جائزة نوبل تنتظر ملالا يوسفزاي "التي لاتخاف"

ملالا يوسفزي.. 
شابة في السادسة عشر من العمر. ولدت عام 1997 في باكستان. منذ نعومة أظافرها رفضت القيود التي وضعتها حركة طالبان الباكستانية على تعليم الفتيات. نددت عبر تدويناتها بانتهاك تلك الحركة لحقوق الفتيات وحرمانهن من التعليم وقتلها معارضيها. واستنكرت أيضا في إحدى مدونات موقع إذاعة BBC البريطانية الفظائع التي ارتبكها مقاتلو حركة طالبان في مدينة "سوات" شمال غربي باكستان.
 
طلقة رصاص غيرت التاريخ
في أكتوبر 2012 وبسبب هذه المواقف المناهضة لحركة طالبان والداعمة لحقوق الفتيات الباكستانيات أطلق عناصر من حركة طالبان رصاصة على رأسها أثناء توجهها إلى المدرسة. هجموا على الحافلة ثم أطلقوا عليها الرصاص ولاذوا بالفرار معتقدين أنها فارقت الحياة.
 
تكفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاج ملالا، فأرسلت طائرة إماراتية طبية نقلتها إلى لندن، حيث خضعت لعملية جراحية ناجحة في برمنغهام.
 
بعد تماثل ملالا للشفاء استقرت في بريطانيا مع عائلتها، فالتحقت بإحدى المدارس هناك منذ مارس - آذار. وبالطبع اختلف ايقاع الحياة الجديدة عن ما عاشته ملالا في باكستان، ما دفعها للقول: "كان من الصعب التكيف مع ثقافة ومجتمع جديدين، لأننا لم نر أبدًا نساء حرّات إلى هذه الدرجة.. حرة في الذهاب إلى السوق وحدها من دون أن يرافقها أخ أو أب".
 
جوائز السلام
لم تعرف ملالا أن الحادثة التي تعرضت لها ستغير مجرى حياتها، حيث نالت من بعدها "الجائزة الوطنية الأولى للسلام" في باكستان. كما حصلت على جائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة "كيدس رايتس الهولندية". أيضا ضمت قائمة الفائزين بـ "جوائز المواطنة" التي تقدمها مؤسسة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون اسم ملالا، التي تقدم هذه الجائزة كل عام تقديرا لأشخاص من القطاع العام أو الخاص أو الجمعيات المدنية على جهودهم التي بذلنها لمواجهة مشاكل ذات طابع عالمي. ومنحتها مؤخرا منظمة "راو إن ور" البريطانية غير الحكومية في 4 أكتوبر 2013 جائزة "آنا بوليتكوفسكايا".
 
تعليم الفتاة
بعد أشهر من استقرارها في بريطانيا وانتهاء عملية تأهيلها النفسي جراء محاولة اغتيالها عادت ملالا إلى نضالها مجددا من أجل تعليم الفتيات فأنشأت صندوقا لهذه الغاية. كما تدعو في حواراتها العامة الحكومات الغربية إلى التحاور مع حركة طالبان، لأنه على حد تعبيرها: "أفضل وسيلة لتسوية المشكلات ومكافحة الحرب والإرهاب والتطرف. إلا أن الأهم من هذا كله: تعليم الجيل القادم".
 
من باكستان الى سوريا
ولم تقتصر جهودها على بلدها باكستان فقط، بل تشارك في حملة جمع أموال قدرها 500 مليون دولار لتنفيذ خطة تعيد الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان إلى مقاعد الدراسة بالتعاون مع منظمة "العالم في المدرسة" خلال السنوات الثلاث المقبلة، من أجل توفير فرص التعليم لأكثر من 300 ألف طفل سوري في سن الدراسة. ليس ذلك فقط بل انضم إلى ملالا في هذه الحملة مجموعات شبابية حول العالم، فقدموا طلب إلى الأمم المتحدة من أجل الحصول على تمويل لهذه الحملة.
 
وإزاء هذه المجهودات الهامة في مجال حقوق الإنسان ضمت ترشيحات جائزة نوبل للسلام هذا العام اسم ملالا يوسفزي، التي فيما يبدو تنافس على اللقب بقوة بعد ما تعاملت مع حركة طالبان التي حاولت اغيالها بتسامح.
 
لم أشعر بالخوف...
قالت ملالا تعليقا على محاولة اغتيالها في مقابلة مع إحدى القنوات الأميركية: "في عام 2012 سألتني إحدى الفتيات إن كنت قرأت على Google عزم أحد عناصر طالبان على قتلي. لم أصدق ذلك. قلت لها: لا يمكن أن يكونوا بهذه الهمجية التي قد تدفعهم الى قلت  طفلة في سن الرابعة عشر من عمرها! في تلك اللحظة لم أشعر بالخوف على نفسي بل على والدي، ما دفعني للتفكير بالأمر، وما عساي فعله إن جاء أحد عناصر طالبان لقتلي، ماذا سأفعل؟ هل أضربه بالحذاء؟ فقلت لا، لأنني في حينها سنتساوى سويا. قررت أن أواجه هذه الهمجية بالسلام والحوار وإقناعه بانني أريد تعليم أولادك حتى يصبحوا أفضل. وبعد أن أخبره بذلك سأقول له: افعل ما تشاء".
 
كما أوردت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية خبرًا يُفيد بأن الناشطة في مجال حقوق الإنسان ملالا يوسفزي ستدخل السياسة يومًا ما لتغيير مستقبل بلادها. وعلقت ملالا على ذلك قائلة: "أرغب أن أكون سياسية في وقت لاحق. أرغب في تغيير مستقبل بلادي وجعل التعليم إجبارياً. آمل أن يأتي اليوم الذي يكون فيه الباكستانيون أحراراً، ويمتلكون حقوقهم، ويعم السلام، وتذهب كل فتاة وكل صبي إلى المدرسة".
 
ملالا يوسفزي التي صفق لها المجتمع الدولي بعد كلمتها المؤثرة في الأمم المتحدة الداعية للسلام، أصبحت رمزًا للنضال من أجل تعليم الفتيات، فهل ستفوز هذا العام بجائزة نوبل للسلام؟
 
رابط لقاء ملالا يوسفزي في برنامج صباحي أمريكي مع جون ستيوارت :Jon Stewart