تجربة بروح التراث الأصيل ونسمات الزمن الجميل… "جريد سَمْحان" يروي حكاية النكهة كما يجب أن تُروى
في قلب الدرعية، حيث تتقاطع الذاكرة مع الحاضر، يقدّم جريد سمحان تجربة طهوية صادقة تعيد تعريف مفهوم المطبخ السعودي المعاصر، ليس عبر إعادة ابتكار الوصفات، بل من خلال تقديمها كما هي… بأيدٍ سعودية نشأت على نكهاتها، وعاشت تفاصيلها، وتحمل قصصها في الذاكرة قبل الوصفة.
يقع المطعم ضمن باب سمحان، أحد فنادق لاكشري كوليكشن في الدرعية، ويعلن اليوم عن فريقه الطهوي السعودي بالكامل، في خطوة تعكس التزامه العميق بتكريم الموروث الغذائي للمملكة من خلال أبنائه وبناته، أولئك الذين يعرفون هذه الأطباق لا كمكونات، بل كتجارب عائلية وذاكرة جماعية.

تجربة استثنائية من قلب التراث
يقود المطبخ الشيف التنفيذي صالح الجبالي، إلى جانب مساعدتيه الشيف عبير الجابري والشيف نَدى الوشمي، في فريق يجمع بين الخبرة المحلية والرؤية العالمية. وكان الشيف صالح قد أنهى مؤخرًا برنامجًا تدريبيًا في MAD Academy في كوبنهاغن، وهي منصة دولية تُعنى بالاستدامة والقيادة والابتكار في عالم الطهو.
هذا التوازن بين المعرفة العالمية والجذور المحلية ينعكس بوضوح في فلسفة مطبخ «جريد سمحان»، حيث لا تسعى الأطباق إلى إعادة تفسير المطبخ السعودي، بل إلى تقديمه بدقة واحترام، وبالطريقة التي نشأ عليها.

دعم المواهب السعودية… التزام طويل الأمد
يؤكد فابريس دوكري، المدير العام لفندق باب سمحان، أن دعم الكفاءات السعودية ليس مبادرة مؤقتة، بل أولوية استراتيجية طويلة الأمد. ويشير إلى أن تجربة الشيف صالح في MAD Academy عززت توجه المطعم نحو ممارسات مطبخ أكثر وعيًا واستدامة، تتكامل مع معرفة الفريق العميقة بالمطبخ السعودي.
هذا النهج يعكس صورة المملكة اليوم: تطوّر مدروس لا ينفصل عن الجذور، وتقدّم يحترم الهوية، في انسجام واضح مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

استدامة تبدأ من المطبخ
يندرج مطعم جريد سمحان ضمن التزام أوسع بالاستدامة يتبناه فندق باب سمحان، حيث يعتمد المطعم على المكونات المحلية، والمنتجات الموسمية، وممارسات الطهي المسؤولة. وتشمل هذه الرؤية أنظمة موفرة للطاقة، وتقنيات لترشيد استهلاك المياه، واستخدام مواد تقليدية تعزّز الأداء البيئي وتحافظ في الوقت ذاته على الأصالة الثقافية.
في مطعم جريد لا تُقدَّم الاستدامة كشعار، بل كأسلوب عمل متكامل متجذّر في المكان والهدف والمسؤولية طويلة الأمد.

تصميم يحتضن النكهة
ينعكس هذا التوازن ذاته في تصميم المطعم الداخلي، حيث تمتزج عناصر التصميم السعودي التقليدي بالمواد الطبيعية والتفاصيل الحِرفية ولوحة ألوان حيادية تمنح المكان هدوءًا وأناقة. المساحة مصمّمة لتكون مألوفة وراقية في آنٍ واحد، لتدعم تجربة الطعام من دون أن تسرق الأضواء منها.
أطباق تعرف قصتها جيدًا
على قائمة الطعام، تحضر أطباق سعودية أصيلة مثل المقلقل، والجريش، والمطازيز، والكبسة، مُحضّرة بعناية فائقة من حيث النكهة والتقنية والسياق الثقافي. هذه الأطباق ليست “نسخًا عصرية”، بل وصفات حقيقية تُقدَّم بدقة واحترام على يد طهاة نشأوا معها، ويفهمون رمزيتها قبل مقاديرها.
في «جريد سمحان»، الفكرة بسيطة وواضحة: تقديم طعام سعودي حقيقي، في مساحة تحترم مصدره، وتقدّره كما يستحق.

دعوة لتجربة الطهو بوعي وفخر
يدعو مطعم جريد سمحان ضيوفه لاكتشاف المطبخ السعودي كما يُفترض أن يكون: نابعًا من الأرض، ومقدَّمًا بوعي ثقافي، ومشحونًا بالفخر بالهوية. إنها تجربة طهوية لا تعتمد على الإبهار، بل على الصدق… وعلى حكاية تُروى على مهل، طبقًا بعد طبق.