل راقص خُصص لاختيار العروس المستقبلية لأمير البلاد.

تم إعادة إنتاج النسخة الكلاسيكية عام 2015، من خلال طرح فيلم حي حمل نفس الاسم، وشارك في تمثيله ليلي جيمس، في دور بطلة الفيلم، وكيت بلانشيت، في دور زوجة الأب، وريتشارد مادن، في دور الأمير، وهيلينا بونهام كارتر، في دور الجنية العرابة، فيما أخرج العمل كينيث براناه، وكتب السيناريو كريس زيتز.

فيلم "سندريلا"
فيلم "سندريلا"

تلك النسخة التي تضمنت مشاهدها العديد من اللوحات البديعة، لم تتعرض قصتها الأصلية للمساس، بل عُرض بشكل متطور يقارب النسخة القديمة في تفاصيلها، وقد حققت نجاحا كبيرا، حتى أنها حصدت العديد من الجوائز إذ بلغ إجمالي ترشيحاته 38 ترشيحا، و9 جوائز.

بعد نجاح النسخة الحديثة لـ "سندريلا"، تحمست ديزني عام 2017، وقررت طرح نسخة حية جديدة من الفيلم الشهير "الجملية والوحش" الذي تم إنتاجه عام 1991، والذي دارت أحداثه حول أمير مصاب بلعنه حولته إلى وحش يقطن ىقصر مسحور، وتنقلب حياته رأسا على عقب بعد أن تضطر الجميلة الذهاب إلى القصر لإنقاذ والدها.

فيلم "سندريلا"
فيلم "سندريلا"

نجاح ساحق رغم التغيير

كانت النسخة الحية، من بطولة إيما واتسون، دان ستيفينز، لوك إيفانز، جوش جاد، يفت كلاين، جيرارد حوران، ومن إخراج بيل كوندون، ورغم أنه لم يتم عمل تغيرات كبيرة في أحداث الفيلم، إلا أنه كان هناك بعض الاختلافات التي لحقت بالعمل، حيث أوضح المنتج ديفيد هوبرمان، لصحيفة " he Hollywood Reporter"، إنه كان هناك بعض التفاصيل يمكن الإفلات منها من خلال الرسوم المتحركة، لكن من الصعب تجنبها في النسخة الحية، لذا اضطررنا إلى عمل بعض التغييرات".

ورغم تلك التعديلات التي بلغ عددها 9 فقط، حسبما ذكرت نفس الصحيفة، فإن العمل كان قد حاز على 15 جائزة، وترشح إلى 76 جائزة أخرى من بينها جائزتي أوسكار.

 الفيلم الشهير "الجملية والوحش"
الفيلم الشهير "الجملية والوحش"

سلسلة أعمال أعيد إنتاجها

الأعمال السابق ذكرها ليست هي فقط ما تم إعادة إنتاجها، فعلى سبيل المثال فيلم "أليس في بلاد العجائب"، الذي تم إنتاج لمرات عديدة منذ أن تم ابتكار القصة الأًصلية من قِبل لويس كارول، عام 1865، والذي تدور أحداثه عن فتاة تسقط في جحر أرنب وتخوض العديد من المغامرات السحرية، كانت "ديزني" قد بدأت به رحلته في عالم الرتفية من خلال نسختها التجريبية، لتعمل على إنتاج أول نسخة روائية منه عام 1951، ومن ثم تعيد إنتجاها من خلال نسخة حية حملت نفس الاسم عام 2010.

تلك النسخة الحية التي تم إنتاجها قبل 13 عاما، شارك في بطولتها ميا واسيكوسكا، جوني ديب، هيلينا بونهام كارتر، آنا هاثاوي، كريسيين جلوفر، مات لوكاس، وغيرهم، وأخرجها تيم بيرتون، وحققت شعبية واسعة حاصدة بذلك العديد من الجوائز التي بلغ عددها 35 جائزة من بينهما جائزتي أوسكار، فيما حازت على 63 ترشيحا لجوائز أخرى.

 

نفس الأمر ينطبق على

فيلم "علاء الدين"
فيلم "علاء الدين"

حيث أنتجته الشركة لأول مرة على هيئة رسوم متحركة عام 1992، فيما أعيد إنتاجه في صورة نسخة حية عام 2019، حازت على 9 جوائز و39 ترشيحا، وكانت من بطولة ويل سميث، بمشاركة مينا مسعود، نعومي سكوت، مروا كنزاري، وأخرجها غي ريتشي.

الصور من حسابات ديزني وأفلامها على انستجرام وفيس بوك.