جمال إسماعيل... وداعاً

عن عمر يناهز الثمانين، ووجه بشوش، وذكرى عطرة، غادرنا الفنان الكبير جمال إسماعيل فجر الأربعاء 18 ديسمبر 2013، بعد أن استراح قلبه من مهمة الخفقان، ليترك في قلوب محبيه غصة مريرة.
 
هو أحد أعمدة الفن المصري بلا منازع، الذي يمثل وجوده حجر أساس في أي عمل درامي، قد لا يكون نجماً يخطف الأضواء، لكن أمثاله –وهم كُثر- لا يمكن أن يخلُ منهم عمل جيد أو يستقيم، بحضوره الطاغي، وأدائه الراقي.
 
وُلد جمال الدين إسماعيل حسن في 20 فبراير 1933 بالقاهرة، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1956، ثم ليسانس آداب قسم تاريخ من جامعة عين شمس عام 1957، والتحق بالفرق النموذجية للمسرح الشعبي التابعة لمصلحة الفنون في ذلك الوقت، وعُين بعدها مفتشاً للمسرح بمدينة الإسكندرية، ثم انضم إلى فرقة مسرح التليفزيون في بداية الستينات، وشارك في الكثير جداً من مسرحيات الفرقة، مثل شيء في صدري والدبور والسكرتير الفني مع الراحل الكبير فؤاد المهندس، والتي كانت بداية لتعاون طويل بينهما، بلغ ذروته في مسرحية سيدتي الجميلة 1969، حيث قدم دوره الشهير العصي على النسيان "حسب الله بعضشي" والد "صدفة" التي قدمتها الفنانة الكبيرة شويكار، توالت أعماله بعد ذلك دون توقف لما يزيد عن نصف قرن، فأثرى الشاشة العربية بكل أنواعها، من سينما لدراما تليفزيونية، سواء مسلسلات طويلة، أو سهرات درامية، إلى جانب حضوره الطاغي على خشبة المسرح التي لم يبتعد عنها إلا بسبب ندرة الأعمال المميزة في السنوات الأخيرة.
 
قدم جمال إسماعيل ما يقرب من 50 فيلما سينمائيا، و40 مسلسلا تليفزيونيا، إلى جانب أكثر من 20 عمل مسرحي، وكانت آخر أعماله مسلسلي "القاصرات" و"خلف الله" في رمضان الماضي، والمعروف أن جمال إسماعيل هو شقيق الملحن والموزع الشهير الراحل علي إسماعيل، رحم الله الجميع.
 
واليوم رحل عنا جمال إسماعيل، مخلفاً فراغاً كبيراً في عالم الفن، وتاركاً في قلوب محبيه الذين كانوا يعتبرونه أباً لهم، جرحاً غائراً، لا يعلم إلا الله متى يندمل.