الكونتيسة صوفي .. أميرة في الظلام

عندما تعهدت صوفي هيلين ريز جونز، بطاعة زوجها الأمير إدوارد ضمن مراسم حفل زفافها البسيط للغاية، كانت تدرك أنها مجرد أميرة في الظلام لن يشعر بها أحد، فالأضواء كلها مسلطة على ولاة العهد، ورغم أنها حاولت الخروج لعالم الأضواء كثيرا، الا أن الصحافة البريطانية كانت تلاحقها دوما بتهم الفساد والغباء!!
 
ولدت صوفي هيلين ريز جونز في 20 يناير 1965 في أكسفورد، لأب يعمل مصنعا ومصدرا لإطارات السيارات، وأم سكرتيرة، بدأت تعليمها في مدرسة دولويتش التحضيرية، قبل أن تنتقل إلى كلية كينت، حيث تخصصت في علوم السكرتارية، ثم حصلت على مؤهل في مجال العلاقات العامة، أهلها فور تخرجها للعمل أربع سنوات متتالية في أكثر من مؤسسة إعلامية محلية، ثم سافرت للعمل بأستراليا لعام كامل، انتهى بعودتها للبلاد لتؤسس شركتها الخاصة " آر -جي اتش " المتخصصة في مجال العلاقات العامة.
 
تعرفت صوفي على الأمير إدوارد، إيل وسكس وأصغر أبناء الملكة اليزابيث الثانية في احدى الحفلات الخيرية عام 1993، وامتدت علاقتهما لست سنوات كاملة، قبل أن يتقدم لخطبتها رسميا في يناير 1999 وتزوجها بعدها بستة أشهر، في حفل زفاف بسيط في كنيسة سانت جورج بقلعة وندسر بحضور بعض أعضاء العائلات المالكة ومنهم سلطان بروناي حسن البلقيه، والأميرة آن ماري من اليونان و600 مدعو.
 
وقبل حفل الزواج منحت الملكة اليزابيث ابنها لقب ايرل اوف ويسكس وهو لقب لم يمنح لاحد منذ عام 1066، وآخر حامل للقب كان الملك هارولد الذي قتل بسهم في العين اثناء معركة هيستينجز عندما تغلب عليه وليام الفاتح الجد الاعلى للأمير ادوارد، وقيل أنه سيحصل فيما بعد على لقب دوق أدنبرة، اما صوفي فحصلت على لقب كونتيسة ويسكس، وقيل وقتها أن ابناء ادوارد وصوفي لن يحملوا اي القاب ملكية تنفيذا لرغبتهما وهو ما حدث بالفعل مع الطفلين لويز وجيمس أول حفيدين لملكة بريطانيا من السلالة الذكورية لا يحملان لقب أمير وأميرة.
 
زواج صوفي الذي جاء بعد فضائح ديانا وسارة فيرجسون، كان فرصة محتملة للحفاظ على ما تبقى من سمعة العائلة المالكة، خاصة وان أدوار كان الوحيد من أبناء الملكة الذكور ، المتزوج رسميا بعد طلاق تشارلز وأندرو، ولكن إصرار صوفي على استكمال عملها في شركتها أوقع العائلة المالكة في فضائح أكبر وخاصة فضيحة "أشرطة صوفي"، حيث نجح صحافي مغمور يعمل في صحيفة "نيوز اوف ذا وورلد" البريطانية في انتحال شخصية مستثمر يريد عقد شراكة مع الكونتيسة، وصور لها تصريحات مسيئة لرئيس وزراء بريطانيا وقتها تونى بلير، وبعض افراد العائلة المالكة واعترفت صراحة بانها تستفيد من وضعها الملكي في تسيير أعمال الشركة.
 
فضيحة أشرطة صوفي التي كادت أن تقضى على مستقبلها مع العائلة المالكة، دفعت قصر باكنغهام والملكة اليزابيث إلى القيام بمراجعة شاملة لسلوك‏ أفراد العائلة المالكة والخروج بعدد من التوصيات والتوجيهات لإبعادهم عن أي سلوك قد  ‏يسيء لهم بحكم موقعهم الحساس. ‏ ‏  
 
غير أن صوفي الراغبة في الاستفادة من موقعها الملكي تسببت في فضيحة أخرى، بعدما أعلنت استقالتها من الشركة رسميا حفاظا على سمعة العائلة المالكة، ثم ذهبت في اليوم التالي مباشرة لممارسة مهامها، وتبين أن تصريحها كان مجرد مسكن لوقف الحملات الاعلانية التي اشتعلت لأكثر لدرجة أن صحيفة "ذا ميرور" طالبت الملكة شخصيا بوقف "صغار العائلة المالكة عند حدودهم".
 
الملكة استجابت للنداء بالفعل وقررت شغل الكونتيسة بواجبات ملكية كممثلة شخصية لها لحضور بعض المناسبات، فقامت بأول جولة خارجية لها مع الأمير إدوارد عام 2000 في كندا، كما أصبحت الراعي الفخري لأكثر من منظمة خيرية منها SAFC الذراع الخيري لنادي سندرلاند، كما قدمت الكونتيسة دعمها لمشروع بحثي في برادفورد للبحث عن أسباب انخفاض وزن الأطفال عند الولادة وسبل السيطرة على معدل وفيات الرضع.
 
كما تم تكليف صوفي رسميا بحضور المناسبات الملكية الأجنبية، وخاصة الزواج وحضرت بالفعل حفلات الزفاف الأمير هاكون من النرويج، الأميرة مارتا لويز من النرويج، وزفاف ولي عهد الدنمارك فريدريك، وولية العهد الأميرة فيكتوريا من السويد، غيوم، واحتفالات عيد الميلاد 40 للأمير ويليام ألكسندر وتتويج وحفل زفاف الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو.