الأميرة تاتيانا تعيد ملك اليونان لبلاده بعد 46 عاما من المنفى

ما عجزت عنه العائلة المالكة اليونانية، في ما يقارب نصف قرن مضت على عزلها من العرش وطردها من البلاد، نجحت فيه الأميرة تاتيانا زوجة الابن الثاني والطفل الثالث للملك قسطنطين في ثلاث سنوات فقط، فقد نجحت بعد عامين فقط من تنصيبها باللقب الأميري أن تعود للعاصمة اليونانية أثينا، وفي العام الثالث حققت المستحيل وفتحت أجواء البلاد لتستقبل للمرة الأولى منذ 46 عاما الملك والملكة اللذين قررا العودة النهائية للديار والإقامة في منتجع Porto Cheli.
 
الحلم المستحيل بعودة الملك قسطنطين الثاني لبلاده، راود كل أفراد العائلة المالكة بدءا من ولى العهد الأمير بافلوس وزوجته الأميرة ماري شانتال وانتهى بهم المطاف للإقامة في نيويورك والتخصص في مجال الاستثمار، بينما تخلصت الأميرة ألكسيا أول ولية لعهد اليونان والابنة الكبرى للملك، من أحلام العرش سريعا واكتفت بحملها لقب أميرة الدنمارك أسوة بأشقائها ووالدتها التي تنعم برعاية خاصة من شقيقتها ملكة الدنمارك، ولم يكن في حسبان الأمير نيكولاوس آخر عنقود الأسرة المالكة وهو يتزوج من عالمة الاجتماع تاتيانا بلاتنيك أنها من ستعيد الأسرة المالكة للبلاد كضيوف مرحب بهم، في خطوة أولى لإعادة طرح فكرة عودة الملكية على غرار ما يجرى في الجارة صربيا الان.
 
تاتيانا التي يحيط الغموض كل تفاصيل حياتها الأولى، لدرجة التشكيك في أنها ابنة طبيعية للثري الروسي Ladislav Blatnik، والاختلاف حول مسقط رأسها فهي تدعي أنها ولدت في 21 فبراير من عام 1987 بسويسرا، بينما الأوراق الرسمية وشهادة والدتها تؤكد أنها ولدت في اليوم نفسه ولكن بدولة فنزويلا، لكن المؤكد أنها خضعت مبكرا لرعاية زوج الام الثري الأميركي Attilio Brillembourg ، وأنها درست في جامعة جورجتا ونوتخرجت في عام 2003 بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع، وظلت حتى زواجها عام 2010 تعمل كمخططة لأحداث بيت أزياء المصممة الألمانية Diane von Fürstenberg. 
 
تاتيانا حملت رسميا لقب أميرة اليونان والدنمارك فور زواجها من الأمير نيكولاوس، وهو لقب بروتوكولي يمنح على سبيل المجاملة من لندن والدنمارك، ولكنها أخذته على محمل الجد فخططت أولا للزفاف في اليونان وجمعت أغلب العائلات المالكة هناك، ثم سعت للانتقال بصفة دائمة للعاصمة اليونانية آثينا، ولم تكتف بهذا فحسب ولكنها أصرت على الإقامة في منزل مملوك لرئيس وزراء اليونان الأسبق جورج أندريا سباباندري وAndreas Papandereou الذي أصدر قرار مصادرة أملاك الملك قسطنطين وسحب الجنسية من العائلة المالكة بالكامل، ونجحت بالفعل في شراء المنزل من ابنته صوفيا واستقرت فيه منذ شهرين.
 
وبعد عام واحد فقط من اقامتها باليونان أشارت استطلاعات الرأي الى أن الشعب اليوناني لا يعارض عودة ملكه السابق للبلاد ولا الإقامة فيها، كما ظهرت أصوات تنادي بعودة نظام الحكم الملكي الدستوري على غرار الملكيات الأوروبية، وهو ما عجل من عودة الملك قسطنطين للبلاد بصحبة زوجته الملكة آنماري، واعلانه بيع قصره الذي شهد اقامته في المنفى الاختياري بلندن طوال 30 عاما مضت، في إشارة الى عزمه الاستقرار ببلاده اليونان، مع احتفاظه بمكتبه الرسمي وسط العاصمة البريطانية.