
تُركَز على المهارات المحلية: مبادرة طاولة الشيف الإماراتي تجمع كفاءاتٍ إماراتية واعدة
في العديد من المجالات والقطاعات، نجد ثلةً من المواهب الإماراتية التي تزدهر في مشهدٍ متنوع يعكس روح الابتكار، الأصالة، والانفتاح على العالم.
كيف لا، والإمارات في طليعة دول المنطقة التي تحثَ على تشجيع المهارات؛ ليس فقط كتوجهٍ تنموي، إنما كجزءٍ من رؤية استراتيجية متكاملة لبناء الإنسان وتمكينه في عصر التحول السريع. ومنذ تأسيس الاتحاد في العام 1971، وضعت القيادة الإماراتية الإنسان في قلب التنمية؛ المبادرات الوطنية مثل رؤية الإمارات 2071 والاستراتيجية الوطنية للمهارات المستقبلية، تؤكد أن الاستثمار في المهارات هو استثمارٌ في الاستقرار والريادة.
في مختلف القطاعات والمجالات، نجد الحكومة الإماراتية والقطاعات الخاصة، تدعم وتُشجع المهارات المحلية على المضي قدمًا في أحلامها وتطلعاتها، والارتقاء بها نحو فضاءات أعلى من التميز والجودة. وقطاع الأغذية والمأكولات يأتي من ضمنها، ليكشف عن طاقاتٍ إماراتية واعدة تحمل الكثير من الأحلام والطموحات لمجال الطهي والمأكولات في الدولة.
وتشجيعًا منها لهذا القطاع؛ كشفت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، عن تعاونها مع شركة كيتوبي، أحد الشركات في قطاع المأكولات والمشروبات بالمنطقة التي تركز على العلامات المحلية، عن إطلاق مبادرة "طاولة الشيف الإماراتي" للإرشاد في قطاع الأغذية والمشروبات. يهدف هذا التعاون إلى تمكين المشاريع الإماراتية المنزلية ودعم نموها واستدامته، وتطوير المواهب في هذا القطاع الحيوي، وهو ما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، الرامية إلى ترسيخ مكانة المدينة باعتبارها أكثر مراكز الأعمال جاذبية للشركات الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال الاماراتيين.

تضمّ الدفعة الأولى من البرنامج خمسة روّاد أعمال إماراتيين في قطاع الأغذية والمشروبات، سيحصلون على الارشاد والدعم المهني لمشاريعهم من خلال نخبة من الخبراء والمتخصصين، مما يسهم في تطوير مهاراتهم وتعزيز شبكة علاقاتهم مع جهاتٍ بارزة في القطاعين العام والخاص داخل الدولة. كما سيُتاح لهم الاستفادة من فرص استثمارية لدعم نمو مشاريعهم وتوسيع نطاقها. إلى جانب ذلك، سيتم تسليط الضوء على رحلتهم الريادية من خلال حملاتٍ ترويجية تستعرض قصصهم الملهمة، ومراحل تطور أعمالهم، منذ بداياتهم الأولى وحتى بلوغهم مراحل متقدمة في تقديم أطباق وأصناف مبتكرة وفريدة.
الأسماء المشاركة في مبادرة طاولة الشيف الاماراتي
1. توين شيفز
يقف عبد الرحمن وميثاء الهاشمي وراء فكرة مطعم "توين شيفز" الذي يُضفي المزيد من الحيوية والإبداع على مشهد الطهي المحلّيّ، حيث يُمكنكم الاستمتاع بتناول "بيتزا السلامينو بالعسل الساخن" و"بيتزا الكمأة السوداء" و"سلطة التمر وجبنة الجامي" وغيرها.
2. توشيز
أسست "مريم بدري" و"سارة بن ذيبان الفلاسي" مخبزهما الخاص (توشيز) عبر الإنترنت، والذي سرعان ما بات وجهة طعامٍ محلية مفضّلة. لا تفوّتوا تذوّق "لقيمات التوت" المبتكرة و"تشيز كيك بالمقلوب" والكثير غيرهما ضمن قائمة الطعام الحصرية.
3. ليتل بينش
ابتكرت "مريم مسعود العلي" فكرة مطعم "ليتل بينش" بهدف إعادة صياغة الوصفات التقليدية بأسلوبٍ عصريٍّ يرضي روّاد المطاعم في أيامنا هذه. وتشمل الأطباق المميزة للمطعم "ورق العنب" و"لفائف المسخّن" و"شطائر الروبيان" وغيرها.
4. إينر تشايلد
أطلق الشيف "حسن الفلاسي" مطعم "إينر تشايلد" ليكون بمثابة مفهومٍ جديد يُعيد ابتكار النكهات المألوفة، بأسلوبٍ مرح. قائمة الطعام في هذه الوجهة تشمل "كروكي" و"كرواسون البيبروني بالعسل الحار" و"الشوكولا المجلّدة" و"سكاي ماتشا" وغيرها.
5. باي شيف ميثاء
تنفرد الشيف "ميثاء ورشو" بأسلوبها الذي يجمع بين فنون الطهي الإماراتية التقليدية والتقنيات العالمية العصرية. وخلال مبادرة "مائدة الشيف الإماراتي"، تُقدّم الشيف ميثاء "معكرونة ريغاتوني" و"أوزي لحم الضأن" بالطريقة المحلية، لتحتفي بتقاليد الطهي الإماراتية مع لمسةٍ إبداعية.

تلبّي مبادرة طاولة الشيف الإماراتي (في نسختها الأولى) الطلب المتزايد على الإبداعات المحلية الأصيلة في مجال الطعام، وهو ما يؤكد مكانة دبي باعتبارها عاصمةً للمأكولات وفنون الطهي، تجمع بين مفاهيم الإبداع والثقافة وريادة الأعمال. وسيتمّ تنفيذ المبادرة على ثلاث مراحل، تبدأ بحملةٍ تستمر لشهرين، تليها أنشطة وتجارب مؤقتة، بما فيها عرضٌ خاص خلال احتفالات عيد الاتحاد، ليتم بعدها إطلاق الموسم الثاني مع دفعة جديدة من المواهب الإماراتية مطلع العام 2026.
هذا ويُمثَل قطاع الأغذية والمشروبات إحدى الركائز الاقتصادية الرئيسية في دبي، إذ وصلت مساهمة قطاع خدمات الإقامة والطعام في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من عام 2025 إلى 4.1% بقيمة 4.9 مليار درهم، مع توقعات بأن يسهم تركيز الإمارة على الابتكار وريادة الأعمال بالتوازي مع تنامي مستويات الطلب العالمي بتسجيل نمو متزايد في القطاع. وللعلم، فإن حوالي 12%، من أعضاء مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة يزاولون نشاطهم التجاري في قطاع الأغذية والمشروبات، ما يعكس أهميته، وتطلّع الإماراتيين للعمل فيه والمساهمة في تطويره.
وتواصل المؤسسة من خلال إطلاق مثل هذه المبادرات الهادفة، التزامها بتعزيز منظومة ريادة الأعمال في دبي، بما يدعم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33؛ عبر دمج الكفاءات الإماراتية الجديدة في سوق العمل، وتمكين الجيل المقبل من المساهمة في القطاعات الاستراتيجية.
في الختام؛ فإن مبادرة طاولة الشيف الاماراتي التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع كيتوبي، هي محطة انطلاقٍ لمهاراتٍ إماراتية واعدة في مجال الطهي والأغذية، تهدف إلى تمكين المشاريع الإماراتية المنزلية ودعم نموها واستدامته، وتطوير المواهب في هذا القطاع الحيوي.